تسلمت مصر كاشف قياس باشعة جاما للكشف عن تأكل التربة في المناطق الزراعية وذلك بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضمن خطوات الاستفادة من التطبيقات السلمية للطاقة النووية. وأضافت الوكالة الدولية في بيان صحفي أن مصر تعاني من تدهورا شديداً في الأراضي، حيث تراجعت إنتاجية التربة في معظم شمال شرق دلتا النيل في مصر، بنسبة تزيد علي 45٪ في السنوات ال35 الماضية وفقا لدراسات حديثة وينجم تدهور الأراضي عن عدة عوامل، منها الاستغلال المفرط للأراضي، والممارسات الزراعية غير المستدامة، والظواهر المناخية الشديدة التي حدثت بتواتر أكبر في العقود القليلة الماضية ويمكن أن يؤدي تآكل التربة، وهو أحد الأنواع الرئيسية من تدهور الأراضي الحاصلة بفعل عوامل بشرية وبيئية معاً، إلى فقدان التربة السطحية الخصبة بشكل كامل، ما يجعل الأراضي المتضررة غير صالحة للزراعة. وأشارت الوكالة الى أن قطاع الزراعة يعد قطاعا اقتصادياً مهماً في معظم البلدان الأفريقية -تمثل قرابة 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي لمصر - وتمثّل الزراعة منخفضة المدخَلات من مزارع الكفاف التي تديرها الأُسر عنصراً هاماً من هذا القطاع. فمثل هذه الزراعة تمثّل نسبة عالية من الوظائف، وتوفّر سُبل العيش لمزارعين وأسرهم. وهذا النوع من الزراعة يتمّ في العادة في الأراضي القاحلة وشبه القاحلة ذات الإمكانات الزراعية الهامشية، مثل الأراضي الجافة والجبال، ما يجعله عُرضة بشكل خاص لتآكل التربة. ودأبت الوكالة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، على مساعدة البلدان منذ أكثر من 20 عاماً على مكافحة تدهور الأراضي من خلال دعم استخدام التقنيات النظيرية لتقييم تآكل التربة. وأكدت الوكالة أن عناصر النويدات المشعّة المتساقطة، مثل السيزيوم-137، تستخدم في تقييم تآكل التربة والترسيب. وتوفير أجهزة قياس طيف أشعة غاما، المستخدَمة في تنفيذ قياسات السيزيوم-137، هو جزء من مبادرة مستمرة تقوم بها الشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة لمساعدة البلدان الأفريقية على تعزيز قدرتها على مكافحة تآكل التربة؛ ويشمل ذلك أيضاً تدريب العلماء على استخدام طريقة السيزيوم-137 وإنشاء قدرات قياس طيف أشعة جاما على نطاق القارة. ومن جانبه اوضح عاطف عبد الحميد رئيس هيئة الطاقة الذرية فى تصريح خاص لجريدة الاخبار المسائى انه تم بالفعل استلام الجهاز وفى انتظار خبير من الوكالة الدولية لتركيبه وتدريب العاملين عليه وفى نفس السياق قال الدكتور محمد كساب، عضو مركز البحوث النووية التابع لهيئة الطاقة الذرية المصرية: "سنستخدم كواشف أشعة جاما في تحديد "بصمة" الترسيب في نهر النيل لتتبُّع مصدر التلوث من مصادر مختلفة، مثل الصرف من المنشآت الصناعية والزراعية الموجودة على ضفة النهر". وتابع قائلاً: ونعتزم أيضاً مساعدة البلدان الأخرى في أفريقيا على بناء قدراتها في مجال قياسات أشعة جاما والخدمات التحليلية".