فيلم الافتتاح »كتاب أخضر« اثنان وأربعون عامًا مرت منذ أسست الجمعية المصرية للكُتَّاب والنقاد السينمائيين؛ مهرجان القاهرة السينمائي عام 1976، الذي أُلغي لأول مرة في تاريخه عام 2011 أثناء ولاية د.عماد أبو غازي لوزارة الثقافة بسبب الأوضاع الاقتصادية، ثم في عام 2012. هذا التوقف المؤقت جعلنا نحتفل هذا العام ببلوغ المهرجان لدورته الأربعين، التي تشهد إضافات عديدة نلقي الضوء عليها في السطور القادمة، ربما تصنع منها دورة مفصلية في عمر المهرجان. تأتي التغيرات في سياسة العمل بالمهرجان هذا العام متزامنة مع تولي المنتج والسيناريست محمد حفظي رئاسته، خلفًا للناقدة ماجدة واصف، التي بذلت جهدًا كبيرًا خلال الدورات الثلاث السابقة، انتهاءً بعقدها اتفاقًا مع قنوات dmc لرعاية المهرجان العام الماضي، تسبب في بعض الجدل خلال حفلي الافتتاح والختام وأثناء انعقاد الفعاليات بالأوبرا. لا يزال الاتفاق ساريًا في هذه الدورة، ولكن في حدود الرعاية فقط، فبعدما تصدّرت dmc المشهد في الدورة السابقة منذ انعقاد المؤتمر الصحفي للمهرجان، وُضِعت هذا العام في موقعها الطبيعي كراعٍ وعاد »القاهرة السينمائي» ليحتل دور البطولة، مع احتفاظها باحتكار التغطية الإعلامية لحفلي الافتتاح والختام، حسبما أكد هشام سليمان رئيس شبكة القنوات. يوميًا علي السجادة الحمراء اختارت اللجنة الفنية للمهرجان حوالي 160 فيلمًا من 59 دولة، سيتم عرضهم في القاعات المختلفة لدار الأوبرا المصرية، بالإضافة إلي عدد من السينمات الخارجية في مناطق وسط البلد، الزمالك، السادس من أكتوبر، والتجمع الخامس، بما يضمن وصول أفلام المهرجان للمشاهدين في كل مكان بالعاصمة. تُفتتَح الدروة الحالية بعرض واحد من الأفلام المهمة في 2018 وهو »كتاب أخضر» للمخرج الأمريكي بيتر فاريلي، بطولة فيجو مورتينسين وماهرشالا علي وليندا كارديلليني، والذي تُوِّج بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو السينمائي. لن يكون فيلم الافتتاح هو الوحيد ضمن عروض السجادة الحمراء، وإنما يتضمن المهرجان علي مدار أيامه حفلات »جالا» يوميًا بحضور نجوم أحد الأفلام الكبري. من أبرز الأفلام التي تعرض فيها »أيكا» بحضور مخرجه سيرجي دفورتسيفوي وبطلته الفائزة بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان كان الأخير، »حب غير متوقع» بحضور مخرجه وكاتبه الأرجنتيني المرشح للأوسكار خوان فيرا وبطلته النجمة ميرسيدس موران، و»الغراب الأبيض» للنجم البريطاني ريف فاينز الذي يمنحه المهرجان جائزة فاتن حمامة التقديرية. أما الجائزة التقديرية الثانية باسم سيدة الشاشة العربية فتذهب للفنان القدير حسن حسني، صاحب المسيرة الفنية الممتدة لأكثر من نصف قرن. وتُمنَح جائزة التميز للموسيقار هشام نزيه، الذي تُشكل أعماله اتجاهًا مغايرًا في مجال الموسيقي الدرامية المصرية. أربع مسابقات وجائزتان لأول مرة تتضمن المسابقات الرسمية أربعة فروع، يتقدمها المسابقة الدولية، التي تمنح ست جوائز هي: الهرم الذهبي لأحسن فيلم، الهرم الفضي، الهرم البرونزي، جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو، أحسن ممثلة، أحسن ممثل، وجائزة أحسن إسهام فني. يتنافس فيها 16 فيلمًا، جميعها تُعرض للمرة الأولي في مسابقة دولية لمهرجان من الفئة »أ» عالميًا، يغلب عليهم الإنتاج المشترك، وبينهم فيلم تحريك هو »البرج»، بالإضافة إلي أفلام: »أمين»، »أنا أمثل، أنا موجود»، »نشوة»، »دونباس»، »ذات يوم»، »صوفيا سيلاجي»، »الزوجة الثالثة»، »طاعة»، »طيور الممر»، »اللامبالاة اللطيفة للعالم»،»ليلة الاثنا عشر عامًا»،»مانتا راي»، »وَقْفَة»، ومن مصر »ليل / خارجي». يرأس لجنة تحكيم المسابقة المخرج الدنماركي بيل أوجوست، وتضم الممثل التونسي ظافر العابدين، والممثلات سامال يسلياموفا من كازاخستان واللبنانية ديامان بو عبود والبلجيكية ناتاشا رينييه، والمخرجة المصرية هالة خليل، والمخرجان بريانتي ميندوزا من الفلبين وفرانشيسكو مونزي من إيطاليا، والمنتج والكاتب الأرجنتيني خوان فيرا. أما مسابقة آفاق السينما العربية فيتنافس فيها ثمانية أفلام جديدة، سبعة روائية وتسجيلي واحد، من مصر والمغرب ولبنانوتونس والسعودية، للفوز بجائزتين هما سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربي وجائزة صلاح أبو سيف الخاصة. وهم: الجاهلية (المغرب/ فرنسا)، عمرة والعرس الثاني (السعودية)، غداء العيد (لبنان)، غود مورنينغ (لبنان/ فرنسا)، فتوي(تونس/ بلجيكا)، الكيلو 64 (مصر)، لعزيزة (المغرب)، ورد مسموم (مصر/ الإمارات/ فرنسا). تضم لجنة التحكيم المخرج المصري النمساوي أبو بكر شوقي، الممثلة التونسية عائشة بن أحمد، والمخرج الفلسطيني السويدي محمد قبلاوي. وفي مسابقة أسبوع النقاد، يُعرض سبعة أفلام عمل أول وثاني، تُمثل في مجملها بانوراما مصغرة لأحوال السينما الشابة والمغايرة في العالم، وتتنافس فيما بينها للفوز بجائزتي شادي عبد السلام لأحسن فيلم وفتحي فرج لأحسن إسهام فني. وهم: »آجا»، »امرأة في حرب»، »شفقة»، »صوفيا»،»طِرْس، رحلة الصعود إلي المرئي»، و»النشّال»، ومن مصر »لا أحد هناك» لأحمد مجدي. تضم لجنة التحكيم المخرج والسيناريست المصري محمد حماد، الكاتبة والناقدة الأمريكية إيمي نيكلسون، والمغربي أحمد الحسني رئيس مهرجان تطوان لسينما بلدان البحر المتوسط. بينما تعرض مسابقة سينما الغد 20 فيلمًا قصيرًا اختيروا من بين 1300 فيلمًا تقدموا للمنافسة علي جائزتي لجنة التحكيم الخاصة ويوسف شاهين لأفضل فيلم قصير. تضم لجنة التحكيم أستاذة البرمجة الألمانية »كاثي دي هان»، المخرج وكاتب السيناريو الجزائري كريم موساوي، والممثلة المصرية ياسمين رئيس. أضيفت هذا العام جائزة جديدة بعنوان »أحسن فيلم عربي»، قيمتها 15 ألف دولار، تتنافس عليها الأفلام العربية الطويلة في جميع المسابقات، وتضم لجنة تحكيمها الناقد الألماني »كلاوس إيدر»، المخرجة المصرية أيتن أمير، والمنتج التونسي نديم شيخ روحه. وجائزة أخري للجمهور بقيمة 20 ألف دولار، تُمنح للفيلم الذي يصوِّت له جمهور القاهرة، فينال الجائزة بالمناصفة بين منتج الفيلم وموزعه المحلي، بحيث يساهم المهرجان في توزيع الفيلم الذي يختاره جمهوره في الصالات المصرية. بانوراما وكُتب ومعرض خارج المسابقات؛ اختارت لجنة المهرجان 12 فيلمًا من إنتاج 2018 للعرض في القسم الرسمي، هم: »ألفا، الحق في القتل»، »أيكا»، »بلاكككلانسمان»، »ترانزيت»، »جريمة الإيموبيليا»، »حدّ»، »الحياة نفسها»، »روما»، »رُؤْيَة»، »فَرَاشَة»، »النهر»، و»الغُرَاب الأبيض». وثمانية أفلام حديثة الإنتاج في العروض الخاصة، هم: الأرجنتيني »حب غير متوقع»، الدنماركي »رجل محظوظ»، »علي باب الأبدية» إنتاج مشترك بين المملكة المتحدةوفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، اللبناني »مطلوبون»، الصيني »مهمة البحر الأحمر»، وثلاثة أفلام أمريكية هي »الفتيات المهذبات لا تبقين حتي الإفطار»، »فوضي أمريكية»، و»الملائكة صُنعت من الضوء». كما استُحدِث قسمًا جديدًا هو »عروض منتصف الليل»، تستضيفه سينما الزمالك علي مدار سبع ليالي، يضم سبعة أفلام ينتمون لنوعية الرعب والإثارة والخيال العلمي، هم: »رقم 37» من جنوب أفريقيا، الفرنسي »متوحش»، الأمريكي البريطاني »آنا ونهاية العالم»، التونسي »دشرة»، الأمريكي »مدمر»، والإيطالي »الليلة الأخيرة». ومن إنتاج العام؛ يتضمن قسم البانوراما الدولية 55 فيلمًا، يغلب علي معظمهم الطابع الاجتماعي، من أبرزهم: الفرنسي »البحث عن ليلي»، الإسباني »برشلونة دلهي»، المجري »سفر التكوين»، السويسري »فورتونا»، الفلبيني »مامانج»، البلجيكي »تنافر»، والأمريكي »يحل الليل». أما بانوراما السينما المصرية فتتضمن خمسة أفلام هي: »طلق صناعي» لخالد دياب، »يوم الدين» لأبو بكر شوقي، »عيار ناري» لكريم الشناوي، »الجمعية» لريم صالح، و»الحلم البعيد» لمروان عمارة ويوانا دومكه. كما وضع المهرجان برنامجًا للاحتفاء بالمخرجات العربيات، عبر عرض 9 أفلام لمخرجات نلن حفاوة دولية خلال الأعوام الأخيرة، وتنظيم حلقة نقاشية حول عمل المرأة العربية في مجال الإخراج، تشارك فيها مخرجات البرنامج. الأفلام هي: »الخروج للنهار» لهالة لطفي، »وجدة» لهيفاء المنصور، »نوارة» لهالة خليل،»3000 ليلة» لمي المصري، »واجب» لآن ماري جاسر، »علي كف عفريت» لكوثر بن هنية، »آلات حادة» لنجوم الغانم، »السعداء» لصوفيا جاما، و»قماشتي المفضلة» لغايا جيجي. ومثل كل عام، يُلقي المهرجان الضوء علي إحدي صناعات السينما البارزة في العالم، والدور هذا العام يأتي علي السينما الروسية الحديثة التي أخذت خطوات مشهودة في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي. يستضيف مهرجان القاهرة وفدًا روسيًا يتحدث أفراده في جلسة نقاشية حول حال السينما الروسية المعاصرة والتجربة التي خاضتها نحو العالمية، ويعرض تسعة من أهم الأفلام الروسية الحديثة، هي: »قيصر» 2009، »الأحمق» 2014، »معركة من أجل سيفاستوبل» 2015،»ملكة السباتي» 2016، »أرثميا»2017، » كيف أخذ فيكتور العشيق إلي دار الرعاية» 2017، »قلب العالم» 2018، »حفرة الصلصال» 2018، و»يمكن للفيلة أن تلعب الكرة» 2018. وبمناسبة حلول مئوية ميلاده في الأول من يناير 2019، يحتفي المهرجات بذكري الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، بإصدار كتاب حول سينما إحسان عبد القدوس قام بإعداده الناقد سامح فتحي، وعرض نسخ رُممت حديثًا لأربعة من أهم الأفلام المأخوذة عن رواياته، هي: »الطريق المسدود»، »في بيتنا رجل»، »النظارة السوداء»، و»امبراطورية ميم». من الكُتب الأخري التي ستصدر عن المهرجان، واحدًا حول تاريخ المهرجان في دوراته السابقة، يستعرض أهم ما جري علي مدار 42 عامًا هي عمر المهرجان بالسنوات، ويجمع أهم البيانات الرئيسية التي تروي قصة مهرجان يرتبط تاريخه بتاريخ السينما المصرية والعربية، من جوائز وتكريمات ومطبوعات ولجان تحكيم وكل ما يتعلق ب39 دورة سابقة من المهرجان، من إعداد الباحث الشاب محب جميل، يتزامن معه معرض لخبيرة الأرشيف نانسي علي، حول أربعينية مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. السوق بشكل جديد بعد سنوات من إلغاء سوق الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، يعود بشكل جديد من خلال إطلاق النسخة الأولي من »أيام القاهرة السينمائية»، المنصة التي تستمر خمسة أيام وفيها عدة أنشطة تهدف لدعم صناعة السينما في مصر والمنطقة العربية، من بينها ورش لكتابة السيناريو، تقدم فرصة احتكاك مباشر بين مجموعة من خبراء صناعة الترفيه في هوليوود مع مواهب عربية مختارة في صناعة الترفيه الدرامي التليفزيوني والسينمائي بمجالات الكتابة، الإخراج والإنتاج، ومؤتمر Global Media Makers الذي يقام علي مدار يومين (28 و29 نوفمبر)، ودروس في السينما يحاضر فيها المخرج »بيل أوجوست»، والمخرج »بريانتي ميندوزا»، و»ساندرا دي كاسترو بوفينغتون» المدير المؤسس لمركز الإعلام العالمي من أجل التأثير الاجتماعي، والممثل والمخرج »ريف فاينز»، و»نيكولا سيدو» رئيس مؤسسة Gaumont، و»لين أماتو» رئيس هوم بوكس أوفيس. بالإضافة إلي نسخة جديدة من ملتقي القاهرة السينمائي (الخامسة) تتنافس فيها مشروعات بمرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج علي جوائز تتجاوز قيمتها 110 ألف دولار أمريكي، وتتيح لصناع الأفلام العرب فرصة لتوسيع شبكة علاقاتهم في مجال السينما العالمية وتلقي الدعم الذي يحتاجونه حتي تري أفلامهم النور. وقد اختارت لجنة التحكيم 15 مشروعًا روائيًا وتسجيليًا للمشاركة في الملتقي، هم: »إنشالله ولد» من إخراج أمجد الرشيد (الأردن)، »شرق الظهيرة» لهالة القوصي (مصر)، »ذات مرة في طرابلس» لعبدالله الغالي (ليبيا)،»Missed you» لتامر راجلي (مصر/ سويسرا)، »أسود وردي» لأسامة فوزي (مصر)،»Severed Head» إخراج لطفي عاشور (تونس)، »علي طول الليل» إخراج لطيفة سعيد (الجزائر)، »قبل ما يفوت الفوت» لمجدي الأخضر (تونس)، »لما بنتولد» لتامر عزت (مصر)، »رجل الخشب» لقتيبة الجنابي (العراق)، »نحن في الداخل» لفرح قاسم (لبنان)، »نافورة الباخشي سراي» لمحمد طاهر (مصر)، »عاش يا كابتن» لمي زايد (مصر)، »بيت من زجاج» لزينة القهوجي (سوريا)، و»My Mohamed Is Different» لإيناس مرزوق (مصر).