الذين عرفوا توفيق الحكيم في حياته يتذكرون أنه كان شبيها بشخصية شهرزاد في ألف ليلة وليلة فقد كان حديثه ممتعا وخياله واسعًا وحكاياته اللطيفة العذبة لا تنتهي وكان توفيق الحكيم دائما يروي قصصه بطريقة تمثيلية غاية في الجاذبية وكان الجميع يحسون أنهم أمام أديب فنان عنده الكثير من القصص الجميلة وأنه قادر علي تقديم هذه القصص للناس وكأنه يمثلها علي خشبة المسرح أوشاشة السينما، وقد كتب توفيق الحكيم هذه القصص وأهداها إلي حفيدته »العزيزة الحبوبة العصفورة الذكية الأمورة، مع حبي وقبلاتي الموفورة». لقد اعتبر توفيق الحكيم الأطفال أندادا له يحتاجون أيضا مثل الكبار أن يقرأوا قصصا تدعو إلي التفكير والتأمل، كاسرا بذلك ما يشاع عن قصص الأطفال من أنها حكايات »خفيفة» تناسب عقل الطفل فلا تقول شيئا، بل إن الأهم فيها هي الرسومات لا الكلمات. وحول رأيه في الكتابة للأطفال قال الحكيم في مقدمة كتابه »حكايات توفيق الحكيم للصبيان والبنات» الصادر عن دار الشروق: »لماذا أكتب للأطفال؟. إن الفكرة عندي ليست أن أكتب لهم ما يخلب عقولهم، ولكن أن أجعلهم يدركون ما في عقلي.. فلقد خاطبت بحكاياتي الكبار، وأخاطب بها اليوم الصغار.. فإذا تم ذلك فهم لنا إذن أنداد..» الكتاب الذي رسم لوحاته الفنان حلمي التوني بهذه المقدمة يقطع الطريق أمام الأقاويل غير الجديرة التي تقال عن كتب الأطفال، ويوضح ما يريده الحكيم من حكاياته إلي الصبيان والبنات.