طوت قيادات الأهلي كل الصفحات المحلية مؤقتاً ولم تعبأ بمن غاب من الشركات الرياضية عن المزايدة الخاصة بالزي أو بمناوشات ومساجلات أعضاء مقر الشيخ زايد والحوار القضائي الدائر في الأروقة القانونية حول أحقيتهم في التصويت وحضور الجمعيات من عدمه. تفرغ الجميع للإسهام في فك طلاسم وحل شفرات الصفحة الفنية الأفريقية المعقدة والتأهب الكامل والاستعداد التام لخوض الاختبار الأصعب المتمثل في مواجهة نادي وفاق سطيف الجزائري في عودة الدور قبل النهائي للمسابقة الأعرق للأندية الأفريقية الأبطال والمقرر إقامته خلال الساعات القليلة القادمة.. كان الكابتن محمود الخطيب رئيس مجلس الإدارة عازماً علي رئاسة بعثة الفريق التي غادرت القاهرة يوم الأحد الماضي غير أن الآلام الشديدة التي عاني منها مؤخراً حرمته من اصطحاب البعثة فاكتفي بالالتقاء بهم وحثهم علي بذل كل ما لديهم من جهد وتقديم كل ما عندهم من طاقة لإسعاد جماهيرهم والتي تستحق منهم أن يهدوا إليهم الرقم القياسي بالتأهل للمرة ال15 إلي الدور النهائي ومواصلة الطموح لتحقيق أكبر الأرقام في تاريخ كل الأقران بحصد اللقب والكأس للمرة التاسعة. شهدت الساحة الفنية زخماً تدريبياً وإدارياً مكثفاً سعي من خلاله كل من كارتيرون ومعاونه محمد يوسف القائم بأعمال مدير الكرة لإزالة الآثار السلبية العميقة التي ضربت معنويات اللاعبين بعد تلقيهم للخسارة الأولي في مشوارهم التنافسي بالدوري علي أقدام لاعبي الاتحاد السكندري بقيادة الخبير حلمي طولان وعقدوا لقاءات مكثفة أفهموهم فيها أن هذا الأمر رغم فداحته فإنه يدخل في الأمور المتوقعة خاصة إذا انشغلت الأذهان بتحقيق غاية أهم وهي البطولة الأفريقية.. واستهدف الجهاز الفني أيضاً عقد شبه اتفاق مع اللاعبين علي نسيان نتيجة الذهاب الذي أقيم بالقاهرة وانتهي بهدفين نظيفين لصالح الفرسان وكأنهم سيخوضون اللقاء الأول خارج ملعبهم وليس أمامهم سوي تحقيق الفوز دون الارتكان إلي أن خزينتهم رصيدها هدفان ثمينان وهو الأمر الذي يكفيهم إذا ما كان التعادل بأي نتيجة هو النتيجة الأخيرة أو حتي الهزيمة بفارق هدف واحد.. ولعل الجهاز الفني قد أبدي ارتياحه النسبي لعودة الناقهين ومشاركة معظمهم في التدريبات وبعضهم في اللقاء الذي جري الأسبوع الماضي مع نادي الاتصالات وانتهي بسداسية.. ورغم أن كارتيرون ركز في تدريباته علي النواحي الخططية وحرمان المنافس من تصعيد خطورته في منطقة المرمي والتقليل من قدرات لاعبيه علي الاختراق من الأجناب والتمرير العرضي المتقن غير أن التدريبات شملت أيضا استغلال الدفاعات الهشة ومحاولة هز الشباك مبكراً لإرباك المنافسين والتعقيد من مهمتهم لأن أي هدف سيتم إحرازه بالجزائر سيزيد من صعوبة موقفهم وتشتيت أذهانهم.. وكان كارتيرون ومحمد يوسف قد نبها علي اللاعبين باختلاف أرضية النجيل الصناعي عن الأرضيات التي اعتادوا عليها وكذلك ضرورة الاحتفاظ بأعصابهم هادئة لعدم تعرضهم للإنذارات المبكرة والانصياع تماماً لقرارات التحكيم.