الطبيعي أن يبدأ الإنسان متعلما ثم يتحول من واقع ما تعلمه إلي معلم، وغالبية البشر يتوقفون عند المرحلة الثانية، والمتفوقون فقط هم الذين يعبرون إلي المرحلة الثالثة التي يمكن وصفها بمرحلة اﻹبداع، والمبدعون هم مخزون استراتيجي وثروة قومية من الماس والذهب والعملة الصعبة، نواجه بهم الأزمات ونتجاوز العقبات ونسير بخطوات واثقة نحو الارتقاء والنهوض.. وأنا شخصيا لم أندهش من النجاح الذي شهدته الكرة المصرية في أعقاب حملة انتقادات هي اﻷشرس في تاريخها بعد السقوط المفاجئ في مونديال روسيا 2018 وكمية الشائعات التي مارسها محترفو الصيد في الماء العكر، وسر عدم دهشتي وجود شخصية دولية بحجم وقيمة المهندس هاني أبو ريدة عضو الفيفا البارز علي رأس الهرم الكروي المصري، تعامل أبو ريدة مع اﻷزمات والانتقادات اللاذعة بمنتهي الاحترافية، لم ينظر إلي قلة حاقدة كان هدفها الهدم وليس البناء، وأبدع في إدارة اﻷزمات وتصدر المشهد وتصدي بخبرات السنين وتجارب الكبار لهذه الحملة المسعورة، وتمسك بأدوات نجاحه وحقوقه في الاختيار، فجاء بأجيري مديرا فنيا وسط صيحات استهجان قلة لم يعرهم أبو ريدة اهتماما فكانت النتيجة نجاحا ساحقا للمدرب المكسيكي الذي قاد الفراعنة للصعود المبكر للكان 2019 قبل جولتين من نهاية التصفيات القارية وأمتعنا بأداء هجومي ودفاعي متوازن ومبشر، وتألق أبو ريدة في تنظيم واحدة من أنجح الجمعيات العمومية للكاف والتي استضافت خلالها مصر رؤساء 54 دولة إفريقبة بمدينة شرم الشيخ السياحية وكان علي رأس الحاضرين انفاتينو رئيس الفيفا وأحمد أحمد رئيس الكاف ورفعوا جميعهم القباعات لمصر التي حققت ضربة مزدوجة رائعة وإيجابية علي الصعيدين الكروي والسياسي بتعزيز العلاقات مع 54 دولة إفريقية، وتوالت النجاحات بإحراز منتخب الصالات أول ميدالية أوليمبية مصرية بأوليمبياد الشباب وهي حصاد لسنوات زرع فيها أبو ريدة وتوأمه حازم الهواري المشرف العام السابق علي المنتخب ومن بعده خالد لطيف عضو المجلس بذور جيل من المواهب الذين يستحقون التحية.. ولا تفوتني الفرصة لتقديم التهنئة إلي أبطال وبطلات مصر الذين تصدروا المشهد العربي والإفريقي بالأوليمبياد، ومن مفارقات الإنجاز اﻷوليمبي الشبابي أن هذا الجيل الذي كان مشرفا عليه د.أشرف صبحي وقت أن كان نائبا لوزير الشباب والرياضة السابق ازدهر وأتي بثماره وعانق المجد في اﻷشهر اﻷولي التي ارتقي فيها أشرف صبحي إلي مقعد وزير الشباب والرياضة، وعلي ذكر الحديث تحية للمبدعين في شركة برزينتيشن تعاقدهم علي رعاية اﻷهلي الكبير بجماهيره وشعبيته لمدة 4 سنوات فهي خطوة علي طريق التألق.. الذين يزرعون يستحقون الحصاد.. شكرا لأشرف صبحي ومبروك لأبو ريدة وبرزينتيشن وبانتظار مزيد من النجاح.. المبدعون لا يمكن أن نهيل عليهم التراب أو نرميهم في سلة المهملات ﻷن إنجازاتهم تحميهم وتحييهم !!