اليوم، انطلاق امتحانات الدور الثاني لطلاب الابتدائي والإعدادي والثانوي    الهلال الأحمر المصري يوثق حركة شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة (فيديو)    حريق هائل بمركز تجاري شهير في "قائمشهر" وسط إيران (فيديو)    بعد أزمات فينيسيوس جونيور، هل يتحقق حلم رئيس ريال مدريد بالتعاقد مع هالاند؟    3 مكاسب الأهلي من معسكر تونس    "الداخلية" تكشف حقيقة احتجاز ضابط في أحد أقسام الشرطة بالقاهرة (إنفوجراف)    بالأسماء.. مصرع طفلة وإصابة 23 شخصًا في انقلاب ميكروباص بطريق "قفط – القصير"    عامل يعيد 3 هواتف مفقودة داخل نادٍ بالإسماعيلية ويرفض المكافأة    الحبس وغرامة تصل ل2 مليون جنيه عقوبة تسبب منتج فى تعريض حياة المستهلك للخطر    وزير الأوقاف يحيل مجموعة من المخالفات إلى التحقيق العاجل    موعد إجازة المولد النبوي 2025 الرسمية في مصر.. كم يومًا إجازة للموظفين؟    إعلام فلسطيني: 4 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية غرب غزة    زيلينسكي: أوكرانيا تحتاج لأكثر من 65 مليار دولار سنويًا لمواجهة الحرب مع روسيا    عيار 21 الآن بعد آخر تراجع في أسعار الذهب اليوم السبت 26 يوليو 2025    «أغلى عملة في العالم».. سعر الدينار الكويتي مقابل الجنيه اليوم السبت 26 يوليو 2025    موعد مباراة ليفربول وميلان الودية اليوم والقنوات الناقلة    رحيل نجم بيراميدز بسبب صفقة إيفرتون دا سيلفا (تفاصيل)    أسعار الفراخ اليوم السبت 26-7-2025 بعد الانخفاض وبورصة الدواجن الرئيسية الآن    2 مليار جنيه دعم للطيران وعوائد بالدولار.. مصر تستثمر في السياحة    القانون يحدد ضوابط العمل بالتخليص الجمركى.. تعرف عليها    رسميا خلال ساعات.. فتح باب التظلم على نتيجة الثانوية العامة 2025 (الرسوم والخطوات)    بسبب راغب علامة.. نقابة الموسيقيين تتخذ إجراءات قانونية ضد طارق الشناوي    برج الحوت.. حظك اليوم السبت 26 يوليو: رسائل غير مباشرة    مينا مسعود لليوم السابع: فيلم فى عز الظهر حقق لى حلمى    الأوقاف تعقد 27 ندوة بعنوان "ما عال من اقتصد.. ترشيد الطاقة نموذجًا" الأحد    ما أجمل أن تبدأ يومك بهذا الدعاء.. أدعية الفجر المستجابة كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم    «بالحبهان والحليب».. حضري المشروب أشهر الهندي الأشهر «المانجو لاسي» لانتعاشه صيفية    «جلسة باديكير ببلاش».. خطوات تنعيم وإصلاح قدمك برمال البحر (الطريقة والخطوات)    5 طرق بسيطة لتعطير دولاب ملابسك.. خليه منعش طول الوقت    عقب إعلان ماكرون.. نواب ووزراء بريطانيون يطالبون ستارمر بالاعتراف بدولة فلسطين    بالصور.. تشييع جثمان والد «أطفال دلجا الستة» في ليلة حزينة عنوانها: «لقاء الأحبة»    "هما فين".. خالد الغندور يوجه رسالة لممدوح عباس    "مستقبل وطن دولة مش حزب".. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل    هآرتس: ميليشيات المستوطنين تقطع المياه عن 32 قرية فلسطينية    ليلة تامر حسني في مهرجان العلمين.. افتتاح الحفل العالمي بميدلى وسط هتاف الجماهير    فلسطين.. شهيدة وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل وسط غزة    «مش عارف ليه بيعمل كده؟».. تامر حسني يهاجم فنانا بسبب صدارة يوتيوب .. والجمهور: قصده عمرو دياب    الإسماعيلية تكشف تفاصيل مهرجان المانجو 2025.. الموعد وطريقة الاحتفال -صور    رسميًا.. دي باول يزامل ميسي في إنتر ميامي الأمريكي    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    رد ساخر من كريم فؤاد على إصابته بالرباط الصليبي    «الداخلية» تنفي «فيديو الإخوان» بشأن احتجاز ضابط.. وتؤكد: «مفبرك» والوثائق لا تمت بصلة للواقع    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق كابينة كهرباء بشبرا| صور    مستشفى الناس تطلق خدمة القسطرة القلبية الطارئة بالتعاون مع وزارة الصحة    «لو شوكة السمك وقفت في حلقك».. جرب الحيلة رقم 3 للتخلص منها فورًا    محافظ شمال سيناء: نجحنا في إدخال عدد كبير من الشاحنات لغزة بجهود مصرية وتضافر دولي    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    ياليل يالعين.. الشامي يبدع في ثاني حفلات مهرجان العلمين 2025    أحمد السقا: «لما الكل بيهاجمني بسكت.. ومبشوفش نفسي بطل أكشن»    ليكيب: برشلونة يتوصل لاتفاق مع كوندي على تجديد عقده    6 أبراج «الحظ هيبتسم لهم» في أغسطس: مكاسب مالية دون عناء والأحلام تتحول لواقع ملموس    إحباط تهريب دقيق مدعم ومواد غذائية منتهية الصلاحية وسجائر مجهولة المصدر فى حملات تموينية ب الإسكندرية    تنسيق الثانوية العامة 2025.. التعليم العالي: هؤلاء الطلاب ممنوعون من تسجيل الرغبات    عقود عمل لذوي الهمم بالشرقية لاستيفاء نسبة ال5% بالمنشآت الخاصة    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    شائعات كذّبها الواقع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سناء منصور : كله اشتغل فى الإعلام مش ناقص غير « الحانوتى »!

تملك سناء منصور مسيرة طويلة في العمل الصحفي والإاذعي والتليفزيون، وتبقى واحدة من أكثر الخبرات المصرية فى مجال الإعلام، والتي يتم الإستعانة بها فى أوقات الأزمات، هي من أبناء الإذاعة، وكانت لها الكلمة الافتتاحية في إذاعة «الشرق الأوسط»، وهل الكلمة التي تصفها بالكارثية، لكنها أيضا تملك تاريخ طويل مع «ماسبيرو» منذ السبعينيات وحتى الآن، وكانت برامجها يشاهدها الرئيس السادات.. «أخبار النجوم» تفتح جميع الملفات الإعلامية مع سناء منصور والتي تجيب بكل صراحة في السطور التالية، كما تتحدث عن تفاصيل حياتها الإعلامية ومسيرتها الطويلة ما بين الصحافة والإذاعة والتليفزيون.. ورحلتها من باريس إلى مونت كارلو إلى القاهرة.. وحتى برنامجها الأخير «السفيرة عزيزة» الذي يعرض حاليا على قناة «DMC».
أنت من أبناء «ماسبيرو».. ما تقييمك لأداء التليفزيون المصري حاليا؟
«ماسبيرو» بالنسبة لي «الموسيقى العربية، أوسكار، نادي السينما، عالم البحار، فن الباليه، عالم الحيوان، برامج الأطفال، برامج المرأة».. و»ماسبيرو» ينقصه الكثير الآن، وليس لديه أي شيء ليقدمه، ومشكلته الحقيقية في «فلسفة الزحمة»، وأنه يحتاج ل«فلترة»، واتذكر جيدا بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، كان مُصرح ل200 شخص فقط بدخول «ماسبيرو»، وهم العدد الكافي لحاجة العمل لخروج «ماسبيرو» وانتظام القنوات، ولي الفخر في ذلك التوقيت أنني كنت اقدم برنامج «تحقيق»، لكن الآن بلغ عدد العاملين في «ماسبيرو» 36 ألف موظف، ومشكلة من يتولى مهام إدارة «ماسبيرو» بأن يده «مغلولة»، لأنه لا يستطيع «قطع رزق» و«خراب بيوت» العاملين، لكن أعتقد أنه للخروج من الأزمة يجب استبعاد أنصاف المواهب، أو «الخايبين»، مع اعادة اكتشاف المواهب المدفونة ب«ماسبيرو». ..
وما تقييمك للمشهد الإعلامي بشكل عام؟
اتاحة الفرصة للدخلاء على الإعلاميين يُحطم نفسية الإعلاميين وأهل المهنة، خاصة أتاحة الفرصة للفنانين أصبح شيء مزعج، لأنهم يتقاضوا أجور أكبر بكثير من مرتبات الإعلاميين، ويتمتعون بأضواء أكثر من الإعلاميين، وفي نفس الوقت نجد مذيعة متميزة ومبتكرة يتم تحويلها لموظفة حكومة، بالإضافة إلى المساواة بين مرتبات الإعلاميين ومرتبات موظفي الحسابات والإداريين في «ماسبيرو».. وأنا تناقشت في الجزء الخاص بالدخلاء على الإعلام وإمتهان أصحاب المهن المختلفة للإعلام عندما كنت عضو بمجلس الأمناء، وقلت: «كل المهن بتقدم برامج بلا استثناء، ومع زيادة عدد القنوات بلا معنى، أصبح كل أصحاب المهن إعلاميين إلا مهنة واحدة»، وتساءل حينها المهندس أسامة الشيخ عن المهنة، فأجابته: «الحانوتي» هو الوحيد الذي لم يقدم برنامج حتى الآن».. ما يحدث «عيب» وغير مسموح به إطلاقا، قد نستعين بفنانين لتقديم برامج المنوعات، مثلما حدث سابقا مع سمير صبري، لكن ما يحدث من دخول غير الإعلاميين المجال وإتاحة الفرصة للفنانين بهذا الكم من الإمكانيات «عيب» و»حرام»، وربنا يسامح المسئول عن ما وصلنا إليه، وهذا كله سببه تغلب الإعلان على الإعلام، لكن التجربة أثبتت أن الإعلان غير قادر على تحمل مسئولية خسائر الإعلام.
توليت رئاسة إذاعة «الشرق الأوسط» فترة.. ما الإنجاز الحقيقي لسناء بالإذاعة؟
كنت دائما أقول أنني «لو مشيت من رئاسة إذاعة (الشرق الأوسط) ولم أترك صف ثاني وصف ثالث من المذيعين يعتمد عليهم فلم أكن رئيسة جيدة»، لأن عمل المدير الأساسي هو اكتشاف كوادر وتنميتها وتشجيعها لخلق جيل يتولى من بعدي الرئاسة.
لماذا صرحت بأنك لا تشاهدين برامج «التوك شو» حفاظا على سلامتك النفسية؟
لأن الإعلامي ليس «بوق» سياسي، وليس أيضا خبير في الاقتصاد والعلوم.. الدنيا تطورت كثيرا في الإعلام، وعلى المذيع أن يلعب دوره الحقيقي في أن يسمع جميع الأراء ويدلي برأيه في شكل سؤال، ومن غير اللائق أن يتطاول الإعلامي على وزير أثناء مناقشة أحد القضايا، لأن ذلك يصنع مجتمع همجي.
هل لازال الإعلام من أسلحة الأمن القومي المصري؟
دون شك.. السينما في الخمسينات والستينات شكلت وعي وأخلاق المجتمع، وكنا نستمد المعرفة من السينما ونجومها فاتن حمامة وعماد حمدي وحسين صدقي، ثم تولى الإعلام قيما بعد تلك المهمة عن طريق محمد محمود شعبان، أو «بابا شارو»، الذي كان وجه حديثه لطفل اسمه محمد قائلا: «يا محمد بابا شارو زعلان منك لأن ماما قالت لي أنك مبتشربش اللبن».. ليقوم كل طفل اسمه محمد ويشرب اللبن، لكن الآن ما يحدث من صراخ وسباب على الشاشة يصنع جيل مشوه من الأطفال.
ما تعليقك على بيع الوقت في الفضائيات؟
لايصح إلا الصحيح، وما يحدث من بيع الوقت في الفضائيات «سُبة»، ومن العيب أن يسمح بهذا الأمر، وعلى الهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام أن تمنع ذلك، لأنه لا يوجد من يؤجر غرفة داخل شقته ليعيش شخص غريب مع أسرته.
ما رأيك فيما يعرض مؤخرا من أفلام؟
لا اشاهد السينما منذ سنوات طويلة، لأنني أبعد عن كل ما يستفزني، لكن كان لدي رغبة قوية في مشاهدة فيلم «يوم الدين»، وكنت وقتها ضمن الحضور لمهرجان «الجونة»، لكن للأسف انشغلت ولم استطع حضوره، لكن هناك أسماء أحب متابعة أعمالهم منهم المخرج مروان حامد وشريف عرفة.. في المقابل أشاهد تريلرات أفلام تتضمن ألفاظ ولقطات مستفزة الغرض منها التسويق للفيلم، هذه اللقطات تجعلني استغني عن السينما وأقول: «بناقص السينما».
لماذا تتناولين القضايا السياسية من زاوية إنسانية في برنامجك؟
أنا لا أقدم سياسية نهائيا، لكن أقدم ما يخاطب الأسرة المصرية، وكل لقطة إنسانية تمس قلبي، وكل ما أطرحه من مواقف إنسانية لا يكتبه لي إعداد البرنامج، لأنني دائمة الحرص على مخاطبة الأسرة المصرية.
هل توافق سناء منصور على تقديم برنامج سياسي على غرار برامجها السابقة في «ماسبيرو»؟
حاليا صعب جدا.. إلا إذا توافر لدي فريق عمل من الإعداد المحترف على أعلى مستوى، وفريق تقني محترف متكامل في جميع التخصصات.
هل راضية عن برنامج «السفيرة عزيزة»؟
ليس بالقدر الكافي.. البرنامج ينقصه الكثير، ونسبه رضائي لا تتجاوز 60%.
ما انطباعك عن السوشيال ميديا وتأثيرها على المجتمع؟
بالتأكيد مؤثرة.. على سبيل المثال في حال منع أحد من الظهور على الشاشة، وهو نسب مشاهدة برنامجه لا تتعدى العشرات أو المئات، يقوم بالهروب إلى السوشيال ميديا ليحقق عليها ملايين المشاهدات.
البداية مع مسيرتك.. ما قصة التحاق سناء منصور بالعدد الأسبوعي لجريدة «الأهرام» الذي يصدر يوم الجمعة وهي في سن 16 عاما؟
عملت بقسم التحقيقات ب»الأهرام» في بداية المرحلة الجامعية، وتحديدا في ملحق «الأهرام» ليوم الجمعة، والذي أسسه محمد حسنين هيكل فور توليه رئاسة تحرير «الأهرام» بعد مغادرته ل»الأخبار»، وقرر هيكل إلا يعتمد على «مجتمع الطرابيش» – أي الجيل القديم - في «الأهرام» لعمل الملحق، واستعان بشباب الجامعة ومنحهم فرصة التدريب وضخ دماء جديدة ل»الأهرام»، ورشحني للمشاركة في لاتجربة د. خليل صابات أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، وكنت في نهاية العام الدراسي الأول بالكلية، كما رشح معي فهمي هويدي من كلية الحقوق، وسامي رياض، وسميرة غبريال من الجامعة الأمريكية، وسميحة دحروج، وترأس هذه المجموعة صلاح جلال، بعدما أستعان هيكل بكل من صلاح منتصر، صلاح جلال، أحمد بهجت، إنجي رشدي من «الأخبار»، وكانوا «أسطوات» في الملحق، ونحن كنا نقوم بدور «بلية»، بعدها بفترة قصيرة قرر صلاح جلال العودة ل»الأخبار»، وتولى هيكل الإشراف على الملحق بشكل مباشر، واحتوى الملحق على العديد من التحقيقات الصحفية، وكانت تجربة رائعة أستمرت عامين، وكان عمري وقتها 16 سنة.
ما أهم مواقفك مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل؟
كنت صغيرة السن حينما تولى هيكل مهمة الإشراف على ملحق الجمعة بشكل مباشر، وكان عمري 16 سنة، وكانت قدرتي على استعياب مصطلحاته تكاد تكون معدومة، وعندما يصيبنا الغرور بأننا صحفيين في «الأهرام» في سن صغيرة، كان يقول لنا: «هو أنتم فاكرين نفسكم بتكتبوا سلاسل الدهب».
هل حصلت على عضوية نقابة الصحفيين؟
لا لم أحصل عليها، لكن عندما تولى صلاح جلال مهام نقيب الصحفيين قال لي نصا: «إنتي خريجة أداب قسم صحافة، وعملتي بمجال الصحافة في (الأهرام)، وفي مونت كارلو عملتي بالصحافة أيضا، وكمراسلة لإذاعة (الشرق الأوسط)، وكل ما سبق يؤهلك للانضمام لنقابة الصحفيين»، وعرض عليّ الانضمام للنقابة، ووافقت، لكن عندما علمت أن الرسوم 750 جنيه صوعقت، ورفضت، لأنه كان مبلغ ضخم جدا وقتها.
هل تتذكرين راتبك ب»الأهرام»؟
راتبي كان 15 جنيه، وهذا المبلغ في نهاية الستينيات كان ضخم، لذلك قررت التفرغ للصحافة، وأهملت دراستي الجامعية لفترة، وأصبت بالغرور بسبب عملي، لكن د. محمد عبد المنعم الصاوي قضى على غروري، فرغم أنه أنقذني من الرسوب في السنة الثالثة من خلال انهاء تكليفات أعمال السنة في أسبوع واحد، لكنه اشترط حضوري مع طلبة المرحلة الثانية بجانب حضوري في الثالثة، وفجأة وفي المدرج طلب مني الوقوف وسط طلبة المرحلة الثانية، فتوقعت أنه سيشيد بالصحفية العظيمة رغم صغر سنها سناء منصور، لكنه قال: «سناء أهملت الدراسة وكادت أن تُعيد السنة الدراسية بالكامل، لكني اكتفيت أن تقف أمامكم لكي تكون عبرة وعظة لكم»، وكنت مصدومة، منذ تلك اللحظة تخليت عن الغرور والتفاخر بأي شيء ناجح ومميز في عملي، وأذكر نفسي بذلك الموقف مع كل منصب أو عمل جديد، وفي نهاية دراستي تخرجت بتقدير «جيد جدا».
كيف حققت سناء حلمها وانضمت للعمل الإذاعي؟
الإذاعة لم تكن حلمي، ولم اسعى لها، وعملي بالإذاعة كان صدفة، لأنني حينها كنت أعمل مشرفة على المراسلين بوكالة أنباء الشرق الأوسط، كمساعدة لأحمد سعيد أمين، الذي كان مسئول عن مكاتب الوكالة بالخارج، وكانت تعمل معي بالوكالة صديقتي السورية أميرة سمارة، وهي فتاة مثالية كانت طالبة بالجامعة في كلية الأداب قسم لغة إنجليزية، وأخبرتني أن هناك راديو تجاري جديد سيطلقه د. عبد القادر حاتم يشبه مجلة «صباح الخير» الشبابية، لكن بشك مسموع، وإنها لديها الرغبة في التقدم لتلك الإذاعة، لكنها تشعر بالخجل من الذهاب للتقدم بمفردها، وبالفعل ذهبنا وقابلنا مديري الإذاعة، ليزلي نايت، وبهي الدين نصر، ونصحني ليزلي بكتابة طلب، لكن رفضت في البداية لأن مخارج ألفاظي غير صحيحة، إلى جانب أنني كنت أخجل من الميكروفون، لكنه أكد لي بأن الأمور ستكون على ما يرام بالتمرين، وبالفعل استجابت وكتبت الطلب، وخضعت للاختبار، ونجحت، وحصلت على المركز الثاني في التقدير، واستمر تدريبي لمدة 6 شهور على كل فنون الإذاعة، وانطلقت «الشرق الأوسط» من قصر عابدين، وتم اختياري كأول صوت إذاعي لتقديم الكلمة الافتتاحية.
ماذا كان شعورك عند تقديمك للكلمة الافتتاحية في إذاعة «الشرق الأوسط»؟
«عملت كارثة على الهوا»، حيث قولت: «إذاعة (الشرق)»،.. ولحظة صمت لمدة ثانية.. لأنني نسيت اسم الإذاعة، وحاولت أنا اتذكره، «هل هو إذاعة الشرق الأقصى؟، أم الأوسط؟».. بعدها بلحظة تذكرت وقولت: «إذاعة الشرق الأوسط من القاهرة»، وكان يراقبني في تلك اللحظة فاروق خورشيد الإذاعي المخضرم من داخل الكنترول وهو يدخن، وخرجت باكية من الأستوديو لأنه أول يوم لي على الهواء، وكاد أن يكون أخر يوم، وسألني حينها عن سبب البكاء، أجابته: «معرفتش اقول اسم الإذاعة.. نسيت»، وكان رده: «لا تقلقي.. كلنا تعرضنا لتلك المواقف.. فلا تنزعجي على الإطلاق».
ما الخبر الذي نشر عن سناء منصور وأزعجها؟
كُتب أنني كنت أقدم برنامج «ما يطلبه المستمعون»، وهذا غير صحيح، وأن حلمي أن أكون مذيعة تحقق، رغم أنني لم أسعى لأي شيء في حياتي، وكل ما في حياتي من انجازات هي هدية من الله، وكنت دائما على يقين بأن أي شيء اسعى إليه لن يحدث، وكان ذلك مبدئي في الحياة، لكن عندما تتاح لي الفرصة في أقوم به على أكمل وجه.
ما علاقتك بالإذاعية القديرة أمال فهمي؟
هي أستاذتي الحقيقية، وفور توليها رئاسة «الشرق الأوسط» طلبت منا النزول الأستديوهات لتستمع إلينا لتسكين كل منا في مكانه المناسب، وقررت تفخيم اللغة العربية لأبهرها، ولم أكن متمكنة في العربية بالقدر الكافي في ذلك الوقت، وكان من المقرر في ذلك التوقيت تقديم «موجز أنباء»، فقررت تفخيم حرف «الواو» في كلمة «الموجز»، فطلبتني في مكتبها، وقالت لي: «إنتي مالك يا بنتي بالإذاعة.. إنتي ملكيش دعوة بالإذاعة نهائي».. فصارحتها بأنني قررت التجويد لإرضائها، لكنها تفهمت الموقف، واستمعت لي في تقديم الألوان المختلفة من البرامج منوعات وبرامج أطفال، إلى أن أصبحت رقم واحد في نظرها، وكان من أهم المواقف التي لا تنسى معها سألتها خلال استضافتي لها ببرنامجي في رمضان: «إلى من ستسلم أمال فهمي تاج الإذاعة عندما تقرر تسليمه؟»، اجابتني قائلة: «أسلمه لكي يا سناء».
من وراء تلقيبك ب»النحلة التي لا تلدغ»؟
أطلقه عليا الإذاعي الكبير طاهر أبو زيد، الذي أضاف لفكري بُعد ثقافي، وأن لا اكتفي ببرامج المنوعات.
متى حصلت سناء على منحة فرنسا؟ وكيف استفادت منها؟
منحة فرنسا جاءت لي عام 1968 أثناء عملي بالإذاعة، وكانت لدراسة الحضارة الفرنسية، والتدريب في الراديو الرسمي للدولة، وفي التليفزيون الفرنسي، ويوميا كنت بقوم بالثلاث مهام، وكانت المنحة لمدة عام واحد فقط، وامتدت بعد ذلك لمدة 3 سنوات، وعملت في قسم العربي بالإذاعة الفرنسية، بعد ذلك تم ترشيحي للعمل في راديو آخر ذو موجة متوسطة يبث من قبرص لتغطية «لبنان، سوريا، مصر، والخليج العربي»، وكان المسئول عن هذا الراديو يبحث عن متخصص ليعاونه على أن يكون المقر في «مونت كارلو» بفرنسا، وكان العرض سيارة وشقة في مونت كارلو، ونصف الراتب الذي كنت اتقاضيه من العمل في باريس، ورفضت في البداية، لكنه اقنعني بالفكرة لأنني سأنشئ راديو من الصفر بمفردي، وهذا يعد إنجاز، خصوصا أن الانطلاق بعد 17 يوم فقط، ووافقت، وانطلقت الإذاعة باسم «مونت كارلو»، وتابعني المدير ورئيس مجلس الإدارة من الكنترول للحظات واختفوا تماما بعد ذلك، وقمت بمهامي المُكلفة بها كما يجب أن تكون، وعلى مدار 4 ساعات متواصلة بمفردي، وفور انتهائي من مهام عملي فوجئت بهم يقدمون لي زهرة «الميجي»، وعلمت بعد ذلك أن أول مايو من كل عام يوافق عيد العمال في فرنسا، ويتبادل الفرنسيين في هذا اليوم الزهور لأنها ترمز لاستمرار الحياة وتجددها.
كيف استطاع المخرج يحيى العلمي اقناعك بالعودة لمصر؟
العلمي كان مخرج عبقري، وكان صديقي منذ أن تعرفت عليه وحتى وفاته، وكان في زيارة لمونت كارلو، وحمل رسالة لي من الإعلامية القديرة تماضر توفيق، تطالبني فيها بالرجوع إلى مصر لتقديم برنامج تلفزيوني، ووافقت، وفور عودتي قدمت برنامج «الكاميرا تفكر»، وطبقت فيه كل ما تعلمته في فرنسا على مدار 10 سنوات، والرقابة طالبت إيقافه، لكن تماضر عندما شاهدت التحقيق قالت: «رأي فوق رأي الرقابة»، لأنه كان تحقيق عن الشباب وتحدثت فيه عن محاور عديدة تهم الشباب والسياسة والهجرة والصحافة والحب، والحلقة كانت 132 دقيقة، وانهيت الحلقة بأن هؤلاء الشاب غير مسئولين عن ما وصلوا إليه من تدني على كافة المستويات، وأشارت إلى الشاشة قائلة: «أنت المسئول»، وانهيت الحلقة، مما أثار العديد من الأحقاد حولي لطول مدة حلقة البرنامج من زملائي، واغضب كلا من رئيس مجلس الشعب سيد مرعي، وعبد الحميد حسن وزير الشباب حينها، والحلقة الثانية أغضبت الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، والحلقة الثالثة من البرنامج كانت عن السينما، لكن تدخل نجوم السينما حينها وتوقف البرنامج نهائيا، وعدت سريعا إلى الإذاعة، لأنه كان لابد أن أعلم أن هناك سقف لا يمكن اختراقه حينها، وتماضر توفيق ساندتني على مدار حلقتين.. بعدها قدمت برنامج «تحقيق» الذي اتوقف بعد مرور عام ونصف، وكان السبب في إيقافه رئيس الوزراء د. فؤاد محي الدين، وبرنامج «س.. سؤال.. ج.. جائزة»، ثم «قصة حيوان» وبعدها «أوسكار».. وفي برنامج «الزاوية الحمرا»عملت تحقيق في هذا البرنامج بعنوان «اللحمة نار» وطلبت همت مصطفى - رئيسة التلفزيون وقتها - عمل تنويه عن إعادة الحلقة الليلة، فطلبت منها بعض الوقت لأستعد قبل الخروج على الشاشة، ورفضت وقالت لي: «هذه أوامر»، وأشارت بأصابعها على التليفون الأحمر، وهو التليفون الخاص الذي تستقبل منه مكالمات الرئيس محمد أنور السادات، لأنه علم بموضوع الحلقة ولم يشاهدها، ويرغب في مشاهدة التحقيق، لأن التحقيق تحدث عن غلاء سعر اللحمة في مصر، وبعد إعادة الحلقة طلب السادات من همت الاستمرار في التحقيق، إلى أن امتدت حلقاته إلى 5 حلقات، وبعدها قرر السادات في مؤتمر بالإسماعيلية منع أكل اللحوم ومنع ذبحها وغلق محلات الجزارة لمدة شهر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.