■ »قصر ألكسان« من الخارج مشروع مهم تنفذه حاليا وزارة الآثار لترميم قصر »ألكسان باشا» بأسيوط، القصر بعد سنوات من الإهمال، أدت إلي تدهور حاله، حيث سكنته الطيور والوطاويط وما لا يراه أحد من الأشباح، وكست جدرانه ومقتنياته الأتربة وتكسرت نوافذه، وتحولت حديقته الكبيرة المطلة علي نهر النيل إلي مأوي للحيوانات الضالة، رغم أن المحافظة كانت قد أعلنت عام 2007، إنشاء أول متحف قومي لها في القصر الذي يعتبر »أحد القصور الأثرية المهمة بمحافظة أسيوط، وتم تسجيله في عِداد الآثار الإسلامية والقبطية عام 1996. وفيما يتعلق بالقصر فهو تحفة معمارية علي الطراز الأوروبي تم البدء في تشييده عام 1910 واستغرق العمل فيه ثماني سنوات، ويتميز بزخارف »الركوكو»، و»الباروك» علي واجهاته، بخلاف العناصر الزخرفية لفروع الأزهار والشعارات الرمزية، التي تميز طراز النهضة المُبكرة في بريطانيا، وله طابع فني ومعماري فريد لاحتوائه علي زخارف ونقوش علي الطراز »الإغريقي»، كما أن له أربع واجهات ولكل واحدة مدخل مُستقل وزخارف مختلفة تميزه عن غيرها، حيث شارك في بنائه فنانون من إيطاليا، وفرنسا، وإنجلترا، إضافة إلي الحديقة المُميزة التي يحيطها سور حديدي من جميع الاتجاهات، ويقع القصر علي مساحة حوالي 8 آلاف متر مربع.. ويتكون من طابقين ويحتوي علي غُرف من »التراث الملكي» القديم، ومجموعة من المُقتنيات الخشبية التي يمتد عمرها لأكثر من 115 عاماً، إضافة إلي تحف متنوعة وأوان زخرفية راقية عالية القيمة، علاوة علي بعض التماثيل المنحوتة من المعادن، والمصنوعة من العديد من الخامات الأثرية. أما صاحب القصر نفسه فهو »ألكسان باشا أبسخرون»، مواليد مركز أبنوب بمحافظة أسيوط عام 1865، والتحق بكلية أسيوطالأمريكية، وتخرج منها في مايو عام 1882، ثم درس بعد ذلك بمدرسة الحقوق وكان قد انضم لعضوية الكنيسة الإنجيلية سنه 1880، ونصب شيخاً لكنيسة »شارع إبراهيم باشا» بالقاهرة سابقاً كنيسة »قصر الدوبارة» فيما بعد عام 1940، وكان وكيلاً للطائفة الإنجيلية لمدة 40 عاماً، كما أختير عضواً في مجلس الشيوخ عام 1936، وتوفي في مايو عام 1949، وذلك كما ورد في لوحة مثبتة أعلي الواجهة الرئيسية للقصر، وكان ألكسان في بداياته مواطناً بسيطاً يعمل في مهنة المحاماة، كما كان يعمل لدي »حبيب باشا شنودة» أحد أثرياء محافظة أسيوط، ونشأت علاقة حب بينه، وبين »بنت الباشا»، ورفض الأخير زواجه منها، فلما أصرت الفتاة بني والدها لها هذا القصر، لتتزوج فيه، ولم يكن يحمل أي رتبة لا البكوية ولا البشوية، وتشاء الأقدار أن يشاهد الملك »فاروق» القصر، فقرر النزول لتفقده، وعندما انبهر به سأل الملك من حوله عن صاحب القصر فقيل له قصر ألكسان.. فرد قائلاً: »من الآن أصبح ذلك القصر قصر ألكسان باشا»، وكان مجرد نطق الملك باسم أي شخص متبوعا بلقب بك أو باشا معناه منحه اللقب بصفة رسمية ويصدر بعدها مباشرة مرسوم ملكي بذلك، وقد أنجب ألكسان باشا 9 من الأبناء هجروا جميعهم المحافظة، وأقاموا خارجها تاركين ذلك المبني المعماري الفريد بجميع مقتنياته. وفيما قام العميد هشام سمير مساعد وزير الآثار للشئون الهندسية ود. غريب سُنبل رئيس الإدارة المركزية للترميم والصيانة، بتفقد سير أعمال الترميم الجارية في القصر، أوضح العميد هشام سمير أن الأعمال تتم وفقاً للجدول الزمني، موضحا أن الوزارة ستعمل علي زيادة عدد المُتخصصين ويلفت د. غريب سُنبل إلي أنه تم الانتهاء من أعمال درء الخطورة عن بعض أجزاء القصر التي تعرضت للانهيار علي مر الزمان . • أشرف إكرام