«التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل    محافظ مطروح يلتقي قيادات المعهد التكنولوجي لمتابعة عمليات التطوير    تعرف على طقس غسل الأرجل في أسبوع الألم    تنفيذ 3 قرارات إزالة لحالات بناء مخالف خارج الحيز العمراني في دمياط    «ماجنوم العقارية» تتعاقد مع «مينا لاستشارات التطوير»    ب 277.16 مليار جنيه.. «المركزي»: تسوية أكثر من 870 ألف عملية عبر مقاصة الشيكات خلال إبريل    بايدن: الحق في الاحتجاجات الطلابية لا يعني إثارة الفوضى    صحيفة يونانية: انهيار القمة الأمريكية التركية.. وتأجيل زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولى على قرية أوشيريتين    الأهلي يطلب ردًّا عاجلًا من اتحاد الكرة في قضية الشيبي لتصعيد الأزمة للجهات الدولية    سون يقود تشكيل توتنهام أمام تشيلسي في ديربي لندن    صحة مطروح تتأهب لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة الباجورية بالمنوفية    مهرجان كان يمنح ميريل ستريب السعفة الذهبية الفخرية    معرض أبو ظبي.. نورا ناجي: نتعلم التجديد في السرد والتلاعب بالتقنيات من أدب نجيب محفوظ    فنون الأزياء تجمع أطفال الشارقة القرائي في ورشة عمل استضافتها منصة موضة وأزياء    خالد الجندي: الله أثنى على العمال واشترط العمل لدخول الجنة    هيئة الرعاية الصحية بجنوب سيناء تطلق حملة توعية تزامنا مع الأسبوع العالمي للتوعية بقصور عضلة القلب    «كانت زادًا معينًا لنا أثناء كورونا».. 5 فوائد غير متوقعة لسمك التونة في يومها العالمي    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    استشهاد رئيس قسم العظام ب«مجمع الشفاء» جراء التعذيب في سجون الاحتلال    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عالم المصريات د. وسيم السيسي: السيسي رجل حكيم وسياسي ماهر .. أنقذ مصر
نشر في أخبار السيارات يوم 02 - 10 - 2018


د. وسيم السيسي أثناء حواره مع »الأخبار«
أوضاعنا الحالية حدثت في الأسرة 18.. و»الدروشة الدينية»‬ دمرت الوطن أيام إخناتون
قراءة المستقبل تبدأ من دراسة الماضي، ولا مستقبل لوطن لا يعرف تاريخه جيدا.. لذلك يأتي هذا الحوار مع عالم المصريات والآثار الكبير د. وسيم السيسي ليضع أيدينا علي كنوزنا الوطنية، ويفتح أمامنا صفحات المستقبل من خلال قراءة واعية لتاريخنا القديم، ذلك التاريخ الذي أدهش العالم الحديث- ولا يزال- بأفكاره الحضارية ورؤيته المتعمقة للكون والحياة، تلك الأفكار التي لو استفدنا منها لتغيرت أحوالنا كثيرا.. فإلي نص الحوار:
»‬البنا» كان عميلًا لإنجلترا مقابل 500 جنيه
وأخوه جمال أخبرني أنه كان يردد: »‬فلوسنا رجعت لنا»!
مصر سبقت العالم في نزاهة القضاء.. ورمسيس الثالث حكم علي ابنه بالإعدام لخيانته
من أقوالنا المأثورة إن »‬التاريخ يعيد نفسه» فهل ما تخوضه مصر حالياً في معارك إصلاح اقتصادي وتنمية شاملة حدث من قبل؟
نعم التاريخ يعيد نفسه لأننا لا نتعلم منه ولا نعلم أهمية التاريخ ودراسته ويكفي أنه عندما أرادوا تعريف الإنسان بشيء واحد ينفرد به استخلصوا أن الإنسان هو كائن حي ذو تاريخ، وأجمل تعريف لكلمة التاريخ أنه وعاء للتجارب الإنسانية نستفيد من إنجازاته ونتجنب انتكاساته، ونحن للأسف لا ندرس التاريخ ولذلك نحن نقع في نفس الانتكاسات.
والحقبة التي نعيشها اليوم نفسها تماماً الحقبة التي كانت في نهاية الأسرة ال 18فبعد تحتمس الثالث الذي أسس أول إمبراطورية علي سطح الكرة الأرضية امتدت إلي ما بين النهرين شمالاً وبرقة غرباً وإثيوبيا جنوباً،فمصر آنذاك لم تكن تحب التوسع، لكن هذه الإمبراطورية جاءت في أعقاب الغزو الهكسوسي الذي ذاقت منه مصر الويلات الجسيمة، لذلك عرفت مصر أن الدفاع لا يبدأ من عند باب البيت، ومن هنا كانت أهمية دول الجوار.
دروشة دينية!
ولماذا حدثت الانقسامات بعد هذه الأسرة القوية.. وهل كان الدين الإخناتوني سببًا في ذلك؟
بالفعل، فقد تسلم إخناتون هذه الإمبراطورية ثم دخل في »‬الدروشة الدينية» وأحدث انقسامًا داخل الدولة عندما غلب مذهب أتباع »‬رع» علي مذهب الأمونية وكلهم كانوا يؤمنون بالتوحيد، وخطأ من يعتقد أن إخناتون جاء بالتوحيد ،فالتوحيد عندنا من الدولة القديمة وموثق علي بطون الأهرام. دروشة إخناتون الدينية شبيهة بالدروشة الدينية التي عشناها خاصة بعد 1970،نعم هي بدأت في 1928 مع هذا الزرع الشرير الذي زرعته إنجلترا علي يد حسن الساعاتي الشهير بحسن البنا وكان وظيفة هذا الزرع الشرير هو تقسيم هذا الشعب عقابا له علي خروجه ضد إنجلترا مرددا الاستقلال التام أو الموت الزؤام وهي التي كانت في عز مجدها أثناء الحرب العالمية الأولي 1914-1918 فكانت صدمة إنجلترا الكبيرة فبدأت مع رشيد رضا أولاً ومن عباءته خرج حسن البنا الذي أعطته مبلغ ال 500 جنيه، وأنا سألت أخاه جمال البنا كيف لحسن أن يأخذ هذا المبلغ فقال لي: إنه كان صغيرًا آنذاك وسمع الأسرة تلومه علي ذلك فكان رده: »‬فلوسنا ورجعت لنا» .
بدأ هذا الزرع ينمو لأن المناخ كان ديمقراطياً لكن بعد 1952 عندما حاولوا أن يرفعوا رؤوسهم حجمهم جمال عبد الناصر لكن في 1970 فتح لهم السادات الطريق وهنا نقول إنه قد بدأت الدولة الدينية وظل المد علي أشده لدرجة أنهم وصلوا إلي الحكم.
السيسي..
رجل حكيم
في ظل هذه الأوضاع المتردية أيام إخناتون..هل كان هناك منقذ لهذا الوطن؟
بعد إخناتون وصل إلي الحكم »‬آي» فعلي الرغم من أن توت عنخ آمون الملك الصبي هو الذي كان يجلس علي عرش مصر إلا أن »‬آي» كان هو الحاكم الفعلي لمدة عامين كما حكمونا هم لمدة سنة والذي أنقذ مصر بعد أن تدهورت إلي حد كبير رجل حكيم من القوات المسلحة اسمه »‬حور محب» الذي نستطيع أن نقول عليه اليوم إنه عبد الفتاح السيسي الرجل الحكيم والسياسي الماهر الذي جاء في محيط من الأمواج العالية، فالصهيونية العالمية كلها ضده بأدواتها الخمس المعروفة: إنجلترا، أمريكا، تركيا، قطر، وإسرائيل..
نضيف إليها أداة سادسة وتعد من أهم تلك الأدوات وهم الإخوان الذين بدأ تحالفهم مع إنجلترا منذ 1928 ثم استبدلوا إنجلترا بأمريكا حاليًا.
فكأن هذه الحقبة أعادت نفسها ونحن لم نلتفت إليها.
الدول الرخوة
وماذا عن الإصلاح الاقتصادي الحالي؟
ما تشهده مصر من إصلاح اقتصادي وتنمية شاملة هذا يتلخص في كلمتين: القسوة علي الأفراد رحمة بالمجموع.
نعم نحن نعاني من الأسعار لاشك في ذلك وقد كتبت في مقالة لي أخاطب الرئيس السيسي،فقلت: »‬يا ريس دعنا نري ثمار مشروعاتك الضخمة ولا نريد أن نري ثمارها في عهد آخر»، فإلي جانب شبكة الطرق العظيمة التي تنفذ والمحاور وكل ذلك..
لاشك أنها كلها مشروعات عظيمة ولكن في نفس الوقت لابد من تخفيف المعاناة عن المواطن العادي.
ونحن علي مشارف بناء دولة حديثة..كيف ترصد إرساء قواعدها وركائزها؟
في كتاب الدراما الآسيوية ل »‬ميردال» وهو رجل سياسي واقتصادي خطير جدا يوجد فصل اسمه »‬الدول الرخوة» يقول فيه باختصار إن العامل المشترك الأعظم في الدولة الفاشلة أو الدول الرخوة ثلاثة:غياب سيادة القانون ويشرحها في ثلاث جمل..
عدد القضايا بالنسبة للسكان كبير جدا،البت في الأحكام بطيء جدا،وقدرة الدولة علي تنفيذ الأحكام النهائية عاجزة جدا..
وتحضرني واقعة حدثت في عهد الرئيس الأمريكي ترومان عندما أراد رجل أسود في ولاية أركنسو أن يلحق ابنتيه في إحدي المدارس فرفض الناظر والمحافظ فلجأ إلي القضاء وحكم لصالحه في الدرجتين الابتدائي والاستئناف النهائي وعندما طلب المحامي من المحافظ أن ينفذ الحكم فقال له »‬علي جثتي» فذهبا إلي الرئيس الأمريكي الذي أصدر الأمر إلي المحافظ بتنفيذ الحكم ولكن الناظر والمحافظ لم يمتثلا فخرجت المظاهرات بين السود والبيض وكان عدد السود في الولاية كبيرا جدا فأعلن البيت الأبيض أن أركنسو ولاية في حالة عصيان مدني وأحاطتها البحرية الأمريكية وضربتها وألقي القبض علي الناظر والمحافظ و200 من مثيري الشغب وفي أسبوع واحد صدر الحكم علي الناظر والمحافظ ب 10 سنوات سجنا ودخلت البنتان المدرسة في حماية القوات البحرية الأمريكية.
هذه دولة بها سيادة قانون ولها الحق في رفع علمها علي سطح الأرض مع أنني ضد سياستها الخارجية..
أولاً:لابد من سيادة القانون، ثانياً:إلغاء الاستثناءات كلها إلا لذوي الحاجات وكذلك إلغاء الحصانات..
الحصانة لأي من كان داخل مكتبه لكن خارج مبني عمله هو مثله كالمواطن العادي.
لا يوجد بلد في هذا العالم تشكلت منصة القضاة فيه من 15 قاضيا كما حدث في مصر وذلك في عهد رمسيس الثالث لمحاكمة ابنه الذي أشيع أنه خائن وعندما ثبتت خيانته حكم عليه بالإعدام وهو ابن ملك وعندما ثبت للمحكمة أن اثنين من قضاتها متواطئان مع القصر صدر حكمها بإعدام القاضيين اللذين انتحرا قبل تنفيذ الحكم.
الشخصية المصرية
إذن هناك تغييرات كبيرة طرأت علي الشخصية المصرية،فما الأسباب وكيف يمكن استعادتها من جديد؟
أولاً:هما سببان، أي مرض هو فيروسي أو بكتيري من الخارج وجهاز مناعة من الداخل. الهجوم البكتيري هو 2500 سنة احتلال بداية من الآشوريين، أما جهاز المناعة فقد انهار في فترات كثيرة جدا، فعندما جاء عمرو بن العاص كان تعداد سكان مصر كما سجله المقريزي في كتابه أنه كان يأخذ الجزية من 8 آلاف ألف- أي 8 ملايين، فلم يكن في ذلك الوقت تستخدم كلمة المليون-لا هو شيخ ولا امرأة ولا فتاة فإذا ضربنا الرقم في 3 فالناتج 24 مليونا، بعد ألف سنة تأتي الحملة الفرنسية لتسجل تعداد المصريين 2،2 مليون! كان بعض الخلفاء يقول لوالي علي مصر: احلبها حتي الدم، احلبها حتي الصديد، احلبها ولا تتركها تصلح لأحد من بعدي ثم نقيس علي ذلك الفاطميين والأيوبيين والمماليك والأتراك.
العثمانيون احتلوا مصر 400 سنة فدمروها تماما،سليم الفاتح هجّر- كما قال الجبرتي- كل العمال والصناع المهرة فتوقفت في مصر 40 حرفة، لكن جهاز المناعة بدأ يعمل مع قدوم الحملة الفرنسية، فبونابرت جاء علي بارجة عليها 178 عالما وليس مدفعا هم الذين ألفوا كتاب »‬وصف مصر» وعرفونا بتاريخنا وهم من وضعوا مفهوما جديدا للمواطنة.
قبل الحملة الفرنسية كانت المواطنة بالعرق: تركي أو مصري خرسيس (خسيس) أي فلاح، بالدين: مسلم أو كافر، بالقرب من الحاكم: سواء القرابة كانت بالدم أو بالعمل،بالقوة المالية: غني أو فقير.جاءت الحملة الفرنسية بمفهوم جديد للمواطنة وهي حادثة الميلاد فأنت ولدت علي هذه الأرض لك كل الحقوق وعليك نفس الواجبات التي لأي إنسان آخر،وهذا ما تأثر به محمد علي الذي جاء بعد 7 سنوات من الحملة الفرنسية فنجده يعين للشئون الصحية والصيدلانية »‬كلوت بك» وزيرا فرنسيا،ويعين علي الجيش سليمان بك الفرنساوي،ويعين لرئاسة الوزراء »‬نوبار باشا» رجلا مسيحيا أرمينيا.
محمد علي وحد الشرق ثم سار علي نهجه أولاده من بعده،فكان إسماعيل باشا يأمر بألا تكون مدرسة إلا وكانت تضم المسلم والمسيحي،ولا تخرج بعثة إلا إذا كانت تضم الاثنين،وقام بتعيين بعض المحافظين من المسيحيين وكان لا يختار إلا بالكفاءات.نحن نتحدث عن أن سبب ضياع الدول هو الاستثناءات والحصانة..
حضارة مصر القديمة عاشت لأن البلد الوحيد الذي أعطي للمريض حق شكوي الطبيب هي مصر،البلد الوحيد الذي كان فيه الطبيب لا يتلقي أجرا من المريض حتي لو جاءته هدية من أي مريض كان يهديها إلي مدرسته الذي تخرج فيها..
بل إن نظام الطب في إنجلترا هو نفس نظام الطب في مصر القديمة، والدولة هي التي تكفل مرتبا للطبيب يكفل له حياة كريمة للطبيب لأن الطبيب الجائع أشد خطراً علي المجتمع من أي مجرم ،المجرم يرتكب جريمته مرة أو مرتين في حياته، بينما الطبيب ممكن أن يرتكب جريمة أو اثنتين كل أسبوع تحت مظلة القانون.
دور المسئولين
بناء المواطن المصري تحدٍ جديد أعلن عنه مؤخراً الرئيس عبد الفتاح السيسي.. فما دور كل من الفرد والدولة فيه؟
الدور كله للمسئولين لأنه لو بين عشرة أفراد تسعة منهم أصلحوا من أنفسهم النتيجة فرد فاسد وهذه كارثة.الإنسان انتقل من إنسان غابة يصبح علي الشجرة ويمسي داخل كهف يغلقه علي نفسه حتي لا يتعرض لأي هجوم.الإنسان كائن يتمتع بالإنسانية بقانونين:قانون سماوي جنة أو نار،وقانون وضعي السجن أو الحرية.
»‬برنارد شو»في كتابه (الإنسان الأعلي)يصف السوبر إنسان بأنه يعمل الخير لأنه خير ولا ينتظر جنة ويبعد عن الشر لأنه كريه وليس خوفاً من النار.الموضوع في يد المسئولين وخاصة وزراء التعليم والثقافة والآثار.
»‬سيمونيدس» المفكر اليوناني عندما انتصرت اليونان علي إسبرطة قال جملة يجب علي كل مسئول أن ينتبه إليها:»‬هزمناهم لكن ليس حين غزوناهم بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم»، المسئولون هم الذين يذكروننا بتاريخنا وحضارتنا التي هي أعظم تاريخ وأعظم حضارة في العالم.
المساحات المظلمة!
في فقرة الحوار بين الأجيال ضمن فعاليات منتدي شباب العالم بشرم الشيخ ذكرت أنه لابد من إضاءة المساحات المظلمة في عقل الشباب الجمعي..فما قصدك ب »‬المساحات المظلمة»؟
قصدي التنوير،وتعريفه هو إضاءة المساحات المظلمة في العقل الجمعي سواء كانت هذه المساحات دينية أو تاريخية أو سياسية أو علمية أو أي فرع من فروع المعرفة لابد وأن نعلم أولادنا التاريخ كما حدث وللذين يطالبون بالخلافة، وهنا لا أتحدث عن الخلافة الراشدة..
وقد أكدت د.نعمات فؤاد: »‬تاريخنا مزيف وانتقائي» لهذا نحن لا نتعلم منه أعيدوا كتابة التاريخ لأنه وعاء للتجارب الإنسانية، وعلينا أن نتجنب انتكاسته لكن بسبب »‬الطبطبة» نحن لا نتقدم.
بين الحين والآخر نواجه بعاصفة من هجوم بعض الدول والمنظمات الدولية والحقوقية حول حرية الرأي والتعبير في مصر فكيف تري ذلك؟
سئل فيلسوف ألماني عن أعظم كلمة في أي لغة قال: »‬النقد»، وفسرها أن النقد هو ذكر الإيجابيات والسلبيات وطرق العلاج،لكن الإيجابيات بمفردها ليست نقدا بل هي مداهنة والسلبيات بمفردها هجوم، لكن السلبيات والإيجابيات وطرق العلاج هذا يعد نقدا موضوعيا،ولا يمكن أن تتقدم دولة إلا بالنقد،لكن هناك فرقا بين النقد العلمي والشتائم والسباب والتجريح أما من يفت في عضد دولة أو يقسم دولة أو يحرض علي فتن أو من كان لسانه فالت لابد أن يتدخل القانون.
وماذا عن مفهوم الحرية والديمقراطية؟
تعريف الحرية ليس معناه إبداء النقد بالمفهوم الذي تحدثت عنه سابقاً، فالديمقراطية هي حرية التعبير مع القدرة علي التغيير وهذا ما قاله »‬هارولد لاسكي» في كتابه »‬الحرية في الدولة الحديثة»، وبالتالي حين يتناول النقد أحد المسئولين يجب أن تلتفت الدولة إلي هذا وتري إذا كان صحيحا أم لا ولا تتركه في مكانه ليمعن في فساده.الديمقراطية حتي ولو كانت لها أعراض جانبية فعلاجها المزيد من الديمقراطية.
التعليم والإعلام
ما تقييمك للإعلام وهل تراه يقوم بدوره التوعوي؟
لا ننكر أن أضواء تظهر وأن لدينا أناسا تفكر جيدا، وهناك أيضا من يعرض بشكل جيد لكن المحصلة النهائية نقيسها بالثمار بمعني ثمار التعليم والإعلام، وللأسف هي ليست المرجوة.أنا أريد أن أري شعبا يعمل عقله..
د.زكي نجيب محمود له كتابان »‬ثقافتنا في مواجهة العصر» و»مجتمع جديد أو الكارثة»، وقال: نحن لا نقترب من القرن ال 11 عندما كان يتم تحفيظ ألفية ابن مالك لكن الآن يتم تحفيظ الإحصاء والهندسة وغيرهما..
فائدة التعليم أن يعلمنا كيف نفكر وقد سألت سيدة اسمها»‬سوزان باور» تعمل بالتعليم عن سبب اختيارها لهذه المهنة فقالت إنها تحب أن تدافع عن المظلومين فالجاهل بالنسبة لها مظلوم..
وعن طريقتها في التعليم قالت إنها لا تعطي معلومات ولكن تضع طلابها في مأزق ثم تراقبهم كيف يتصرفون لأن وظيفتها أن تعلمهم كيف يفكرون وكيف يخرجون من المأزق.
نحن نريد هذه النوعية من التعليم ونريد نوعية من الإعلام تعمل من أجل صالح إعمال العقل وليس التوكلية أو الدروشة الدينية وبرامج تفسير الأحلام وغيرها..
أين إعلامنا من قناة »‬ديسكفري» تقدم خلال ال 24 ساعة »‬علوم».. العلوم جميلة وطعمها حلو لكن لابد وأن نعرضها بطريقة جميلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.