- إلي متي ستظل الخدمة في عدد من المستشفيات الخاصة الصغيرة سيئة، ويظل المستشفي الفرنساوي المعروف بقصر العيني يتسيد هذه المستشفيات مع أنه مستشفي حكومي ومع ذلك تراه متفوقا في الإمكانيات.. أطباء وتمريضا وأجهزة ومعدات.. لأن الذي رأيته في مستشفي محمود وهو تابع لإحدي الجمعيات يدعو للأسي والحزن.. مع أنه »بفلوس».. - تحت يدي واقعة عشت تفاصيلها بنفسي، لسيدة شابة لم يكتمل عمرها سن الأربعين، تعرضت »مروة مصطفي» لجلطة في القدم، فشل الطبيب المعالج في السيطرة عليها، فتسربت إلي الرئة وأصبح الأمر حرجا بإجماع الأطباء الذين رأوا ضرورة نقلها إلي الرعاية المركزة بأحد المستشفيات فورا لأن الحالة في خطر، ولك أن تتخيل مشاعر أسرة ناحية ابنتهم الشابة، أم لا تكف عن البكاء، أخواتها في هلع وجزع، ابناها الولدان يقبلان يد الأم التي استسلمت للألم، ووالدها شفتاه لم تهدأ وهي تردد آيات في ذكر الله، وتنقلها الإسعاف إلي مستشفي محمود بشارع النيل الأبيض بالمهندسين، باتت ليلة في غرفة لحين ترتيب سرير لها في العناية المركزة.. - وتسوء حالتها وهي تتنفس بصعوبة، وتتواصل الاتصالات التليفونية مع مجلس إدارة الجمعية المالكة للمستشفي، وبعد صرخات الأهل نقلوها إلي سرير في العناية، مش مهم شكله أو شكل الغرفة، رغم أن بقايا أجهزة تكييف تتصدر المدخل.. ومع ذلك من يدقق يعرف أن المرضي داخل العناية يعيشون في مأساة، باب زجاجي يغلق علي ما يقرب من ثمانية أشخاص رجال مع نساء ومش مهم الواحدة تنام »إزاي» حتي ولو في مواجهة رجل ينام في السرير الذي يقابلها، طبيب الرعاية غير متواجد طول الوقت، نقص واضح في هيئة التمريض.. وضعوها علي جهاز تنفس صناعي، تنتقل صرخات الأهل لمكتب وزيرة الصحة.. ويتدخل الدكتور شريف وديع.. مساعد وزيرة الصحة للحالات الحرجة، ويحجز لها سريرا علي وجه السرعة في مستشفي العجوزة، وتذهب شقيقتها بتقرير طبي إلي المستشفي قبل نقلها، وينصحها أطباء العناية بالاتجاه فورا إلي المستشفي الفرنساوي »قصر العيني» لتوافر الإمكانيات التي تنقذ الحالة.. - عن نفسي وبحكم علاقاتي أرسلت برقية بالواتساب للوزير الإنسان الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي علي اعتبار أن مستشفي قصر العيني تابع للجامعة، علمت أنه أحال برقيتي لمدير عام المستشفي الدكتور أحمد طه لتوفير سرير فورا، كان أستاذنا الدكتور مصطفي الفقي قد علم مصادفة بحالة »مروة» وبشهامة الرجال المحترمين تدخل هو الآخر لوجه الله تعالي فاتصل بوزير التعليم العالي وتعهد هو شخصيا بأي التزامات إذا لزم الأمر لعلاجها بالأجر، شهامة مفكر وعالم تحسب له عند الله.. - الدكتور أحمد طه مدير عام مستشفي قصر العيني رجل جميل في عمله، طلب نقلها إليه فورا، ولكم أن تتخيلوا ماذا حدث مع »مروة» شقيقتها دفعت لمستشفي محمود 7800 جنيه عن ليلتين في غرفة الفئران التي يطلقون عليها العناية المركزة، آه لو دخلت المستشفي تجد نفسك وأنت علي الباب كأنك في سوق خضار إمبابة.. وتم النقل ومنذ وصولها مستشفي قصر العيني ارتدت »شراب» طويلا مهمته حمايتها من انتشار الجلطات، طبعا شيء من هذا لم يحدث في مستشفي محمود، ولم يتوقف المدير العام الدكتور أحمد طه عن متابعة الحالة.. أربعة أطباء يتناوبون عليها لمجرد أنهم اكتشفوا أنها في مرحلة حرجة جدا.. ترمومتر الحرارة لم يترك فمها، جهاز الضغط وضربات القلب ملفوفان حول ذراعيها.. عناية عشرة علي عشرة.. - وهنا قلت للدكتور شريف وديع.. مساعد وزيرة الصحة إلي متي ستظل المستشفيات الصغيرة يفطا بلا علاج؟.. أكد الرجل وهو علي حق أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة وضعت الطوارئ في أولويات الرعاية.. وأصبح الاهتمام بالحالات الحرجة بحيث يجد المريض سريرا خلال ساعة.. والوزارة ستدفع للمستشفيات الخاصة مقابل استقبال لهذه الحالات وسوف تراقب الخدمات فيها.. دكتور شريف وديع صورة للضمير الحي..