جميل هذا الطفل الذي يدرك مبكرا قيمة أفضل نعم الله سبحانه وتعالي علي الإنسان، وهو العقل ،والأجمل والأسمي من هذاهوتمسك الطفل بإرادته الحرة وإعمال فكره في الدفاع عنها، وهذا ماننشده منذ عقود في جميع أبنائنا الذين سلمت الأنظمة التعليمية المتوالية كثيرا منهم تسليم أهالي لجماعات التطرف والدجل والخرافات. الحكاية باختصارأن أمير المؤمنين سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب، وماأدراك ما عمر؟! مر بأطفال يلعبون في الطريق، ففروا جميعا إلا واحدا، وهو الطفل عبد الله بن الزبير ذو الست سنوات، فسأله عمر: ما الذي جعلك لا تفر مثل أصحابك؟ قال الطفل عبدالله: لم أضيق عليك الطريق، ولم أسبب لك ضررا حتي أفر !! فجثا أمير المؤمنين عمر علي ركبتيه، وقبله، ودعا له بالبركة !!.. حسنا نفعل لو حصنا أبناءنا في سن مبكرة بتدريبهم علي استثمار نعمة التفكير، وإعمال الإرادة الحرة، لأن الفترة القادمة ستفتح عليهم أبواب الفتن علي مصاريعها، ويزداد الطين بلة لو تركناهم علي ماهم عليه، متصورين بعقولهم المغيبة أنهم مشاريع شهادة حتي تحقيق النصر أو الاستشهاد، وهم لا يدرون علي من ينتصرون ومن أجل ماذا يستشهدون؟! وهل لدينا القدرة علي إغلاق منافذ الدجل والخرافات والأساطير التي ينسجها المهووسون بالسلطة والزعامة الدينية؟! فقد أصبح مألوفا في ظل تغييب العقول أن يطل علينا من آن لآخر من يدعي أنه المهدي المنتظر،ففي العصر الحديث اقتحم محمد بن عبد الله القحطاني وأتباعه الحرم المكي عقب صلاة الفجر عام 1980،وأغلقوا الشبابيك والأبواب وقالوا : (الله أكبر ، ظهر المهدي المنتظر). ما أعظم الطفولة لو تحصنت بالتفكير والإرادة الحرة في الدفاع عن حقوقها.