لن أدعي أني كنت من متابعي إذاعة القرآن الكريم باستمرار ولكن علي فترات وإن لم تكن تقدم آيات الله الكريمة يومياً بأصوات مقرئينا العظام كان من الممكن أن انصرف عنها …. ولكن منذ فترة اسعدني برنامج صغير اسمه دقيقة فقهية لم أكن أتخيل أن أجد مثل هذا الفكر الراقي في محطة إذاعية مصرية وفية يجيب متخصص عن أسئلة بسيطة للناس في مدة لا تتجاوز الدقيقة والأجمل برنامج آخر أجمل وأرقي وأيضاً في دقيقة واحدة اسمه ومضة تفسيرية يتناول أية واحدة من القرآن الكريم ويتم تفسيرها باسلوب مبسط يدخل إلي العقل مباشرة …. الأجمل أني وجدت أن رأيي اتفق معه العديد من الزملاء الذين شدتهم إذاعة القرآن الكريم بشكلها الجديد و برامجها التي خاطبت عقل الشباب والرتم السريع للحياة التي يعيشها الناس. سألت بعض الزملاء في الإذاعة عمن وراء هذا الشكل الجديد فكانت الإجابة فلم لا يعمم علي باقي الإذاعات؟. انها أفكار الدكتور حسن سليمان رئيس إذاعة القرآن الذي حاول تقديم تطوير لبرامج مطولة ومكررة صرفت المستمع عن تلك الاذاعة التي يقدسها كل المصريين … والسؤال هو إذا كان هذا التطوير في الفكر الإذاعي أعاد لإذاعة القرآن مستمعين شدتهم إذاعات أخري لا تقدم من المضمون ما يساعد علي تطوير فكر الشباب. تجربة التطوير التي اعادت الحياة لإذاعة القرآن الكريم مطلوب أن تستمر وتشمل العديد من برامج الإذاعات المصرية التي انصرف عنها المستمعون إلي ترددات أخري لا تقدم إلا الهيافة و الأغاني التي لا تمت للواقع بصلة. وكأي تطوير لابد أن يلاقي من المقاومة والانتقاد الكثير خاصة إذا كان هذا التطوير يقطع الكثير من حبال الانتفاع والمصالح المشتركة بين بعض مدعي التدين والمستفيدين من وضعهم الاجتماعي. تجربة حسن سليمان في إذاعة القرآن الكريم مطلوب أن تستمر وتدعم بالعديد من البرامج التي تخاطب فكر الشباب وتحرك عقولهم بدلاً من تغييبها ومطلوب أن تنتقل تلك التجربة إلي إذاعات مصر كلها لتعود إذاعتنا رائدة كما تعودنا عليها.