أكد عدد من الدبلوماسيين ان زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الناجحة للصين تعكس التوافق التنموي والاستثماري والتجاري، فضلا عن أهميتها الكبيرة علي مستوي العلاقات الثنائية بين مصر والدول الأفريقية،كما كانت فرصة حقيقية للتشاور وتوحيد الرؤي والمواقف بين الزعماء والقادة الأفارقة والصين قبل انعقاد اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري وهو المحفل الأهم علي الساحة الدولية، خاصة مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الافريقي في يناير 2019. أكد السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية السابق، ان زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين عبرت عن طابع العلاقات المصرية الصينية الاستراتيجي، ممثلا في تطابق سياسي وامني وعسكري، وتوافق تنموي واستثماري وتجاري، وتلاق حضاري وثقافي يؤكد ان العلاقات بين البلدين مؤهلة لانطلاقة كبري خلال المرحلة القادمة، وأشار الي ان الرئيس الصيني يؤكد علي تطابق وجهات النظر مع مصر. ثورة 30 يونيو واوضح السفير حجازي ان كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الحزب الشيوعي الصيني كانت هامة جدا، حيث شرح فيها الرئيس الأوضاع في مصر بعد ثورة 30 يونيو وكيف قادت الامور هذا التحول، وكيف كانت معركة الدولة القومية هي الاساس، وان مصر الآن بعد ان استعادت استقرارها تقضي علي الارهاب. وأشار إلي أن ما تقوم به مصر وتحقيق امن واستقرار المنطقة هو صميم نجاح مبادرة الحزام والطريق فتعاون الصين عسكريا وامنياً، ومساهمتها في دعم مصر لمكافحة الارهاب يصب في مصلحة الصين وأمن واستقرار المنطقة، ومصلحة السلم والأمن العالمي. وأكد أن طريق الحرير يعبر عن رؤية الصين للعولمة الجديدة، عولمة اكثر واقعية وانسانية، من خلال ايضا ادوات ومؤسسات تمويل جديدة كبنك التعمير الصيني، والبنك الاسيوي للبنية التحتية، واوضح ان الصين تقدم التكنولوجيا بدون شروط مرهقة، وخاصة التكنولوجيات الحديثة التي تحتاجها اي دولة للتقدم، منها تكنولوجيا الاتصالات والفضاء ومجال الطاقة المتجددة وغير المتجددة، فالصين لاتحجم التكنولوجيات الحديثة عن مصر، بل تقدمها بسخاء، اضافة الي مجموعة المبادرات التي اعلن عنها الرئيس الصيني خلال المنتدي. واضاف أن أهمية منتدي »الفوكاك»، انه عقد قبل أيام من اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها 18 الشهر الجاري، وتم خلاله تكوين فكر القادة الأفارقة حول اجندة الجمعية العامة والتشاور فيها مع الصين لتوحيد الرؤي والمواقف وهو امر هام جداً قبل المحفل الأهم علي الساحة الدولية، بالاضافة ان مصر ستتولي رئاسة الاتحاد الافريقي في يناير 2019، فعندما تتلاقي مصر بقادة 53 دولة افريقية خلال المنتدي بالصين كأنك سافرت الي القارة كلها، وبالتالي ستساعد هذه اللقاءات والقمة في ادارة مصر لملف رئاستها للاتحاد بشكل افضل. كما ان مصرتتولي رئاسة مجموعة ال77 والصين، وبالتالي مصر تعد جسراً تعبر منه مصالح دول العالم الثالث من اجل اقتصاد اكثر عدالة.واشار البيان تدعيم العلاقات الافريقية الصينية، سيسهم ليس فقط في تحسين قدرات القارة السمراء، لكن ايضا في تعزير قدراتها التفاوضية امام حلفائها التقليديين في الغرب، وهو ما يعكس ان هناك بديلا، فلم تعد التكنولوجيا حكراً علي دول الغرب. التعاون الاقتصادي من جانبه أكد السفير صلاح حليمه مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الرئيس السيسي للصين لها أهمية كبيرة سواء علي مستوي العلاقات الثنائية بين مصر والصين أو علي مستوي العلاقة بين الصين والدول الأفريقية خاصة أن مصر لها دور محوري كما ستتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال العام القادم، وأضاف أن الزيارة تناولت بالدرجة الأولي التعاون الأقتصادي والاهتمام بالاستثمارات سواء من خلال توسيع نشاط الشركات القائمة أو إضافة شركات أخري جديدة تدخل في مجالات جديدة. وأوضح حليمه أن هناك اهتماما كبيرا بمشروعات البنية التحتية ومنطقة قناة السويس والمشروعات التي من شأنها توفير فرص عمل جديدة، اما فيما يتعلق بالصين والدول الأفريقية فهناك اهتمام بضخ استثمارات جديدة في ظل الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي فقد أعلنت الصين عن استثمارات بقيمة 60 مليار دولار منها 15 مليار دولار في شكل مساعدات وقروض بدون فوائد أي خالية من أي أغراض سياسية ولكن علي أساس الشراكة بين الجانبين، وأشار إلي أن الاستثمارات الصينية التي سيتم ضخها لإقامة مشروعات يمكن من خلالها تصنيع المواد الخام وتصديرها لدول العالم ومنها الصين مما يساهم في تحقيق توازن في التبادل التجاري بين البلدين. ومن جانبه قال السفير السيد شلبي المدير التنفيذي السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية أن جولة الرئيس السيسي الآسيوية بشكل عام تعتبر تتويجا لرحلات وجولات قام بها علي مدار الخمس سنوات الماضية وحققت علاقات دولية متنوعة ومتوازنة ومتسعة، وأضاف: الرئيس زار البحرين وأوزباكستان ولكن الصين هي المحطة الأبرز وهي الزيارة الخامسة له واللقاء السادس بينه وبين نظيره الصيني شي جين بينج، والمهم ليس عدد الزيارات ولكن ما تحقق من نتائج في علاقات البلدين في مجالات غاية في الأهمية خاصة بالنسبة لمصر. وأوضح شلبي أن الاستثمارات الصينية في مصر ضخمة حيث بلغت 18 مليار دولار وهي في مجالات حيوية مثل الطرق والبنية التحتية ومنطقة السويس والمساهمة في العاصمة الإدارية الجديدة، وأشار شلبي إلي ان العلاقات بين البلدين وصلت لمستوي متقدم تخطي أن تكون مجرد زيارات بروتوكولية. وأضاف أن الصين تدرك تماما أهمية مصر وموقعها الجفرافي الذي يهيئها لأن تكون بوابة الصادرات الصينية إلي أفريقيا وأوروبا. تعاون ثلاثي وأوضح السفير جمال بيومي أمين اتحاد المستثمرين العرب، ان العلاقات المصرية الصينية علاقات مباشرة ومثمرة منذ عقود،وأشار الي ان الزيارة لها 3 أبعاد، أولها انها نجحت في جلب المزيد من الاستثمارات الصينية إلي مصر، بتوقيع اتفاقيات جديدة بقيمة 18٬5 مليار دولار بمحور قناة السويس والعاصمة الادارية الجديدة، والبعد الثاني التعاون المصري الصيني في افريقيا، فمصر لديها خبرات أكبر واقدم من الصين بحكم تمثيلها في القارة منذ عقود طويلة، وهذا يفتح الباب الي وجود تعاون ثلاثي، من خلال مشاركة الصين برأس المال، ومصر بخبراتها، والدول الافريقية بامكانياتها ومواردها،اما البعد الثالث لزيارة الرئيس السيسي هو اجراء مباحثات ثنائية مع عدد من القادة الافارقة علي هامش منتدي الفوكاك. وأكد السفير علي الحفني سفير مصر الأسبق في الصين، أن المنتدي حقق العديد من المكاسب لمصر، وكان اللقاء الثنائي مطلوبا وسمح بمتابعة عدد من الملفات وتوقيع بعض الاتفاقيات والصفقات في إطار متابعة المشروعات التي كانت مطروحة بجانب قيام الرئيس السيسي بلقاء جماعي مع رؤساء ومؤسسي الشركات الصينية العاملة في مصر تحدث خلاله عن الوضع الاقتصادي وكيف أصبح جاذبا للإستثمار وهذا ما أكده الرئيس الصيني الذي أعلن أن الشركات الصينية أصبحت مهيأة لتوجيه استثماراتها إلي مختلف القطاعات.