الكيميائي سعيد محمود مع ابتكاره من نماذج الخشب الرخامى لاتزال ثقافة الاستفادة من المخلفات وإعادة تدويرها غائبة عنا رغم غني بلادنا بها في كثير من المجالات.. بهذه العبارة بدأ الكيميائي سعيد محمود حواره معنا وهو يتحدث عن ابتكاره الجديد الذي يعتمد في الأساس علي الاستفادة من مخلفات النخيل وبرادة الرخام (السحالة) لإنتاج ما أطلق عليه »الخشب الرخامي» الذي يستخدم في أعمال الإنشاءات والتشطيبات والديكور حيث إنه يتميز بمقاومته للحريق كما أنه يتكون من مواد طبيعية وتكلفته بسيطة.. المزيد حول هذا الابتكار ومميزاته وجدواه الاقتصادية في الحوار التالي. في البداية.. كيف بدأت فكرة ابتكارك؟ - بدأت الفكرة من منطقة »شق الثعبان» وهي قلعة صناعية خاصة بالرخام والأحجار حيث قمت بعدة زيارات لهذه المنطقة ولاحظت وجود كميات من المخلفات الناتجة من تلك الصناعة لا تتم إعادة تدويرها او الاستفادة منها وهي عبارة عن (السحالة) أو البودرة الذائبة في الماء نتيجة عملية شق وتقطيع وتلميع الرخام والجرانيت وأيضا بودرة المخلفات ولاحظت انتشار تلك المخلفات بصورة رهيبة بجوار كل مصنع دون الاستفادة منها مما ينذر بكارثة بيئية إذا لم يتم عمل الأبحاث اللازمة أو تقديم ابتكارات لحل تلك المشكلة.. وقد تعرفت خلال هذه الزيارات علي أحد خبراء الرخام والمحاجر وهو الأستاذ رضا خليل وقمنا معا بتكوين فريق عمل ووفقنا الله لعمل دراسة وتجارب لاستخدام وإعادة تدوير تلك المخلفات من خلال منتج جديد أطلقت عليه اسم »الخشب الرخامي». ومما يتكون المنتج الجديد؟ »الخشب الرخامي» هو عبارة عن خليط من ألياف جريد النخيل-وهو مخلف زراعي توجد منه كمية ضخمة في الوادي الجديد-مع مخلفات الرخام مع استخدام السيلكا السائلة كمادة رابطة بينهما ومن خلال عمل العينات الأولية وجدت أنها المادة الرابطة الوحيدة التي تعطي قوة ترابط بين الجزيئات وأيضا رخيصة التكاليف ويمكن من خلال هذا الابتكار الحصول علي منتج به خواص الرخام الصلبة وسهولة تشكيل الأخشاب. ما مميزات الخشب الرخامي وجدواه الاقتصادية؟ - من مميزاته أن تكلفته بسيطة جدا وتفتح مجالا لإنتاج كثير من المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج بمبالغ طائلة. أما الجدوي الاقتصادية فتتمثل في أننا نقوم بتحويل مخلف ليس له قيمة مثل جريد النخيل ومخلفات الرخام إلي منتجات ذات أسعار مرتفعة مما يعطي قيمة مضافة لتلك المواد. ما مجالات استخدام الخشب الرخامي والمنتجات التي يمكن الحصول عليها منه؟ - مجالات استخدامه متنوعة مثل صناعة الأثاث الاقتصادي لمحدودي الدخل ويمكن الحصول علي عدد كبير من المنتجات التي تمس بشكل كبير الإنشاءات والمباني مثل تجاليد الحوائط وبلاطات الأرضيات ومداخل العمارات والأسقف المعلقة حيث تمتاز هذه المنتجات بتنوع الأشكال والألوان كما يستخدم في المطابخ وفي عمل الديكورات حيث يمكن صبه في شكل ديكوري مثل الأعمدة والتحف الفنية.. والجميل أنها جميعا من مواد طبيعية لا تدخل فيها مركبات كيميائية تضر بالبيئة أو تسبب تلوثا وأيضا مقاوِمة للحريق وذلك أمر مهم ومطلوب في مواصفات المنتجات التي تدخل في التشطيبات خاصة في الأسواق التجارية والمولات والمستشفيات والبنوك وغيرها. من عاونك في تنفيذ هذا الابتكار؟ - بعد أن تعرفت علي رضا خليل تحمس لفكرتي وعرض العينات علي الدكتور عبد الله الفقي (استشاري دولي في صناعة الأخشاب) والذي يعتبر الراعي الأساسي للمشروع فتحمس للفكرة ووضع كل الإمكانيات التي يمكن أن تؤدي إلي إنشاء صناعة قوية لهذا المنتج وكوَّنا نحن الثلاثة فريق عمل حتي يري هذا الابتكار النور وتم التواصل مع محافظ الوادي الجديد الذي قام بدوره بتسخير كل الإمكانيات ليخرج المشروع للنور وتم تخصيص مساحة 57 فدانا لإقامة أول مشروع تدوير مخلفات النخيل في مصر وكذلك تم تخصيص مساحة 30 ألف متر بمنطقة شق الثعبان ولكن تم الاعتداء عليها أثناء الثورة وهذا من أسباب توقف تنفيذ المشروع في شق الثعبان.