بالصور.. رفع المخلفات والقمامة بعدد من شوارع العمرانية    رقم قياسي جديد.. الأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    تعطيل العمل والامتحانات بجامعة جنوب الوادي غدا بسبب الطقس السيئ    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    نيسان تشارك ب4 سيارات سيدان ودفع رباعي ب«معرض بكين».. لن تصدق مواصفاتها    بلاغ يصل للشرطة الأمريكية بوجود كائن فضائي بأحد المنازل    لندن تستدعي سفير روسيا احتجاجا على نشاط خبيث على أراضيها    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    "مخاطر الهجرة غير الشرعية ودور الجامعة في الحد منها" ندوة آداب الوادي الجديد    الأهلي إلى النهائي الخامس على التوالي بعد ثلاثية مازيمبي    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي بعد صعوده لنهائي دوري أبطال إفريقيا للمرة ال 17 في تاريخه    جولر يقود ريال مدريد لفوز صعب على سوسيداد في الليجا    الأهلي يُدون 5 أرقام تاريخية بعد تأهله إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا    تحقق توقع عبير فؤاد عن مباراة الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال إفريقيا.. ماذا حدث؟    عاجل.. جائزة غير مسبوقة تنتظر الأهلي بعد الوصول لنهائي أفريقيا.. ما تفاصيلها؟    عاجل.. تعرف على موعد مباراة الأهلي والترجي المقبلة في نهائي أبطال أفريقيا    الحماية المدنية تسيطر على حريق داخل محطة محولات كهرباء بمدينة المنيا    كلام نهائي.. موعد امتحانات نهاية العام وبدء الأجازة بالجامعات    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    ناهد السباعي تحتفل بعيد ميلاد والدتها الراحلة    محمد التاجي: فاتن حمامة فضلت محافظة على وزنها 48 كيلو وهذا ما ورثته من عبد الوارث عسر (فيديو)    سميرة أحمد: رشحوني قبل سهير البابلي لمدرسة المشاغبين    أخبار الفن| تامر حسني يعتذر ل بدرية طلبة.. انهيار ميار الببلاوي    توب مكشوف.. هنا الزاهد تغازل جمهورها في أحدث ظهور    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    ذوي الهمم والعمالة غير المنتظمة وحماية الأطفال، وزارة العمل تفتح الملفات الصعبة    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    برلماني: استرداد سيناء ملحمة وطنية تتناقلها الأجيال    فصل طالبة مريضة بالسرطان| أول تعليق من جامعة حلوان.. القصة الكاملة    كرم جبر : الرئيس السيسي رفض الرد على نتنياهو أكثر من مرة    جماعة الحوثي تشن 5 هجمات ضد السفن في البحر الأحمر.. فيديو    محافظ القاهرة: تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال بكل حزم    الزراعة: إصلاح الفدان الواحد يكلف الدولة 300 ألف جنيه    وزيرة التخطيط: الفجوة التمويلية في الدول النامية تصل إلى 56%    العمل في أسبوع.. حملات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية.. والإعداد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    الكشف الطبي بالمجان على 1058 مواطنا في دمياط    كرم جبر: الجهود المصرية تركز على عدم اقتحام إسرائيل لرفح الفلسطينية    وزيرة «التخطيط» تشارك بمنتدى التمويل من أجل التنمية بالأمم المتحدة    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    مصرع طفل سقط في مصرف زراعي بالفيوم    الوكالة اللبنانية: الجيش الإسرائيلي قصف عناصر دفاع مدني أثناء إخمادهم حريقا    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفراد وزارة الآثار تقود عملية الإحياء العمراني للقاهرة التاريخية
نشر في أخبار السيارات يوم 24 - 08 - 2018

د. خالد العنانى - د. عثمان الخشت - د. السيد تاج الدين - محمد عبدالعزيز - د. أحمد عوف - د. منى حجاج / القاهرة التاريخية تضم مئات المبانى الأثرية والتراثية التى تحتاج إلى إعادة تأهيل وتوظيف / التنمية المستدامة تشمل وضع خطط تسويقية جديدة لتحسين عرض المنتج السياحى
الوزارة تمول المشروع وكلية الهندسة تتولي تنفيذ الدراسات
د. السيد تاج الدين: ندرس الاستفادة من كل الامكانات
المتاحة .. والقاهرة التاريخية بها 603 آثار لا يعرفها الكثيرون
د.أحمد عوف : نبحث واقع الأسواق الشعبية
والسياحية والحرف والصناعات وإعادة توظيف المباني الأثرية
خطوة جبارة لربط البحث العلمي بالمجتمع ومشكلاته تقوم بها الآن وزارة الآثار مع جامعة القاهرة ممثلة في كلية الهندسة وبالتحديد مركز هندسة الآثار والبيئة تم فيها الاستجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة أن تعمل الابحاث العلمية بالجامعات في المجالات التطبيقية التي تهدف لحل مشكلات المجتمع وتعظيم الاستفادة من إمكاناته حيث تقود الجامعة حاليا مشروعا بحثيا ضخما للإحياء العمراني للقاهرة التاريخية، وهو المشروع الممول بالكامل من وزارة الآثار ، وأصبح الجميع ينتظر نتائج دراساته الآن ليتم تنفيذها فورا لتغيير شكل القاهرة التاريخية وتعظيم الاستفادة من كل الإمكانات الموجودة بها والتي سننفرد اليوم بالكشف عن ملامحها المختلفة التي تم التوصل إليها، والتي سيتم الإعلان عنها قريبا للبدء في تنفيذها من جانب وزارة الآثار..
وكان قد تم تشكيل فريق عمل بقيادة د. أحمد عوف رئيس مجلس قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة بجامعة القاهرة كباحث رئيسي ضم مايزيد علي 40 استشارياً متخصصاً معظمهم من أساتذة هندسة القاهرة وغيرها في مختلف المجالات التي يهتم بدراستها المشروع، بالإضافة إلي أكثر من 100 فني من مختلف الجهات..
ونظرا لأهمية المشروع الذي سيعمل علي تغيير وجه القاهرة التاريخية بناء علي نتائج الدراسات التي سينتهي إليها، فإن كلا من د.خالد العناني وزير الآثار ود.محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة يتابعان يوميا تفاصيل مايحدث علي أرض الواقع في هذا المشروع الضخم انتظارا للنتائج النهائية لدراساته تمهيدا للبدء في تطبيقها فوراً من جانب الأجهزة التنفيذية المختصة وفي مقدمتها وزارة الآثار.
كانت المرحلة الأولي للدراسات في هذا المشروع كما يقول محمد عبد العزيز مدير إدارة القاهرة التاريخية بوزارة الآثار مخصصة لرصد الوضع الراهن في العمران، وموقف المباني الأثرية، والتراث المادي واللا مادي بالقاهرة التاريخية، والطريقة التي يتم بها استغلال الإمكانات التراثية والأثرية للممتلك التراثي العالمي، وقد تم فيها التعرف علي البيانات العمرانية والسكانية والاقتصادية الأساسية لمنطقة الدراسة مثل: أعداد السكان، ونسب التوظيف، وأعداد الوظائف في المجالات المختلفة.
وفي مجال السياحة كان قد تم تحديد وضع القاهرة التاريخية بالنسبة لأعداد السياح في مناطقها المختلفة، ونوع السياحة التي تستقطبها من الجنسيات المختلفة، وكذلك وجود رسوم للزيارة من عدمه، كما تم دراسة أنواع الحرف والصناعات المتوافرة وتوزيعها الجغرافي علي شياخات المنطقة مع تحديد المواد الأولية المتاحة ونوع المنتجات.
أما دراسة البنية الأساسية والطاقة النظيفة والبيئة فقد تم التعرف فيها علي معطيات شبكات البنية الأساسية، ونوع البيئة الطبيعية، والمصادر البيئية المتاحة، ونوع المخاطر التي تتعرض لها المنطقة.
وفي مجال الإدارة والشراكة تم التعرف أيضا علي التكوين الإداري الحالي لكل الجهات ذات الصلة بالقاهرة التاريخية والتي تنتمي لوزارات متعددة، بالإضافة إلي محافظة القاهرة المسئولة عن كل أعمال التنفيذ وكذا وزارة الآثار ممثل الدولة في منظمة اليونسكو، وجهاز التنسيق الحضاري الممثل لوزارة الثقافة والمسئول عن تحديد المناطق ذات القيمة واشتراطات التنمية والبناء بها، كما تم في هذا الجزء تحديث الخرائط المتاحة عن القاهرة التاريخية وربطها بخرائط تصوير الأقمار الصناعية، وقد أفادت دراسات المرحلة الأولي بأن القاهرة التاريخية كممتلك تراثي عالمي بها إمكانات ضخمة تعتمد علي 603 آثار وعدد كبير من المباني التراثية، وعدد أكبر من الحرف والصناعات التي توفر وظائف للسكان المحليين ومن خارج المنطقة، إلا أن قيمتها السياحية محدودة للغاية إن لم تكن معدومة ولا تجذب أي أعداد مناسبة من الزوار.
الدراسات الجديدة
وماذا عن المرحلة الثانية لهذه الدراسات والتي تتم الآن ؟
يكشف د.أحمد صلاح الدين عوف الباحث الرئيسي في هذا المشروع عن تفاصيل المرحلة الثانية للدراسة التي تتم الآن والتي سيستغرق تنفيذها عدة شهور، حيث سيقوم فريق العمل فيها بالتعمق في كثير من تفاصيل السكان والاقتصاد والعمران بالقاهرة التاريخية، وإمكانات إعادة التأهيل للمباني والنسيج العمراني، والتركيز علي فكرة التنمية المستدامة، وكيفية توظيف إمكانات المنطقة لخدمة السكان المحليين، واجتذاب الزوار المحليين والسياح العالميين، لأن هدف الجزء الثاني الحالي من هذه الدراسات التي تتم الآن من المرحلة الثانية هو فهم البيانات واستخلاص الإمكانات والفرص التي يمكن استعمالها لتوجيه عملية التنمية المستدامة دون التعدي علي جوانب الحفاظ علي التراث، وكذلك تنمية المناطق التي تحتضن تاريخ العمران، لذلك ركزت هذه المرحلة علي التحليل والاستدلال من البيانات والتأكد من عدم تكرار ما تم في الدراسات السابقة، واستفادة كل خبير أو استشاري من كل الدراسات المقدمة في البنود الأخري.
603 آثار يجهلها الكثيرون
ويضيف د.أحمد عوف أن دراسات الاقتصاد والأسواق الشعبية والسياحة والحرف والصناعات في هذا المشروع قد اكتسبت أهمية إضافية بالإضافة إلي دراسات المباني الأثرية والتراثية ومناهج إعادة توظيف النسيج العمراني القائم بالقاهرة التاريخية، وكذلك التراث العمراني في استعمالات معاصرة لتحقيق التنمية بها، وتوفير الوظائف للسكان، وجذب الاستثمارات المحلية ومن خارج القاهرة التاريخية، خاصة إذا علمنا أن القاهرة التاريخية تحتوي علي 603 معالم أثرية بخلاف المباني التراثية مما يجعل فكرة الترميم ثم ترك المباني مغلقه في منتهي الخطورة علي حيوية المجتمع المحلي واستدامة العمران الذي يتدهور بإبعاد عدد كبير من المباني من عمليات التنمية.
وأوضح الباحث الرئيسي: أن الفلسفة التي يتبناها المشروع للتعامل مع المباني الأثرية والتراثية والنسيج العمراني المحيط بها هي الاهتمام بأعمال الترميم والحفاظ وإعادة التأهيل للمباني التراثية ثم إعادة توظيفها لاستخدامات جديدة، بحيث يمكن من خلالها توفير خدمات مجتمعية أو خدمات للزوار أو فرص إستثمارية تساهم في التنمية المستدامة للمجتمع المحلي، واستناداً إلي أن وزارة الآثار الآن تتمتع بالقدرة علي تأسيس مشروعات طبقا لقانون الإستثمار حسب قرار رئيس مجلس الوزراء في شهر مايو من عام 2017، لذلك فإن الفكر الجديد للمشروع هو إعادة توظيف العمران، ليس فقط كمبان، ولكن ممثلاً في الشوارع ومجموعات المباني لتقدم استعمالات يحتاجها المجتمع المحلي والسياحة المحلية والعالمية.
مؤشرات سياحية مهمة
أما د. مني حجاج الاستاذة بكلية السياحة بجامعة حلوان والمشاركة في تنفيذ دراسات المشروع فتشير إلي أنه يتم الآن دراسة التنشيط السياحي والخطة التسويقية والإعلامية يتم فيها حاليا جمع لبيانات عن أعداد الزوار، والسواح، والمقاصد السياحية، وإجمالي السياحة الوافدة إلي مصر، ثم تلك التي تقصد القاهرة التاريخية، كذلك تم حصر كل بيانات وسائل الإقامة، ودرجاتها المتوافرة، والخدمات السياحية وغير ذلك من البيانات المؤثرة علي وصول السياحة إلي القاهرة التاريخية.
وتكشف د. مني عن أنه قد اتضح من نتائج الدراسة التي قاربت علي الانتهاء في هذا المجال أن المناطق الأكثر تسويقا وإدراجا في البرامج السياحية هي : منطقة القلعة، وشارع المعز، والحسين، والسلطان حسن، والرفاعي، ومجمع الأديان، لكن بالرغم مما تزخر به المنطقة من آثار تزيد علي 602 أثر فإن معظمها اذا امكن تطويرها يمكن أن تصبح مقاصد صالحة للزيارة.
كما تعرضت الدراسة لكل الجهود التسويقية للقاهرة التاريخية علي المستوي القومي والتجاري وكذلك كل الحملات التسويقية والدعائية التي قامت بها وزارة السياحة المصرية والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي التابعة لها، كما تعرضت أيضا دراسة التنشيط السياحي في مرحلتها الثانية لتحليل كامل لكل إيرادات الزيارات بمناطق القاهرة التاريخية (إيرادات الزيارات بحي وسط، وحي الخليفة، وحي مصر القديمة بالنسبة للأجانب والمصريين) كما تم توزيع استمارة استقصاء خاصة بعينة من شركات السياحة لمشروع الاحياء العمراني للقاهرة التاريخية.
وتضيف د. مني حجاج أيضا أن الدراسة الميدانية قد خلصت الي تحديد أهم التحديات والمعوقات التي تواجه تطوير منطقة المشروع بالاضافة الي اقتراح بعض الوسائل والطرق التسويقية لتحسين عرض المنتج السياحي في اطار التنمية المستدامة بالإضافة الي تحديد أهم نقاط القوة للمنتج السياحي القائم في منطقة المشروع، وكيفية استغلالها، وكذلك أهم الأسواق المحتملة بعد اتمام عملية التطوير والتحسين بمنطقة المشروع.
كما شملت هذه الدراسة النتائج العامة لتحليل استمارات استقصاء عينة من الزائرين المصريين للقاهرة التاريخية، وقد خلصت الدراسة الميدانية الي تحديد أهم التحديات والمعوقات التي تواجه تطوير منطقة المشروع بالاضافة الي اقتراح بعض الوسائل والطرق التسويقية لتحسين عرض المنتج السياحي في اطار التنمية المستدامة، كما خلصت الدراسة الميدانية الي بعض المقترحات التي من شأنها أن ترفع من جودة الخدمات المقدمة بالمنطقة، كما شملت النتائج العامة لتحليل استمارات استقصاء عينة من الزائرين الأجانب للقاهرة التاريخية والتي سيتم الكشف عنها قريبا.
برامج سياحية متعددة
أما د.السيد تاج الدين عميد كلية الهندسة بجامعة القاهرة والتي تتولي تنفيذ هذه الدراسات فيؤكد من جانبه أن أهم ما قدمته الخطة التسويقية الخاصة بهذه الدراسة في مرحلتها الثانية هو اقتراح عدد كبير من البرامج السياحية التي يمكنها وضع عدد كبير من المباني التراثية والأثرية والنسيج العمراني الأصيل للقاهرة التاريخية للزيارة السياحية، فالعدد المحدود للمقاصد السياحية الحالية التي أظهرتها الدراسة (5 6 مقاصد) لا تمثل أفضل ما في القاهرة التاريخية من تراث، ولا تعرف الزوار والسائحين بإمكانات المدينة الأثرية، ولا تقربهم من فهم ثقافة المجتمع المحلي أما البرامج السياحية المقترحة فقد تم تصميمها بحيث يكون كل برنامج عبارة عن «منتج سياحي متكامل»، به مبان أثرية وتراثية متنوعة ولا ترتبط كلها بفكرة المسجد والمسكن ولكن تتخطاها إلي أسبلة، وكتاتيب، ومدارس، وخانقاوات، ووكالات، وربع وقاعات، وساحات مفتوحة، وكل ما يعبر عن الأوجه المختلفة للتراث العمراني والثقافي للمدينة.
كما احتوي كل برنامج سياحي كما يقول عميد الهندسة علي إمكانات لأحداث ثقافية تعرض مجتمع المدينة والثقافة المحلية في الشياخات المختلفة بالتعاون مع خبراء الدراسات الثقافية، وبالإضافة إلي ذلك فإن البرامج السياحية استفادت من دراسة الأسواق الشعبية، ودراسة الحرف والصناعات، بحيث يظهر كل برنامج البعد الاقتصادي، والابتكاري المبدع للمجتمع المحلي، وقد روعي عند اعداد هذه البرامج أن يتم الجمع بين الزيارات الخاصة بالمناطق الأثرية التي تزخر بها المنطقة، بالإضافة الي تضمين بعض العناصر الترفيهية كالأحداث الثقافية والحفلات الموسيقية والعروض المختلفة طبقا لطبيعة كل منطقة، وحتي تصبح هذه البرامج فعالة وقابلة للتنفيذ، فقد تم اقتراح بعض البرامج التدريبية لرفع مستوي العاملين بالقاهرة التاريخية في مجال الخدمات والتسهيلات كمثال لما يجب أن يتم في المراحل التفصيلية للمشروع.
الحرف والأسواق الشعبية
ويعود الباحث الرئيسي د. أحمد عوف مرة أخري ليكشف لنا عن أهم النتائج المبدئية التي توصلت إليها درسات المشروع الذي يتم الآن حيث تم دراسة الحرف والصناعات في القاهرة التاريخية بمفهوم قائم علي أساس أن تنمية الحرف تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل، فلا تستند الي نظرة ثابتة محددة، بل هي عملية ديناميكية متطورة مستمرة ودائمة لتحقق التنمية المستدامة..
وقد تم أيضا كما يقول الباحث الرئيسي مسح كل الحرف والصناعات الموجودة وتحديد مواقعها علي الخرائط والتعرف علي توزيعها الجغرافي علي مستوي الشياخات والمناطق، كذلك تم ربط هذا التوزيع بالبرامج السياحية المقترحة وكذلك إمكانات التنمية المستدامة التي توفرها تلك الحرف والصناعات بناءً علي خصائصها وإمكاناتها، كذلك تم تحديد المشاكل التي تواجه الحرف والصناعات وكيف يمكن التغلب علي تلك المشاكل والمعوقات، وانتهت الدراسة ببعض المقترحات التي ستتم مراعاتها عند اقتراح خطة التنمية المستدامة للقاهرة التاريخية في المرحلة الأخيرة للمشروع، كما تم دراسة الأسواق الشعبية حيث قامت فرق بحثية بمسح كامل لكل أنواع التجارة في القاهرة التاريخية باعتبارها عصب الاقتصاد المحلي لمنطقة القاهرة التاريخية، حيث أنها تجذب الكثير من العمالة سواء المدربة أو غير المدربة، كما أنها تحوي تنوعاً متميزاً من جميع المنتجات والاحتياجات، لذا فهي تجذب جميع فئات المجتمع وخاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وتتخلل الأسواق الشعبية داخل النسيج العمراني للقاهرة التاريخية وخاصة أن غالبيتها يقع في الشوارع والفراغات المفتوحة، وقد انتهت الدراسة إلي أن الكثير من الأسواق الشعبية الرسمية مغلقة ومهملة نتيجة عدم الصيانة أو سوء التصميم، أو عدم الاهتمام، حيث يلاحظ أن قسم الموسكي يحتوي علي أكبرعدد وحدات بيع من الأسواق الشعبية بالمقارنة بالأقسام الأخري، يليها قسم الدرب الأحمر، ثم الجمالية، ثم قسم باب الشعرية، وقد تم الانتهاء من حصر الأسواق شعبية بجميع أقسام منطقة القاهرة التاريخية حيث بلغ عددها 96 (ستة وتسعون).. سوقاً وفي هذا التقرير تم تحليل البيانات الناتجة من الحصر حيث يوجد بالقاهرة التاريخية أسواق شعبية ذات صلة تاريخية مثل الأسواق التي تحتفظ بذات نوع المنتج التاريخي مثل: سوق النحاسين، أو الخيامية، أو التي ترتبط بمكان سوق تاريخي مثل سوق المناصرة، وسوق المغربلين، أو الغورية، وقد اتضح أن الأسواق الموجودة ذات الصلة التاريخية يبلغ عددها حالياً 27 سوقا، وقد خلصت الدراسة إلي أن الأسواق الشعبية في القاهرة التاريخية تتميز بالتنوع والتميز وبالتخصص في أنواع منتجاتها؛ حيث تعرض الأسواق تشكيلة واسعة من البضائع المحلية والمستوردة حيث يصل عدد المنتجات لحوالي 44 منتجاً يتم تداولها في هذه الأسواق.
لذا فهي تجذب جميع فئات المجتمع وخاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة والتي تمثل نسبة كبيرة من المجتمع سواء من محافظة القاهرة أو باقي المحافظات، كما تجذب السياح أيضاً، لذا فإن استراتيجية التطوير العمراني للقاهرة التاريخية لابد أن تعتمد علي تطوير الأسواق الشعبية كأحد المحاور الرئيسية للتنمية العمرانية والحضرية وكأحد أهم أنشطة الاقتصاد بالمنطقة.
إعادة توظيف مباني القاهرة
كما يتم حاليا أيضا والحديث مازال علي لسان الباحث الرئيسي دراسة إعادة التوظيف للمباني والنسيج العمراني داخل القاهرة التاريخية والتي تعرضت لتاريخ الحفاظ علي التراث في القاهرة، وأعمال إعادة التوظيف السابقة، وخلصت إلي موضوعين مهمين يؤثران علي مستقبل الممتلك التراثي، الأول : هو تطبيق خطوط التنظيم (Ordinance Lines) وبداياتها فكراً وتنفيذا، ودور الطرق التي تم استحداثها في ربط القاهرة التاريخية بالامتداد العمراني الذي يحاكي الطرز الأوروبية، والذي يمثل وسط المدينة الحديثة بعد عصر محمد علي.
أما الموضوع الثاني الذي أكدته دراسة الحفاظ العمراني فهو عدم وجود كود بناء للمباني الجديدة تتناسب مع المحتوي التراثي والتاريخي لتوجيه أعمال البناء، وقد تم تقديم الدراسات التي سيتم البناء عليها في المرحلة الأخيرة لإصدار كود بناء للقاهرة التاريخية يؤكد علي القيم التنموية والعمرانية التي تم استخلاصها في الدراسات الحالية للمشروع.
ويضيف د.عوف مرة أخري أنه يتم الآن دراسات إعادة التوظيف والتي عرضت طرق تحديد منهج التعامل مع المباني الجديدة والقائمة والذي يهدف إلي التوصل إلي كيفية إحداث التوازن ما بين الحفاظ علي المنطقة، أو الشارع، أو المبني ذي القيمة، بما يحقق استفادة المجتمع وتنميته، وكذلك دراسة الحفاظ علي التراث بشقيه المادي والمعنوي، حيث ركزت علي استهداف المكان والوظيفة والمجتمع، وتأثير البيئة المحيطة والمنظومة القيمية علي المستوي الأرحب، وهو يختص بالاحتياجات والمشكلات العامة للدولة ككل ومنطقة القاهرة التاريخية، ويؤكد أن دراسات هذه المرحلة تمهد لاقتراحات المرحلة الأخيرة للمشروع والتي ستختص بالأمور التقنية في المرحلة التفصيلية، وما يتم تقريره بشكل نهائي من استشاري التفاصيل بعد طرح المشروع للتنفيذ، وقد تم تقسيم محاور إعادة التوظيف.
المحور الأول هو إعادة التوظيف علي مستوي المباني حيث تم عمل دراسة تناسب التصميم الأصلي للمباني الموزعة علي أنحاء القاهرة التاريخية مثل: الأسبلة، والحمامات، والوكالات، والقباب، والمدارس.
والمحور الثاني هو إعادة التوظيف علي مستوي الشوارع وتم تقسيمها إلي ثلاثة أنواع من المناطق، الأولي هي مناطق ذات طابع متكامل (قطاع رائد) leading sector.

الاهتمام بالتعليم والصحة
أما المحور الثالث كما يقول د.عوف فهو إعادة التوظيف علي مستوي المناطق، حيث يعتمد هذا الجزء علي التنسيق مع بنود مختلفة كالشراكة والاقتصاد والحرف وغيرها، حيث ان تقسيم المناطق سيعتمد علي المنتج المستقر عليه من مجموع تلك الدراسات (بالتقرير الثالث والأخير) والذي سيحترم التقسيم الإداري الحالي للشياخات.
ويشير الباحث الرئيسي إلي أن إحدي الدراسات المهمة للجزء الثاني للمشروع كانت دراسة المسح الصحي، والتي تم فيها تحليل الاستبيان الذي تم للسكان من خلال ألف استمارة للحصول علي رأيهم في الخدمات الصحية، والتعرف علي أنواع الأمراض، والمشاكل الصحية التي تعاني منها المنطقة، وسوف تظهر نتيجة الدراسة بوضوح في الجزء الأخير عند اقتراح خطة التنمية المستدامة، بالإضافة إلي دراسات التعليم التي تم فيها مسح شامل للكتب المدرسية لجميع المراحل (مرحلة رياض الأطفال المرحلة الابتدائية المرحلة الإعدادية المرحلة الثانوية لجمهورية مصر العربية) وذلك في مواد( اللغة العربية التربية الدينية الإسلامية التربية الدينية المسيحية الدراسات الاجتماعية (تاريخ – جغرافيا التربية الوطنية )، وذلك لتحديد ما تم ذكره في هذه الكتب سواء (معلومات أثرية أحداث تاريخية أو صور عن القاهرة التاريخية) وحصر المدارس الحكومية : مرحلة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، والإعدادية، والثانوية الفنية بالقاهرة التاريخية.
ويضيف: أن الدراسة قد اشتملت أيضا علي مقترحات للحفاظ علي المدارس ذات الطابع التاريخي من خلال التنسيق بين وزارة الآثار، ووزارة التربية والتعليم، مع وجود الاشراف المشترك علي أعمال أنواع الصيانة لهذه المدارس بين متخصصين من وزارة الآثار وهيئة الأبنية..
كما اقترحت الدراسة تفعيل دور التربية الاجتماعية من خلال تكثيف الرحلات المدرسية لزيارة المعالم الأثرية للقاهرة التاريخية لتعميق الولاء والانتماء لديهم، مع إدراج معالم القاهرة التاريخية في برامج الرحلات المدرسية..
واقترحت الدراسة كذلك التوسع في ضم معالم أثرية جديدة غير مستغلة في القاهرة التاريخية، وأنه يجب أن تدرج في برنامج الرحلات لرفع مستوي الوعي لدي الطلاب..
كما أوضحت الدراسة أن المدارس الحكومية تغطي تقريبا جميع أقسام وشياخات القاهرة التاريخية مما يستوجب تكثيف الزيارات الميدانية لتلاميذ وطلاب المدارس في نطاق القاهرة التاريخية لتجسيد العلاقة بين النشء والأثر واكسابهم مهارة تذوقها والتعايش مع الأثر.
اقترحت الدراسة كذلك الاستفادة من المدارس الفنية اقتصاديا وتربويا من خلال تسخير الإمكانات الموجودة بها لخدمة القاهرة التاريخية وإدخال تخصصات مرتبطة بالحرف والاعمال اليدوية في تلك المدارس.
العدد المتوقع للسياح

وقد اقترحت دراسة « الإدارة والشراكة « تحديد العدد المتوقع للسياح للقاهرة التاريخية بحوالي عشرة آلاف سائح في اليوم وهو الرقم الذي نتوقع عدم تأثيره علي التركيب الاجتماعي للمجتمع المحلي ولا يؤثر علي استدامة النشاط السياحي وبذلك يكون عدد السياح المقدر خلال عام 4 ملايين سائح في عام 2024 م (باعتباره خطة خمسية اولي للمشروع ) علي أن يتم مراجعة الأعداد المتوقعة للزوار بشكل دوري.
د.مني حجاج : درسنا كل المعوقات التي تواجه الأنشطة السياحية بهدف القضاء عليها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.