المثل العامي »ناس تخاف ولا ......» ظهر بشكل واضح في منافذ بورسعيد الجمركية منذ عدة أيام بعد ان ظلت طوال 42 عاماً هي عمر المنطقة الحرة تشهد يوميا لعبة القط والفأر بين المهربين ورجال الجمارك وأمن الموانئ.. المهربون يحاولون عبور المنافذ بالبضائع دون سداد الرسوم مستخدمين الاطفال والنساء والرجال ورجال الأمن والجمارك يتصدون لهم ولم يتغلب طرف علي الآخر بشكل حاسم، وأخيراً فجر فيديو يصور القبض علي مجموعة من الاطفال المهربين القضية امام الرأي العام في مصر، فقرر اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد إشراك أجهزة المحافظة والاحياء في المعركة ضد التهريب لأول مرة بعد انتشار مخازن التهريب داخل أحياء المدينة والتي يتم تخزين المهربات داخلها ثم ضغطها داخل أكياس وتسليمها لعصابات التهريب لعبور المنافذ الجمركية بها، و»الطلعة» كما يسميها المهربون ب 150 جنيها، وبدأت أكبر حملة تشهدها منذ بداية المنطقة الحرة عام 1976 لتجفيف منابع التهريب وتم حتي الآن إغلاق أكثر من 150 مخزناً ومصادرة المهربات الموجودة بها، وتقديم اصحابها للنيابة بالتزامن مع تشديد الرقابة والتأمين بالمنافذ الجمركية، وانعكس ذلك علي المشهد بالمنافذ الجمركية التي اختفي منها الضجيج من مطاردة المهربين، وقام المحافظ بزيارة لمنفذي الجميل والرسوة ولم يجد فيهما سوي رجال الجمارك وأمن الموانئ وبعض السيارات العابرة للمنفذ والهدوء هو سيد الموقف حاليا بالمنافذ الجمركية، وقد انتعشت الآمال بعد هذه الحملة ان تعود الملايين أو المليارات التي ضاعت علي الدولة لصالح مافيا التهريب إلي خزينة الدولة مرة اخري، وان يساهم هذا الأمر في عودة الزيارات إلي بورسعيد لشراء البضائع المستوردة والتي كانت تأتيهم مهربة في محافظاتهم، ولسان حال تجار بورسعيد الذين يحلمون بكسر حالة الركود التي تعيشها المدينة منذ سنوات طويلة يقول المهم أن تستمر حملات إغلاق منافذ التهريب والرقابة المشددة علي المنافذ في نوبة صحيان دائم وألا تكون هوجة مؤقتة.