إحسان عبدالقدوس «هي حبي الأول والأخير، عرفتها في مطلع 1942 ولم تستطع أي امرأة أن تزحزح مكانها في قلبي»، هكذا وصف الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، زوجته لواحظ المهيلمي، التي أعطته علي حد تعبيره الصورة المثالية للزوجة التي تفهم دورها في حياة زوجها. طبق عاشوراء كانت بداية اللقاء بين إحسان عبدالقدوس، وزوجته لولا، مع طبق عاشوراء، حيث ذهب مع صديقه لتوصيل "طبق عاشوراء" من صنع والدته إلي أسرة صديقة لهم، وكانت تلك عادة العائلات في العباسية، حيث يتبادلون الهدايا في الأعياد. وفي منزل لولا دخل إحسان وصديقه إلى الصالون، فلفت نظره صورة لفتاة، فشغلته نظرة البراءة والذكاء الحاد المطلة من عينيها، وسأل صديقه عن صاحبة الصورة، وكانت البداية. منذ تلك الليلة وبدأ إحسان يهتم بتتبع أخبار صاحبة الصورة، وأخذ يتعمد التواجد في المجتمعات العائلية التي يمكن أن يلتقي بها خلالها، وشعر إحسان أنه عثر على حبه الحقيقي، فقرر إحكام قبضته عليه حتى لا يفلت منه، ويضمن بقاءه في حياته للأبد. تبادل إحسان، ولولا الحب، واقتنع كل منهما أنه وجد شريك عمره، لكن صادفتهما مشكلة، فنظرة أسرة لولا إلى إحسان، لم تكن نظرة رضا، ورغم ذلك انتصر الحب، واعترفت الأسرة بالأمر الواقع، إلا السيدة فاطمة اليوسف التي رفضت فكرة زواج ابنها لصغر سنه فقط، ولم تحضر الفرح. بدأ إحسان، محاولة إثبات نفسه أمام تحدي هذا المجتمع، ولكن كيف والشقة المتواضعة التي تنازل عنها أبوه له ولزوجته لم يكن يرضى أن يضع فيها زوجته الحبيبة، فاتحه إلى السينما، وأخذت منه الفنانة عزيزة أمير أول سيناريو كتبه، واستمر صراع الحياة من أجل توفير الحياة الكريمة لزوجته حبه الأول والأخير. عاش إحسان، وزوجته ظروفا عصيبة وأياما صعبة، ففي بداية حياته كان دخله لا يزيد على عشرة جنيهات، فكانت رسالة زوجته البحث عن وسائل لتوفير حياة معقولة بهذا المبلغ البسيط، وعندما تغيرت حياة إحسان، ولم تعد المشكلة الاقتصادية مشكلة حياته الأولى، غيرت زوجته بذكاء شديد دورها في حياته. أخبار اليوم: 24-7-1982