هذه الجريمة ليست سوى حلقة فى مسلسل حي نعيشه يوميًا، وتكون نهايته جريمة قتل. شهدت شبرا الخيمة جريمة بشعة، كانت حديث الأهالى بعد العثور على جثة سيدة داخل شقتها، خنقها زوجها المدمن وهرب عقب عقب ارتكابه للجريمة، قتل زوجته التي تحملت فسادة وانحرافاته، وحاولت بكل طاقتها علاجه واصلاحه. كان من الممكن أن يتم توصيف الجريمة وفاة طبيعية، ولا يتسرب الشك الى أسرة المجنى عليها عقب العثور على جثتها داخل شقتها، لكن فريق البحث كان له رأى أخر عقب إبلاغ مباحث شبرا الخيمة فى بلاغ رسمى يكشف عن وفاة ربة منزل داخل شقتها فى ظروف غامضة، ومن خلال مناظرة جثة المجنى عليها كانت المفاجأة عندما تبين وجود أثار لخنق حول الرقبة، مما ينسف معه احتمال الوفاة الطبيعية، وتؤكد الشواهد وجود جريمة مكتملة الاركان، ومن خلال فحص مسرح الجريمة عدم العثور على ثمة اثار للمقاومة، وأن أبواب الشقة مغلقة، ولا يوجد مايدل على اقتحامها، وأن الجانى ربما يكون فرد من العائلة، ومن خلال تحريات المباحث وشهادة جيران المجنى عليها تبين أن الزوج دائم الشجار مع زوجته بسبب مصاريف البيت، كما كشفت التحريات أن الزوج يعالج داخل مصحة للإدمان وهو السبب الرئيسى فى ارتكاب جريمة القتل، وفى يوم ارتكاب الواقعة كان الزوج يمر بضائقة مالية عقب خروجه من المصحة، وافتعل مشاجرة مع زوجته عندما رفضت اعطائه أموال لشراء المخدرات وكانت نهايتها الموت. كانت المجنى عليها هى أول الفرحين بخروج زوجها من المصحة وعلاجه من الادمان، كانت تتصور أن حياتها ربما تتغير للأفضل بعد خروج الزوج ومساعدته فى العلاج من "شمة" هيروين، لكن الزوج كان له رأى أخر بعد خروجه بأيام، لم تدم فرحة الزوجة طويلًا بعد أن عاد الزوج إلى عاداته القديمة لشراء تذكرة هيروين، ورغم محاولاتها المستمرة فى علاجه والوقوف إلى جواره لمروره من هذه الازمة، إلا أنه عاد للكيف مرة أخرى، وبهدوء تحدث مع زوجته وهو يطالبها بثمن الكيف، لكن المجنى عليها حاولت قدر المستطاع أن تقنع زوجها بالعدول عن العودة مرة أخرى للإدمان، ودار حديث بينهما عن رفضها العيش معها فى منزل واحد بعد رفضه العلاج، والتخلص من المخدرات التي يتركها في البيت وابعادها عنه، ومحاولته الحصول على شبكتها لشراء الكيف، ورفضت إعطائه المال، وانتهت بمشاجرة بينهما. قام الزوج بالامساك برقبة زوجته وخنقها حتى الموت، تركها على فراش الزوجية وراح يبحث فى كل مكان داخل الغرفة عن المال والذهب، وبعد العثورعلى مراده ترك المنزل وفر هاربًا، وفى اليوم التالى انكشفت جريمته أثناء زيارة أسرتها، وجدت ابنتها ملقاه على وجهها داخل غرفة النوم، أطلقت صرختها ليجتمع الجيران ويتم إبلاغ الشرطة. حاول فريق البحث التوصل إلى المتهم الهارب، وكثفت الأجهزة الأمنية بالقليوبية من جهودها لضبط المتهم، والذى تبين أنه يدعى مصطفى .م 27 عامًا، وتوجهت قوة من قسم شبرا الخيمة بعد عمل عدة أكمنة ثابته ومتحركة استهدفت مكان اختباء المتهم، وتم اقتيادة إلى قسم الشرطة، واعترف بارتكاب جريمته بعد خروجه من مصحة لعلاج الادمان، وأنه فى ليلة الواقعة افتعل مشاجرة مع زوجته التى رفضت إعطائه أموالا لشراء الهيروين، وأصرت على ترك منزل الزوجية، وأنه قام بضربها على وجهها وقام بخنقها وفر هاربًا. وأكد المتهم في اعترافاته أنه ارتكب جريمته تحت تأثير المخدرات، وأبدى المتهم ندمه على قتل زوجته التى حاولت مساعدته أكثر من مرة فى العلاج لتربية ابنائها، لكن مصيره كان السجن ومصير أبنائه اليتم، وتمت إحالته إلى النيابة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، واستعجلت تقرير الصفة التشريحية للمجنى عليها.