هل أخطا المخرج خالد يوسف حساباته وراهن علي توقيت غيرملائم لعرض أحدث أفلامه»كارما»؟ لقد كان أمرا مفاجئا أن يحقق الفيلم المركزالأخيربين ايرادات أفلام عيد الفطروأن تتفوق عليه أفلام أقل منه فنيا، فهل كان العيب في توقيت عرضه في ظل جمهورأتخمته مسلسلات رمضان وأصبح يبحث عن الضحك والفرفشة ؟ أم أن العيب في جرعة السياسة التي طغت علي الفيلم والمباشرة التي غلبت علي حواره وجعلت من يشاهده يشعر أنه أمام أحد برامج التوك شوالتي هرب منها المشاهد ولم تعد تثيرفضوله ..لقد توافرت للفيلم كافة عناصرالنجاح من مخرج كبير، وانتاج ضخم ، بدا واضحا في انفاق جيد علي عناصرالفيلم من سيارت فارهة وطائرات خاصة ودعاية مكثفة ملأت الشوارع والكباري بأفيشات الفيلم وصور أبطاله والتي ضاعف منها بلاشك ماقامت به الرقابة علي المصنفات الفنية من سحب ترخيص الفيلم بعد اجازته ثم قراروزيرة الثقافة د.ايناس عبدالدايم باجازته كاملا دون حذف، هذا الموقف لاشك آثار فضول الناس لمشاهدة الفيلم . انحاز خالد يوسف لفكرته البراقة التي تحيل الأحداث والمواقف الجريئة الي حلم يراه بطله رجل الأعمال، وأراد أن يقول كل شئ في فيلم واحد من التفاوت الطبقي الرهيب الي فساد بعض الكباروقد وضع بطليه في مقارنة ساخنة عبر صراع بين رجل الأعمال المليارديرأدهم المصري بكل تسلطه وغروره، والشاب الفقيروطني بكل عشوائيته وأزماته، وتفوقت بالفيلم عناصرعديدة كالتصويروالديكوروالمونتاج، أما التمثيل فقدمت فيه دلال عبد العزيز واحدا من أجمل أدوارها علي الشاشة بأداء آخاذ تستحق عليه الجوائز، كما قدمت زينة أداء يضعها في مكانة جديدة، واجتهدت غادة عبد الرازق في دورها وتوهج خالد الصاوي وظلمت مساحة الدور وفاء عامر، وأدي عمروسعد الدورين ببراعة ترسخ لموهبته قبل خمس سنوات وفي مثل هذا اليوم 30 يونيه كان خالد يوسف يطوف بطائرة عسكرية ميدان التحرير لتصويرالجماهيرالمحتشدة تطالب بانهاء حكم الاخوان وعزل رئيسهم، ولاشك أن تجربته البرلمانية جعلته أكثراقترابا من لهيب السياسة ما انعكس علي رؤيته الدرامية. نعم، ليس بالايرادات وحدها تنجح الأفلام لكنها تظل مؤشرا أوليا، فهل يستعيد الفيلم نجاحه بعد أن انتهي العيد وذهب جمهوره الي حال سبيله؟