أجواء معسكر جروزني مثالية .. وترحيب واسع بالفراعنة في الشوارع مع إشراقة شمس مدينة جروزني الشيشانية علي الفندق الذي يقيم فيه المنتخب الوطني يفتح الجهاز الفني بقيادة الارجنتيني هيكتور كوبر صفحة جديدة في مشواره مع المونديال يضع فيها حساباته الخاصة للمباراة المقبلة يوم الثلاثاء القادم أمام الدب الروسي صاحب الارض والجمهور والتنظيم. محمد صلاح في مهمة خاصة أمام الدب الروسي فصل كوبر هذه المباراة كوحدة مستقلة علي مباريات المجموعة الاولي باعتبارها تمثل نقطة فارقة في تحديد درجات الامل في الصعود الي الدور الثاني والذي يراه ممكنا لانه يواجه في المباراتين المقبلتين فريقين من الجانب النظري والتحليل الرقمي أقل منه مستوي. يأتي تصنيف الفريق الروسي في قائمة الفيفا في المركز رقم 70 بعد ان تراجع 4 مراكز في تصنيف هذا الشهر.. وهو لا يمتلك عناصر بارزة في صفوفه علي عكس المنتخب المصري الذي يحتل المركز 45 ولديه مجموعة من النجوم المحترفين في العديد من الدوريات الاوروبية علي رأسهم بالطبع النجم محمد صلاح الذي وضح انه سيكون له مهمة خاصة في خلخلة دفاع الدب الروسي واصطياده في لحظة خاطفة كما هي عادته علي طريقة كوبر. وكانت تصريحات صلاح لوسائل الاعلام قبل مباراة أوروجواي التي قال فيها ان المنتخب المصري جاء ليستمر في المنافسة وانه يمتلك قدرات تمكنه من تحقيق الانتصارات قد اثارت حماس اللاعبين الذي يلتفون حوله بصورة دائمة. ترتيبات خاصة كانت بعثة المنتخب قد عادت مساء أمس من مدينة ايكاتر نبرج الي جروزني التي لعبت فيها المباراة الأولي مع اوروجواي ويبدأ الفريق التدريب اليوم وغدا علي ملعب ستاد أحمد ارينا المخصص لتدريبات الفريق.. ثم يغادر الي سان بطرسبرج مساء غد ليستعد للقاء المنتخب الروسي يوم الثلاثاء. وتحظي هذه المباراة باهمية كبيرة علي المستويين الاعلامي والسياسي الي جانب الرياضي فالمباراة سيحضرها الرئيس بوتين وعدد كبير من الشخصيات السياسية والرياضية في البلدين خاصة انها تقام في المدينة التي يتجمع فيها اغلب المصريين وركزت فيها الشركة الراعية انشطتها الفنية والجماهيرية مع الرعاة من اقامة مهرجانات غنائية وفعاليات مختلفة. وقد أكد كوبر ان لهذه المباراة ترتيبات فنية خاصة تنفصل عن المباراتين الاخريين لانها تمثل له ابعادا جماهيرية وترسم بشكل كبير ملامح الخطوة التالية مع منتخب السعودية. ومن خلال متابعة معسكر المنتخب في جروزني وتدريباته التي سبقت السفر الي ايكاتر نبرج للقاء اوروجواي ظهر جميع اللاعبين بحالة بدنية ومعنوية جيدة والمنافسة بينهم رغم الحماس الذي تتسم به ولكنها كانت في أجواء من الود والتنافس الرياضي وحتي الاصابة التي لحقت بعلي جبر قبل مباراة اوروجواي لم تؤثر عليه خاصة بعد الاشعة التي أجريت له. المعسكر المثالي يعيش المنتخب الوطني في العاصمة الشيشانية اجواء حميمة جدا حيث يحيط الاهالي بالفريق بمودة كبيرة وما من احد تلتقيه في الشوارع أو المحال او وسائل المواصلات الا ويدعو للمنتخب ولمحمد صلاح ويتمنون له الفوز والصعود الي الادوار التالية في المونديال ليستمر في معسكره في جروزني بل ان بعض من قابلناهم يؤكدون انهم سيشجعون منتخب مصر امام المنتخب الروسي. وهذا الشعور الشعبي يعكس الترحيب الرسمي الذي وصل الي قمته يوم وصول المنتخب الي جروزني حيث حرص الرئيس الشيشاني رمضان فاديروف الذي حضر الي ارض الملعب واصطحب محمد صلاح لتحية الجماهير التي زادت علي 7 آلاف متفرج. هجمات وشكاوي وقد حاولت بعض الجهات المترصدة لمصر استغلال هذه الزيارة واللقاء والترحيب الرئاسي في اثارة بعض المشاكل للمنتخب الوطني من خلال تقارير اعدتها منظمة »هيومن رايتس ووتش» المشبوهة ورفعتها الي الفيفا تتهم فيها الفريق المصري بالعنصرية ومعاداة حقوق الانسان وغيرها من شعارات بدعوي ان الرئيس الشيشاني من الذين تستهدفهم هذه المنظمات.. وذهبت المنظمة المشبوهة الي مطالبة الفيفا بالتدخل لدي الاتحاد الافريقي لحرمان مصر من تنظيم بطولة كأس الامم الافريقية المقبلة. ونال محمد صلاح نجم المنتخب ونادي ليفربول جانبا من الشوشرة الاعلامية التي تثيرها هذه الجهات.. وخاصة التقرير الصحفي الذي اعده الكاتب الرياضي لوكالة انباء الاسوشيتدبرس مستندا الي ما كتبته راشيل دنبر مديرة قسم اوروبا واسيا الوسطي في منظمة هيومن رايتس في تقريرها بعد استقبال المنتخب بالحفاوة الشعبية والرسمية الكبيرة في جروزني. التصريحات المثيرة! وعلي جانب آخر تحاول إدارة البعثة التي يرأسها المهندس هاني أبوريدة ونائبه عصام عبدالفتاح منع حدوث أي تأثيرات لقرارات إدارية متعلقة بتجديد عقود لاعبين محترفين خاصة في دول عربية من التأثير علي تركيز الفريق.. وكذلك ما يحدث من تراشقات عبر بعض مواقع التواصل.. وكان الحوار دائما ينصب علي أن أمام جميع اللاعبين سواء الأساسيين أو الاحتياطين مسئولية ضخمة المشاركة في كأس العالم يمثل نقلة تاريخية في حياة الجميع ولا يجب أن يتراجع التركيز فيها أمام الاهتمام بأمور وقتية ستزول بسرعة ولكن يبقي نجاح المنتخب في المونديال علامة فارقة لكل فرد في البعثة.. وسيتم الاجتماع مع اللاعبين مرة أخري اليوم لإعادة شحن المعنويات وتفادي أي تأثيرات من مباراة الأمس. تحظي مهمة المنتخب بالكثير من الاهتمام الجماهيري حيث توالت الرحلات علي روسيا من مصر والعديد من الدول العربية والأوروبية حيث وصلت أسعار بعض التذاكر المخصصة لمصر إلي مبالغ فلكية.. وكان حرص المصريين علي السفر خلف المنتخب حتي في جروزني يمثل سباق بين الجماهير حتي أن بعض الطلبة المصريين الدارسين في روسيا قد قطعوا مسافات شاسعة لحضور تدريبات المنتخب في ملعب أحمد ارينا وقد سمح لهم عصام عبدالفتاح ومحمد أبوالوفا عضوا مجلس إدارة الاتحاد بدخول الاستاد بعد استئذان كوبر ولهيطة تقديرا للمشقة الكبير التي تكبدوها في الطريق. وأمام مطار ايكاترنبرج احتشد بعض المصريين لاستقبال الفريق والتقاط بعض الصور له وحضور تدريباته. مجدي عبدالغني.. اللغز الكبير! وبعيدا عن الاستعدادات الفنية والإدارية.. يبقي مجدي عبدالغني حديث المونديال علي مر الأجيال فمن مونديال 1990 والذي كان فيه صاحب الهدف الوحيد من ركلة الجزاء أمام هولندا والذي نجح في تسويقه بشكل جيد ليصبح حديث الصباح المساء كلما تردد الكلام عن كأس العالم أو حتي لم يتردد وأصبح هدف مجدي عبدالغني هو السحابة الدائمة التي تمطر علي رأس المصريين في كل مناسبة ولما جاء كأس العالم بروسيا تصور المصريون أن مجدي عبدالغني سيتراجع ليظهر من مصر نجوم جدد يكونوا في بؤرة الأحداث إلا أن مجدي ظهر هذه المرة ولم تكن وراءه فرحة كالتي صنعها بهدفه عام 1990 ولكن بأزمة ضخمة وخلافات وتهديدات لزملائه في الاتحاد بعد أن تم اتهامه بأنه اقتحم مخزن المهمات الخاص بالاتحاد وحصل علي ملابس رياضية ورفض تسوية الأمر إداري مع الموظف المسئول عن العهدة واضطر مجلس الإدارة لإبعاده من منصب نائب رئيس البعثة وتكليف عصام عبدالفتاح بالمهمة. ولم يتوقف الأمر عند مجرد الاستبعاد ولكن خرج صاحب هدف كأس العالم 90 ليؤكد أنه لن يصمت وأنه سيفضح الاتحاد لوجود تجاوزات وأنه سيكشفها قريباً.. ولما سألنا بعض أعضاء مجلس الإدارة عما يمكن أن يكشفه مجدي وتهديداته قالوا هل كان يتستر علي تجاوزات وقرر يكشفها حينما تم إبعاده من السفر.. أي أنه كان شريكا في هذه التجاوزات المزعومة. الأكثر إثارة تلك الصورة التي نشرها مجدي عبدالغني وهو علي طائرة رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية وعلق عليها: »في الطريق إلي روسيا».. وكأنه يخرج لسانه للجبلاية!