الهدوء يخيم كالعادة علي مدينة الرحاب.. لكن فجأة يعلو نباح الكلب من الفيلا رقم 1 فيمزق سكون المكان.. لحظات اخري وتنبعث رائحة كريهة.. يتصل الجيران بالشرطة.. النيابة تأمر بفتح الفيلا. يدخل الضباط لتقابلهم مفاجأة من العيار الثقيل.. خمس جثث في أماكن مختلفة لصاحب الفيلا وزوجته وأولاده الثلاثة.. فوارغ طلقات دماء سالت وجفت ولم يبق منها سوي الآثار.. الخبر يطير إلي قيادات الامن. خبراء الادلة الجنائية يرفعون البصمات. وكلاء النيابة يصلون تباعا واطباء يرجحون ان وفاة الاشخاص الخمسة مضت عليها خمسة او اربعة ايام. التحريات المبدئية تشير إلي ان سبب الحادث مرور صاحب الفيلا بضائقة مالية لم يجد لها حلا فقرر انهاء حياته وحياة أقرب الناس إليه، لكن المباحث لا تعتمد علي افتراض واحد وانما تفحص كل الاحتمالات لتحدد في النهاية وصف الجريمة ودوافعها وما اذا كانت جريمة قتل والجاني من خارج الاسرة أم جريمة انتحار ارتكبها الاب وفقا للتحريات بعد ان باع كل ممتلكاته واستأجر فيلا بالرحاب ثم عجز عن مواجهة ديونه والاحكام التي صدرت ضده. ظروف مالية عموما الثابت حتي الان ان المدينة الراقية كان سكانها ينامون ويستيقظون دون ان يعلموا أو يشعروا بأن جيرانهم الخمسة فارقوا الحياة. لكن الاشجار والزهور وروائح الياسمين لم تمنع انبعاث رائحة لم يطيقها السكان.. وكأن الكلب الذي يحرس الفيلا أراد هو الآخر أن ينبه الجميع إلي وجود جريمة فارتفع نباحه بشكل صارخ.. الثابت- ايضا- ان القتيل صاحب الفيلا رجل اعمال له ظروف مالية خاصة قد فارق الحياة وزوجته وابنته الجميلة وابناه احدهما طالب الاقتصاد والعلوم السياسية والاخر زميله بنفس الكلية. الكاميرات صورت جثث الزوجة وفاء والابنة نورهان والابنين عبدالرحمن ومحمد ورجل الاعمال عماد سعد لكن لازال للكاميرات دور آخر خطير فلازالت المباحث تحاول فك لغز وجود »وسادة» فوق وجه صاحب الفيلا.. هواتف القتلي سيكون لها دور آخر في الوصول إلي الحقيقة بعد تفريغ المكالمات الاخيرة لكل افراد الاسرة.. عموما الدنيا لم تعد كما كانت داخل وخارج الفيلا رقم 1 بمدينة الرحاب منذ لحظة اكتشاف الجريمة وانتقال رجال الأمن بإشراف اللواء خالد عبد العال مساعد الوزير لقطاع أمن القاهرة واللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة وتبين ان السبب وراء ارتكابه المجزرة مرور المتهم بضائقة مالية كبيرة، بعد أن حاصرته الديون إثر اقتراضه أموالا من عدة أشخاص اتهموه بالنصب عليهم في مبلغ وصل إلي مليون ونصف المليون جنيه.. أمر اللواء خالد عبد العال مساعد الوزير لامن العاصمة بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد منصور مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة وقاده اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية والعميد عبد العزيز سليم رئيس مباحث قطاع القاهرة الجديدة والمقدم تامر عبدالشافي رئيس مباحث التجمع الأول بمعاونة قسم المساعدات الفنية والأدلة الجنائية بالاشتراك مع الأمن العام بإشراف اللواء جمال عبد الباري مساعد أول وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام لفك الغموض المحيط بالحادث. ويعكف حاليًا فريق أمني علي مراقبة الفيلا ومعاينة المنطقة وفحص المترددين عليها، وجارٍ العمل علي فحص سجل المكالمات الأخيرة للمتوفين بعد مخاطبة شركات المحمول، وحصر خلافات الضحايا وعلاقاتهم. وكشفت التحريات أنه عقب تراكم الأحكام القضائية عليه التي تتهمه بالنصب لجأ إلي استئجار فيلا بمدينة الرحاب، ليكون بعيدًا عن أعين رجال الشرطة، وحتي لا يطارده أصحاب الأموال التي استولي عليها. أمر المستشار محمد سلامة رئيس نيابة القاهرة الجديدة بالتصريح بدفن جثامين مقاول وزوجته واولاده الثلاثة عثرت عليهم الأجهزة الأمنية داخل فيلا بمدينة الرحاب وذلك عقب الإنتهاء من عملية التشريح وانتداب الأدلة الجنائية وتحريات المباحث الجنائية حول الواقعة لكشف ملابسات الحادث كما أمرت النيابة بتفريغ الكاميرات لكشف ملابسات الجريمة كما تم الانتهاء من رفع البصمات الموجودة بمكان الواقعة لإرسالها للمعمل الجنائي.. ويقوم فريق البحث بجمع معلومات حول الواقعة من السكان المجاورين للضحايا والمترددين علي الفيلا وطبيعة علاقاتهم وفحص سلوكياتهم وتعاملاتهم. وانتقل المستشار أحمد حنفي المحامي العام لنيابة القاهرة الجديدة وفريق من النيابة العامة لمعاينة موقع الحادث حيث كشفت المعاينة الأولية عن وجود 11 فارغ أطلقت من سلاح غير مرخص وجد بجوار جثة المقاول ويدعي »عماد. س»، 56 سنة وزجته »وفاء فوزي» 43 سنة، وأولاده »محمد» 22 سنة، »نورهان»، 20 سنة، »عبدالرحمن»، 18 ووجود الجثث في حالة تعفن عقب مرور أكثر من 3 ايام علي وقوع الجريمة. واشارت التحقيقات الأولية أن الدافع الرئيسي وراء القتل تراكم الديون علي رجل الأعمال التي تجاوزت أكثر من مليون جنيه ونفت المعاينة الأولية للفيلا وجود حالة السرقة لوجود مصوغات الأسرة داخل الفيلا وعدم وجود آثار عنف، كما كشفت المعاينة وجود وسادة فوق وجه رجل الأعمال مما يدل علي احتمالية وجود شبهة جنائية، وأن المسدس غير مرخص. أقوال الجيران انتقلت »الاخبار» الي مدينة الرحاب 1 وبالتحديد في الفيلا رقم 1 وشهدت جريمة القتل البشعة حيث شهدت تواجد عدد من رجال الشرطة الذين فرضوا كردونا أمنيا حول الفيلا وخيم الحزن علي وجوه الجيران الذين أكدوا أن المنطقة هادئة ولم تشهد حوادث قتل من قبل..وقال إبراهيم سالم مشرف أمن أن الوردية تم تغييرها أكثر من 3 مرات ولم يعلم أحد بالحادث نظرا لوجود كلب الحراسة بخارج الفيلا وأنهم فوجئوا بالحادث عقب انبعاث رائحة كريهة من الفيلا..وأشاروا أن دورهم هو التأمين من الخارج فقط ولم يدخلوا وانهم اعتادوا علي رؤية مالك الفيلا أثناء الذهاب فقط لأداء صلاة المغرب والعشاء ولكن كعادة قاطني الرحاب قضاء العطلات الرسمية خارج المدينة مما جعلهم يظنون انهم يقضون إجازة خارج المدينة ولكن مع ازدياد انبعاث الرائحة الكريهة استمر الكلب في النباح بصفة مستمرة مما أدي الي التشكك علاوة علي شكوي الجيران من الرائحة. بينما اشار علاء صفوت أحد رجال الأمن ان الجيران ابلغوا جهات الأمن منتصف ليلة أول أمس بإنبعاث رائحة كريهة من داخل الفيلا وأنهم حاولوا الاتصال بمالك الفيلا اكثر من مرة ولكن لم يجبهم احد ما أدي في النهاية إلي ابلاغ رجال الشرطة الذين حضروا الي موقع الحادث ليكتشفوا عن وجود 5 جثث متعفنة. وأضافت سلوي ربة منزل واحدي الجيران أن رجل الأعمال القتيل قد استأجر الفيلا منذ حوالي 7 أشهر ولم يكن يراه أحد إلا وقت الذهاب الي الصلاة في المسجد المجاور للفيلا وأشارت الي انها لم تسمع صوت لإطلاق النار أو شاهدت أي تحركات غريبة بالمنطقة طوال الأيام الماضية.