أصدر حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام مؤخراً قراراً باعتماد مبلغ مليون جنيه كميزانية لإنتاج الإذاعة المصرية لمسلسلات درامية إذاعية خلال شهر رمضان القادم علي أن يتم تقسيم المبلغ بين الشبكات الرئيسية لتكون حصة كل شبكة ما بين 150 إلي 180 الف جنيه. ويبقي السؤال.. هل هذا المبلغ كاف لدفع أجور النجوم والمؤلفين لمسلسلات الشبكات الإذاعية الحكومية التي أصبحت تعاني من هروب النجوم بعد أن كان أكبر نجوم الفن يتصارعون علي الوقوف أمام ميكروفوناتها أمثال عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة وسعاد حسني وعمر الشريف ومن بعدهم محمود ياسين ونورالشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز وليلي علوي. وغيرهم من كبار النجوم؟ وهل تصمد الإذاعة الرسمية في المنافسة مع الإذاعات الخاصة التي تدفع مبالغ ضخمة لجذب النجوم إلي موجاتها حتي جاوز ما يحصل عليه النجوم المليون جنيه التي تمثل كل ميزانية إنتاج مسلسلات الإذاعة؟ فماذا ستفعل قيادات الإذاعة؟ هذا ما سيتحدثون عنه في السطور التالية. في البداية قالت أمل مسعود- نائب رئيس الإذاعة- أنه قبل عام 2011 كانت الإذاعة المصرية تقوم بإنتاج أكثر من 20 مسلسلا في كل موسم رمضاني. أما الآن فالوضع أصبح صعباً وذلك لضعف الإمكانيات وإرتفاع أجور النجوم . بالإضافة إلي أننا ندرك أن الدراما الإذاعية تدخل كل البيوت وهناك أسر بالكامل تنتظر مسلسلات الشرق الأوسط وصوت العرب وغيرهما من الشبكات. لذا ما يهمنا أكثر من أجور الفنانين المشاركين بأصواتهم هو الكاتب الذي يستطيع أن يكتب عملا بحرفية يحقق من خلاله التأثير في الشباب ويعلمهم الوطنية والهوية ولكن في ظل المبالغ الضعيفة المخصصة للإذاعة سيكون من الصعب جذب مؤلف كبير يستطيع أن يصل برسالته التنويرية إلي عقول المستمعين من خلال حلقاته, فعلي سبيل المثال أن أردنا التحدث عن حرب جنودنا البواسل ضد الإرهاب فيجب أن يكون المسلسل ملحمة تحاكي واقع المعركة التي يخوضها جنودنا الأبطال في سيناء، لذا فعلي الدولة تخصيص ميزانية أكبر للإذاعة فهي قادرة من خلال مسلسلاتها وبرامجها علي جذب عدد كبير من الشباب وتوجيه عقولهم نحو العلم والثقافة والموسيقي والفن والرياضة. فالإذاعة قادرة علي حماية عقول شبابنا من الفكر المتطرف, وأدعو كل فناني مصر إلي أن يشاركوا في الاعمال القومية حبا لمصر وأن يعلموا أن التضحية بجزء من أجورهم من أجل إذاعة بلدهم لن يقلل من قيمتهم الفنية أو من كبريائهم، بل سيزيد منها، فالتواجد داخل جدار مبني ماسبيرو فقط هو شرف كبير، فقد أصبحنا الآن نفاجأ باسعار كبيرة جدا من قبل الفنانين وليس فقط في المسلسلات الإذاعية فمثلا في حفلات أضواء المدينة صدمنا بطلبات المطربين المادية المبالغ فيها مع العلم أنهم في الماضي كانوا يحلمون بالمرور فقط من هنا في مثل هذه الاحداث والتي قدمت العديد من النجوم علي مر السنين وفي النهاية سوف أقول »الإذاعة المصرية لن تتسول فنانين علي موجاتها». تصاريح النقابة وتحدثت د. لمياء محمود - رئيس إذاعة صوت العرب- قائلة : نحن قادرون علي تدبير أقل الإمكانيات فقد أنتجنا العام قبل الماضي مسلسلا واحدا في صوت العرب بمبلغ 120 الف جنيه وكان عملا جيدا ترك صدي كبيرا وقدمته الفنانة ماجدة زكي. ومن الطبيعي أن ترتفع أجور الفنانين الآن ولكنني أعيب علي النجوم الكبار أمثال محمد هنيدي لهروبهم من الإذاعة المصرية لقلة الاجر وبحثهم عن الشركات الخاصة ليتقاضوا مبالغ ضخمة تبدأ من 500 الف جنيه ويقدموا أعمالا تعتمد علي الشتائم والالفاظ القبيحة. وأجد أن القطاع الخاص وشركات الاعلان هي السبب الرئيسي في إنهيار مستوي الدراما الإذاعية في مصر فهم يضخون أموالا كبيرة في أعمال غير جيدة وهدفهم الوحيد هو الإعلانات التي تأتي علي اسم الفنانين المشاركين في العمل دون الاهتمام برسالة المسلسل وقيمته الفنية ولكنني أيضا أشكر النجوم الذين يأتون إلينا متبرعين بأجرهم بالكامل أو جزء منه بهدف خدمة الإذاعة المصرية ومنهم وفاء عامر وهشام عباس وأشرف زكي وغيرهم من النجوم, ولكن في النهاية نحن قادرون بهذا المبلغ البسيط علي إنتاج مسلسل جيد يفيد المستمعين ويمتعهم وأتمني أن يرتفع المبلغ المخصص لكل إذاعة لتكون لدينا حرية أكثر في الحركة وإختيار النجوم وعمل موسيقي تصويرية جيدة وغيرها من الأمور الفنية بجانب التزامنا بقرار نقابة المهن التمثيلية بعدم الاستعانة بغير المقيدين ضمن جداولها في مسلسلاتنا فهم لديهم حكمة في ذلك ولكننا نأمل أن تتاح خدمة التصاريح المؤقتة للمواهب التي تريد العمل في الإذاعة بدون أجر مثل ما يحدث في المسلسلات التليفزيونية ووضعهم كمتدربين لأنه ليس من المعقول ألا نستطيع أن نستعين بمواهب جديدة في ظل تهرب النجوم الكبار من مسئولياتهم تجاه الإذاعة. ولاد ماسبيرو وأشارت مني المنياوي - رئيس إذاعة الشباب والرياضة - أنها استطاعت بهذا المبلغ إنتاج مسلسل بالفعل يحمل اسم »أنا والفلوس وهواك» بطولة سامح حسين ومي كساب وايمان محمود وقالت المنياوي أشكر هؤلاء النجوم وفريق عمل المسلسل والمؤلف عمرو عبده دياب وقالت »ولاد ماسبيرو مفيش حد بيعرف يوقفهم» فسامح حسين نجم كبير ولكن أجره في المسلسل لم يتخط الخمسين الف جنيه وذلك لمعرفته الكبيرة بقيمة إذاعة العمل علي الإذاعة المصرية واتمني أن يحذو حذوه باقي النجوم الكبار وموافقة باقي نجوم العمل علي المشاركة أثبتت أن الإذاعة المصرية مازالت تمتلك بريقها. وفي النهاية أشكر حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للاعلام ونادية مبروك رئيس الاذاعة المصرية علي توفير ذلك المبلغ حتي ولو كان قليلا فنحن نستطيع النحت في الصخر وصنع أعمال جيدة بأقل التكاليف وأثق أن أبناء ماسبيرو من النجوم الكبار والمخرجين والمؤلفين سيتكاتفون مع كل الشبكات لإخراج أعمال جيدة لتتفوق علي أعمال الإذاعات الخاصة التي تهدف إلي الربح فقط ليس أكثر. زيادة المخصصات ويقول د. حسن مدني - رئيس إذاعة البرنامج العام- نحن نقوم دائما باختيار نصوص درامية ممتازة وقد وقع إختيار الإدارة العامة للدراما بالشبكة علي رواية »لست وحدك» للأديب الراحل يوسف السباعي لتحويلها إلي مسلسل إذاعي ولكن مازالت المفاوضات قائمة مع ورثة الكاتب الراحل من خلال المخرجين الإذاعيين محمد لطفي ومحمد علي وسيقوم الاول بإخراجها علي أن يقوم محمد علي بعمل المعالجة الدرامية لها وسيقوم بالاداء الصوتي بها الفنانون ماجد الكدواني وهشام سليم وداليا البحيري وأحمد حلاوة ومحمود الحديني وهادي الجيار وهياتم ومجموعة كبيرة من نجوم الميكروفون وفي النهاية أتمني زيادة المخصص المالي ولكننا نعي ظروف الدولة وأقول أننا علي قدر كاف من المسئولية. التعاقد الحصري وقال أبو العلا حبيب - رئيس إذاعة القاهرة الكبري- عن تخصيص مبلغ 150 الف جنيه فقط للشبكة لإنتاج مسلسل إذاعة في شهر رمضان القادم انه لا يري أن كل النجوم مقصرون في حق الإذاعة لأن لدي بعضهم ارتباطاتهم وأشار أنه طلب عددا من النجوم للقيام ببطولة مسلسل يحمل اسم »رحلة حرب الشبكشي» اخراج أمجد أبو طالب وتأليف عبد الحميد أبو زيد ومنهم حسن الرداد وهاني رمزي ولكنهم اعتذروا لتعاقدهم بشكل حصري مع شبكات خاصة لكنهم لم يتكلموا عن الأجر فهم أبناء الإذاعة المصرية ومخلصون لها. وأضاف تعاقدنا مع الفنانين أحمد رزق وأشرف عبد الغفور اللذين لم يترددا للحظة في قبول العمل ولم يتفاوضا علي أجريهما ويجري التعاقد مع باقي فريق العمل, وأشار إلي أن العاملين بالإذاعة لديهم خبرة كافية لإنتاج أعمال جيدة حتي ولو كان المبلغ المخصص للعمل هو 150 ألف جنيه فقط.
