في محاولة للتعرف علي رؤية الفنانين المشاركين فيما يتعلق بهذا الحدث وإذا ما كان فن الرسم فن مكملا أو تحضيرا لفنون أخري أم أنه فن يمكن أن يكون قائما بذاته وعن ذلك الخط الفاصل بين الرسم والتصوير تحدثنا إلي عدد منهم عن ما يعنيه فن الرسم بالنسبة لهم وعن تلك التجارب التي قدموها في الصالون. في البداية يرفض الفنان حازم المستكاوي فكرة التصنيف النوعي للمعارض كالرسم والنحت والتصوير حيث يتجه العالم اليوم إلي اسقاط الحواجز بين تصنيفات الأعمال الفنية فهو إما عمل فني أو غير ذلك، وربما يرجع استمرار ذلك التصنيف بمصر إلي الطرق التي يتم بها التدريس حتي الآن في الكليات الفنية من خلال وجود تصنيفات للأقسام لم تعد موجودة علي أرض الواقع. مع ذلك يري المستكاوي أن الدورة التي خصصها صالون القاهرة لفن الرسم جاءت كاستثناء وقد خلقت تحديا فنيا استفز كثيرا من الفنانين لتقديم منتج فني مختلف، مؤكدا بذلك علي مفهوم شخصية الفنان وفكره في تقديم أعمال بغض النظر عن الخامة التي يوظفها.. مشيرا إلي أن فكر الفنان يتضح من خلال تأمل تجربته الفنية ككل. كما أن الرسم هو الوسيط المشترك الوحيد بين كل الفنون وبذلك أتاح الصالون المجال لحوار فني ثري بين الفنانين المشاركين. وربما كان الفنان حازم المستكاوي الذي لطالما اشتهر بأعماله النحتية أحد الفنانين الذين ألقي الصالون الضوء علي تجاربهم في الرسم بعيدا عما اعتاده الجمهور، يقول المستكاوي عن علاقة النحات بالرسم: كل النحاتين يرسمون تقريباً، ولكن بمفهوم مختلف، هناك من يرسم فكرته كتصميم كي ينفذها أو اسكتش أو ربما نوع من التسخين للحفاظ علي اللياقة الفنية. ويؤكد المستكاوي علي أمر آخر وهو وجود فارق في الرسم بين التصميم وبين العمل الفني المتكامل فالتصميم يكون لتنفيذ عمل آخر كالرسم المعماري والهندسي أما العمل الفني فيكون مستقل بذاته كوحدة متكاملة. الكثير من المفاهيم الشائعة يرفضها الفنان حازم المستكاوي، فبخلاف رفضه لفكرة التصنيفات الفنية التي لا تزال متبعة حتي اليوم في كثير من أقسام الفنون بالكليات المصرية، هو كذلك يرفض ذلك المفهوم الشائع عن الأعمال الهندسية والنظرة المغلوطة لها بأنها لا تنتمي إلي الفن، فالفكرة الشائعة أن اللوحة تعني فرشة ولون، حتي في فن الرسم يبتعد الفنانون عن استخدام المسطرة والقلم ويميلون إلي الخط الحر المرسوم دون الاستعانة بأدوات. وقد قدم الفنان ستة أعمال في مجموعتين يضم كل منهما ثلاثة أعمال تقترب كثيرا من فلسفته كنحات، والتي يغلب عليها الطبيعة الهندسية، حيث عالجت المجموعة الأولي فكرة المنظور بينما تعاملت الثانية مع فكرة الخداع البصري.. وقد عكست الأعمال التي قدمها المستكاوي نظرته للأشياء حيث يعمل علي المفاهيم الهندسية كالخط المستقيم والزاوية الحادة والمربع وكلها أشياء نتاج فكر بشري وليس لها علاقة بالطبيعة.. ولا تخرج أعمال المستكاوي سواء في النحت أو الرسم عن الأشكال والحلول الهندسية والتي تسير في خط ممتد لا ينقطع بداية من المصري القديم حتي اليوم، مضافا إليها تفاصيل أخري مثل التكرار وكسر النمط. إضافة لذلك نجد أن الأعمال التي قدمها الفنان تؤكد علي اهتمامه بالرقم تسعة.. حيث يقول: هذا الرقم مهم جدا في أعمالي حيث يعبر عن المالانهاية، مشيرا إلي أن حاصل ضرب رقم تسعة في أي رقم حاصل جمعها يكون تسعة، وفكرة اللانهائية هي نفس فكرة الخط والدائرة.