شاعر وقاص وصحفي مصري، ولدت عام 1988 بمحافظة الفيوم، وانتقلت إلي القاهرة في سن أحد عشر عاما، وبدأت مشواري مع اللغة العربية في مدرستي الثانوية، حيث تعرفت إلي علم »العَروض» وقواعد الشعر العربي، والتي أتقنتها سريعًا، وخطَّيت بضع كتابات نمّت عن حساسية لغوية لافتة. بعد إتمام الدراسة الثانوية انتقلت إلي كلية الآداب بجامعة القاهرة، وحفلت حياتي الجامعية بتجارب أدبية متنوعة وجدت طريقها للنور عبر مجلة (كلية الآداب)، وبرزت مهاراتي في الكتابة والتحرير الصحفي، وبدأت بنشر كتاباتي الشعرية، والتي لاقت قبولاً واسعًا في الجامعة. في عام 2010 حصلت علي الجائزة الشعرية الأولي في مسابقة جامعة القاهرة، وفي عام 2011 حصلت علي الجائزة الثانية لمسابقة المجلس القومي للشباب، والجائزة الأولي بمسابقة صندوق التنمية الثقافية لعام 2013. قبل تخرجي في الجامعة صدر لي ديوان »وابيضت عيناه» عام 2011، ثم صدر ثاني دواويني »للفَرَاشِ دمٌ» عام 2013، وأخيرًا »غرقي بنهرٍ ماؤه ضحل» عام 2017. بعد الجامعة انطلقت إلي دنيا الصحافة، فعملت محررًا وكاتبًا بالعديد من الجهات الإعلامية في مصر والعالم العربي، وركَّزت قراءاتي علي العلوم الاجتماعية والفلسفة وعلوم اللغة، ما كوَّن لديّ رصيدًا من الخبرات الإنسانية لفتت نظر العديد من أصدقائي، فضغطوا عليّ لأترجمها في عملٍ أدبي، خصوصًا أنهم لمسوا فيّ قدرة علي الحكي تمكنني من إنتاج إبداع سردي. رغم تخوفاتي من الإخلال بقواعد السرد، وتصوراتي عن عدم تمكني منها، فإنني وجدتها فرصة لتجربة نفسي في السرد واستخدام لغة متحررة من قيود الكتابة الشعرية، بما يخدم لغتي الشعرية نفسها في المستقبل. وفي أغسطس 2016 كنت في فترة استراحة فرضها شعوري بتحجر لغتي الشعرية، مع رغبة ملحة في الكتابة، فاستسلمت لغواية السرد، وخصصت لها ثلاثة أسابيع لا غير. كانت كواليس كتابة (جنة الرجال) مختلفة عن جلسات تحضير روح الشعر المعتادة، كنت أجلس للكتابة فترةً طويلة للغاية، وبكثافة، مع شعور عظيم بالانطلاق والسيولة، بعكس ما أجربه في كتابة الشعر، التي وإن كانت تستغرق وقتًا أقل، فإن ميلاد الجملة يكون أشد صعوبة. حفلت جلسات كتابة مجموعتي القصصية الأولي بمواقف وصور وخيالات ترجمتها في عشر قصص تدور في عوالم الرجال، أردت كتابتها هكذا لأني لم أر شيئًا مشابهًا في إنتاج الآخرين، كما استهوتني التجربة في حد ذاتها. وضعت قلمي بعد إنهاء كتابة مجموعتي القصصية، وبدأت مرحلة الشعور بالقلق وترقب ردود فعل الأصدقاء من أهل الكتابة، الذين تضاربت آراؤهم ما بين الإعجاب الشديد واستنكار الأسلوب السردي! فيما شجعني آخرون علي نشرها، إلا أن محاولة النشر تعطلت بسبب إلحاح صديقتي الكاتبة آية عبد الرحمن بتقديمها في مسابقة جريدة »أخبار الأدب»، وذهابها لتقديمها بنفسها رغم ترددي حينًا ورفضي حينًا، وبالفعل سلَّمتها لمسؤولي المجلة في آخر يوم للاشتراك. صبيحة إعلان نتائج المسابقة، تلقيت خبر فوز مجموعتي بالمركز الأول من صديقي محمد الدناصوري، الحائز علي المركز الثاني في نفس المسابقة، وكان انفعالي الأول هو الذهول ثم الفرحة الطفولية. غيَّرت جائزة أخبار الأدب نظرتي للسرد كجزء من تجربتي الإبداعية، وقررت أن أُخلص للإبداع السردي مستقبلًا بقدر إخلاصي للشعر، خصوصا أنه يمنحني مساحة من الانطلاق اللغوي لها بهجة ذات مذاق مختلف عن مثيلتها في الشعر.