علي طريقة الأفلام السينمائية، يحاول آلاف الشباب بناء أجسامهم من خلال الهرمونات المدمرة أو بعض المكملات الغذائية الضارة ليلفتوا الأنظار إليهم دون الأخذ في الاعتبار ما تحدثه هذه المكملات من دمار شامل لكل خلايا الجسم وأجهزته، لتتحول الرياضة التي نشأنا عليها منذ صبانا من نعمة إلي نقمة بعد أن ظن هؤلاء الشباب أن إظهار عضلات الجسم بهذه السرعة هو أقصر طريق لعالم الشهرة أو إلي الحصول علي اهتمام الجنس الآخر.. لكن ما لم يدركه البعض أن تلك المواد السامة تدخل من يتناولها إلي عالم المرض والضياع.. وقد استغل تجار السوق السوداء ولع الشباب بالجسم الرياضي فباعوا لهم الوهم بهرمونات مضروبة لا يتجاوز سعرها 20 جنيها لتنهش أجسادهم بقائمة لا تنتهي من الأمراض المستعصية. وفي إحدي صالات الجيمانيزيوم بمنطقة الدقي تحدثنا مع أحد المساعدين للمدرب، والذي أكد أن الإدارة ترفض حقن الشباب بالديكا أو الهرمونات التي تباع بالسوق السوداء وعلي الأرصفة أولا لضررها الشديد علي صحة الإنسان وخاصة الشباب. وأشار إلي أن المكملات الغذائية العادية والمصرح بها طبيا ليس بها أي أضرار ولكن زيادتها تؤثر بشكل سلبي علي الكبد وأيضاً علي الصحة النفسية، وعلي الجانب الآخر قابلنا أحمد الجندي يمارس لعبة حمل الأثقال والذي أكد أن أسعار الحقن بالديكا والهرمونات المسئولة عن نفخ العضلات لا تتجاوز ال20 جنيها للحقنة الواحدة والتي لها أضرار لا تحصي. ونصح الجندي الشباب الذين يمارسون هذه اللعبة بالبعد تماما عن هذه الأوهام، والتي إذا ما أعطتك النتيجة المأمولة لجسدك بطريقة مثالية وشكل عضلات فإنها ستدمر أشياء أخري أكثر أهمية بالنسبة للشباب ألا وهي صحتهم. وفي إحدي الصالات الرياضية في منطقة شعبية وبالتحديد منطقة إمبابة، قابلنا مدير إحدي الصالات كابتن »م.م»، وأبلغناه أننا نريد الحصول علي جسد مثالي وعضلات منفوخة، فقال لنا :»يا شباب الحقنة عندي مستوردة الواحدة ب25 جنيهاً، وهناك حقنة أخري أغلي ثمناً ولكن ستحصلون عليها بعدما تتشكل أجسامكم وعضلاتكم». وطالب أصحاب صالات الجيم بالتركيز علي ضرورة نظافة الصالة لأن ذلك يقلل احتمالات الإصابة بأي أمراض. وأكد علي أهمية التركيز في التدريب والبعد عن الحقن الذي يعمل علي تغيير فسيولوجية الهرمونات داخل جسم الإنسان. كما طالب بقانون يجرم بيع أو تعاطي هذه الهرمونات. ويوضح كريم. السيد، لاعب بإحدي صالات كمال الأجسام، في منطقة وسط البلد، أن حقن الهرمونات أو نفخ العضلات موجودة بكثرة في الصيدليات بسعر يتراوح من10 إلي 20 جنيها، وفي نوادي الجيم الشعبية بصورة لافتة وبأسعار رخيصة تتماشي مع الحالة الاقتصادية لشباب تلك المناطق الشعبية والذين يحلمون بجسد منحوت وعضلات منفوخة. وأضاف أن من يتعاطي هذه الحقن والمكملات الهرمونية يبدأ جسده بالتضخم بصورة مريبة، وقد أصيب بعض اللاعبين بتمزق إحدي عضلات الكتف وخرجت كمية كبيرة من المياه والصديد من العضلات، فقررت أنا وأصدقائي عدم السير في هذا الطريق مرة أخري. أما محمود حمدي، صاحب ال27 عاما فيري أن اللجوء إلي حقن الهرمونات لتضخيم العضلات ونحتها أصبح موضة بين هواة كمال الأجسام رغم أنها تؤدي إلي أمراض خطيرة أخطرها انخفاض معدلات الخصوبة والأمراض السرطانية، وأعراض أخري أخطرها توقف عضلة القلب والموت. وتؤكد د. عزة الجوجري، أستاذة الطب الطبيعي بكلية الطب جامعة عين شمس، أن هذه الهرمونات المضروبة، والتي تباع في السوق السوداء مضرة جدا بصحة الإنسان فهي تحدث أضرارا بالكلية وخفض معدلات الخصوبة وهرمونات التستوستيرون، ومن الممكن أن تصيب الشباب بالعقم إذا ما استمر الجسم في تناول هذه الهرمونات دون ضابط أو رابط .