لسنوات طويلة عانت صناعة النحل ومشتقاتها من حالة إهمال غير طبيعية علي الرغم مما يمكن أن تحققه هذه الصناعة من زيادة كبيرة في الدخل القومي بسبب جودة المنتج المصري وتوفره بكميات كبيرة لا تتواجد في كثير من الدول التي ترتفع معدلات التصدير فيها عن مصر، وبالنظر إلي الوضع الحالي لإنتاج العسل في مصر سنجد أنه ليس له عائد اقتصادي كبير، حيث تبلغ صادرات مصر مليونا و200 ألف طرد سنويا فقط من النحل ومنتجاته للدول العربية بقيمة تبلغ 500 مليون جنيه، رغم وجود عدد خلايا كبير. ومؤخرا أعلنت وزارة الزراعة أنه لأول مرة تم وضع خطة عاجلة لتطوير وتنمية صناعة النحل ومنتجاته بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة، واتحاد النحالين العرب، لزيادة صادرات مصر من إنتاج العسل وطرود النحل، من خلال وضع منظومة جديدة لإنتاج النحل علي أن تكون البداية بمحافظات الصعيد لزيادة الاستثمار خاصة في ظل توجه الدولة للتوسع في المشروعات الاستثمارية والتنمية في الصعيد، وزيادة فرص العمل، وفتح أسواق جديدة لزيادة الصادرات المصرية إلي الخارج. وأكدت الوزارة أن بداية تنفيذ هذه الخطة ستكون في محافظتي الأقصر وأسوان، عن طريق خلق مجتمع يمارس مهنة النحالة تحت إشراف فني وإداري برعاية حكومية، وأشارت إلي أنه سيتم اعتماد مواصفات جديدة لطرود ومنتجات النحل الأخري، من خلال نظام لتسجيل الخلايا ومتابعتها والتفتيش عليها من قبل الوزارة، بالإضافة إلي إجراء تعديلات علي قانون الحجر الزراعي لتشديد الرقابة علي صادرات طرود النحل. حل أمثل كما وافق مجلس أمناء برنامج التنمية الزراعية علي صرف 50 قرضا لدعم المشروعات الزراعية الصغيرة والمتوسطة، من بينها مشروعات للنهوض بزراعة النباتات الطبية والعطرية وعسل النحل بإجمالي مبلغ 81 مليونا و985 ألف جنيه. فيما أكد تقرير لمركز البحوث الزراعية، أن تربية النحل هو الحل الأمثل لمواجهة التحديات الاقتصادية، وانخفاض إنتاجية المحاصيل وتحقيق الأمن الغذائي، والتصدير وتحسين الدخل القومي وإيجاد فرص العمل للشباب، وتحسين الصفات الوراثية للمحاصيل البستانية في مختلف المناطق. وأوضح التقرير أن النحل له دور في تلقيح المحاصيل سواء البستانية أو الحقلية كما أن معظم النباتات لا تستطيع تكوين الثمار والبذور إلا بعد زيارة نحل العسل لأزهارها، وأضاف أن 80% من الغذاء العالمي يعتمد علي تربية نحل العسل، وزيادة إنتاج مصر من العسل، يساهم في الحد من الفاتورة الصحية التي تتحملها الدولة في مكافحة الأمراض، كما يرتبط تطوير ثروة مصر من النحل بتحسين مؤشرات الأوضاع البيئية. فرصة ذهبية في البداية أكد د.صفوت الحداد نائب وزير الزراعة لشئون الخدمات والمتابعة، أن مصر تمتلك العديد من الثروات التي لم يتم النظر إليها بالشكل المطلوب حتي الآن، وأنه لو تم إعطاء هذه الثروات الاهتمام التي يليق بها سوف تكون هناك مصادر جديدة تزيد الدخل القومي وتجذب استثمارات جديدة وتوفر المزيد من فرص العمل. وأوضح أن صناعة النحل تمتلك فرصة ذهبية للمساهمة في النهوض بالاقتصاد المصري، كإحدي أدوات تطوير القطاع الزراعي، رغم أنه لا يزال حتي الآن من الثروات »المنسية» في مصر، وأشار إلي أن ضبط منظومة إنتاج النحل والعسل، سوف يساهم في زيادة عائد مصر من صادراته إلي 50 مليار جنيه خلال 5 أعوام بدلا من 500 مليون جنيه حاليا، من خلال إدراج النحالين ضمن قاعدة بيانات الزراعة المصرية وأنه سيتم تنفيذ منظومة الكترونية لتطبيق كارت النحالين الالكتروني قريبا، لتدقيق بيانات تربية وانتاج النحل والعسل بمختلف مناطق الانتاج. وأضاف أن صادرات مصر تصل إلي مليون و200 ألف طرد سنويا من النحل بأسعار زهيدة لا تتعدي 55 دولارا للطرد وفي المقابل الأسعار العالمية لنفس الطرود تتراوح بين 100- 130 دولارا، رغم وجود عدد خلايا كبير وتاريخ كبير للنحالة المصريين، وأوضح أن بدء تطبيق منظومة جديدة لتطوير تربية وإنتاج النحل، تعتمد علي محاور رئيسية تشمل تحسين سلالات النحل المصري، من خلال محطات متخصصة في إنتاج ملكات النحل، ويتم ترخيصها من خلال وزارة الزراعة، لإنتاج سلالات جديدة علي أساس علمي، ومنع تدهور خلايا النحل من خلال هذه المحطات، واستغلال بعض الجزر النيلية لمضاعفة إنتاج العسل من الخلية الواحدة بدلا من 10 كجم حاليا. وأشار الحداد إلي أن منظومة تربية النحل تتضمن أيضا التوجه نحو إنتاج عسل النحل بجودة كبيرة وفقا لمعايير الجودة العالمية، من خلال الاستفادة من المشروع القومي لاستصلاح ال 1.5 مليون فدان، وأشار إلي أن الدولة تبحث تخصيص 1000 فدان يتم زراعتها بمحاصيل مختلفة لتكون مرعي جيدا لتربية النحل وإنتاج عسل فائق الجودة، موضحا أن المنظومة تعتمد أيضا علي فتح أسواق جديدة للعسل المصري، وإقامة مهرجانات دولية للعسل بمختلف الدول المستوردة لهذه المنتجات. مركز عالمي من جانبه أكد فتحي بحيري رئيس مجلس إدارة جمعية مربي النحل بالغربية ورئيس اتحاد النحالين العرب أهمية استغلال الطلب العالمي علي منتجات نحل العسل المصري، لتحويل مصر إلي مركز عالمي ل»النحالة»، نظرا لاقتراب السوق المصري من الأسواق العربية والاوروبية، وذلك من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات التي تؤدي إلي حماية تلك الصناعة والدعوة إلي تنميتها إلي نحو 4 ملايين طائفة بدلا من مليوني طائفة حاليا لتوفير فرص عمل جديدة للشباب وزيادة الصادرات مقارنة بالمعدل الحالي. وأشار إلي أهمية فتح أسواق جديدة للنحل المصري وربط النحال المصري بالقاعدة القومية للبيانات وتطوير وتنمية صناعة النحل ومنتجاته لزيادة صادرات مصر من طرود النحل والعسل والمنتجات الاخري والتوسع في المشروعات الاستثمارية والتنموية في هذا القطاع، وفتح أسواق جديدة لزيادة الصادرات المصرية إلي الخارج. زيادة الانتاج بينما أكد المهندس ابراهيم ماضي، الامين العام لاتحاد النحالين العرب، أن زيادة انتاج مصر من العسل، يساهم في الحد من الفاتورة الصحية التي تتحملها الدولة في مكافحة الأمراض، وأكد أنه يجب وضع منظومة جديدة لعودة الدورة الزراعية للحد من الإسراف في استخدام المبيدات الزراعية، وتوفير احتياجات المناحل من السكر اللازم لتغذية النحل خلال موسم الشتاء أسوة بما تم لتوفير السكر في مصانع الحلويات، وأشار إلي أنه يجب إصدار بطاقة الكترونية للنحالين مما يوفر عنصر الأمان للنحالين بجانب تفعيل دور المجلس الوطني لزيادة صادراتنا من عسل النحل.