الخفاش طائر ليلى يصطاد دائما فى المياه العكرة بل يعكر دائما صفو الماء ولا يهدأ مطلقا حتى يصل إلى ما يريد من فريسة بأي ثمن هذا هو الخفاش وهذه صفاته منذ بدء الخليقة . فما بال الإنسان إذا تمثل فيه واتخذ صفاته وسعى إلى ما هو أوسع من صفات دنيئة فماذا يكون وكيف يرى صورته التي يرها؟! إن كان يملك مرآة ينظر إلى شكله وسحنته كل يوم ,بالتأكيد سيزداد سوءا وسيخسر نفسه كل دقيقة وإن كسب الناس جميعا ،فهو واهم لأنه طائر ليلى لا يعرف النهار والوضوح. كثيرا ما نرى أناس بعد ثورتنا المباركة مرضى تحتاج إلى علاج نفسي حقيقي كي يعودوا بشرا لا خفافيش لكنهم يظلوا يخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم . إن الحياة بما لا تساوى جناح بعوضة كما ذكرها القرآن فكيف يعلى الخفافيش من شأنها سيظلوا يرتفعون عاليا عاليا حتى ينزلوا ولا مؤاخذة على جدور رقبتهم . ونحن نضحك على خيبتهم الثقيلة . إن الثورة عندما جاءت إنما جاءت لتطهر النفوس وتوضح الرؤى وتعلن الحقيقة فى وضح النهار فظهرت شخصيات نقية كالماس وظهرت شخصيات خفافيش وحرافيش ومناقيش وحاجة كده ما فيش وما فيش تنفخ فيها تطير ولا تجيش لا يجنون إلا ضياع الوقت فى القيل والقال والفيل أبو زلومة هناك من يتفنن فى إضاعة الوقت لا العمل ونحن اقرب على أزمة حقيقية فى مصرنا الحبيبة فى كل شئ أشدها أزمة كنا اعتقدنا أنها ولت بلا رجعة وسرعان ما ظهرت من جديد ، فلم نتخلص من عصر مبارك حتى الآن وكأننا تربينا على هذا ولصق بأجسادنا فى كل موقف ولم نعد نتخلص من الكبرياء والعنتزة . وتباهى القرعة بشعر بنت أختها ، ومولانا جدي الباشا , وبقايا الزفة الكذابة التي تفوش الكبد عند سماعها الحياة ابسط من كل هذا ولا تستحق التكلف فالكل واضح وبين بعد الثورة ونشف البحر وبانت قراميطه ، لكن هيهات هيهات لمن يسمع ومن يستجيب لا يسمعون إلا أنفسهم وما يشعرون صم بكم عم كذلك الخفاش التي تسير ليلا والخفاش بالمقارنة بينهم مظلومة . هناك نوع يعس في الأرض فسادا أينما ولى وجه شطرا متبجحا أحيانا ومتسلطا أحيانا ناعما أحيانا أسد عند اللزوم على كل لون يا بتسطا في النهاية صفر و صفر فى المعاملة والتعامل سيمر ويمر دون ذكر سيمر بكل دهاء ومكر سيمر ويمر دون ذكرى كخفافيش تخبطته الليالي ولا يعرف أين المصير. وهناك نوع من الخفافيش يتلون بلون الليل مرة ولون النهار مرة وألوان باهته مرة يلبسون لباس الدين فى التعامل ، ثيابهم كرهت أجسادهم من كذبهم وولعهم بالحياة يبيعون الكلام ويشترون غيره في وداعة ناعمة ، فهل نحن بعد الثورة وقد مرت سنة كاملة آن لنا أن نتغير كى نبنى مصر على نقاء أم نظل فى الليل الذي لم ينجل حتى الآن . إن التغيير واجب على كل إنسان حتى الخفافيش يجب أن ترحل وتحل بالأجساد روح البشر كما فطرنا الله من خير وصفاء وحب حتى لا تصدأ أنفسنا ولا نغترب فى دنيتا ونبتعد عن كلام الظلام وكلام الليل ولا كلام الليل مدهون بزبده يطلع عليه الخفاش يسيح