كيف أربي طفلي ؟ كيف أتعامل مع أولادي ؟ أولادي يقولون : إنتي مش بتحبينا يا ماما !! ، أو يشعر الابن أن أباه يكرهه !!! ، وتشكو الأم : يا خسارة تربيتي في أولادي ، ودوما نسمع صوت الأم متوعدة أبناؤها : طيب !! لما ييجي أبوكم هاخليه يعلمكم الأدب ، وبدلا من أن يصبح قدوم الأب بهجة للبيت ، يصبح هو العصاة التي تستخدمها الزوجة لتأديب أولادها . وكثير منا نحن الأباء يربي أبناءه بنفس الطريقة التي تربى بها ونشأ عليها ، فأسلوب التربية غالبا ما يتأرجح بين التدليل ، أو الحماية الزائدة ، أو القسوة المفرطة ،أو غيرها ... ، ومن خلال الواقع المرير الذي تحياه كثير من الأسر المصرية ، أصبح الأب معلقا بعجلة الحياة ، يلهث من أجل توفير هامش الحياة الكريمة لأبنائه ، وفي المقابل تتحمل الأم بحكم العرف والتقاليد الجانب الأكبر من تربية الأبناء ، ومن هنا تنشأ التربية الأحادية للأبناء ، التي تلعب فيها الأم دورا محوريا ، ويقع العبء الأكبر عليها، وهي بدورها متعبة أكثر من أبنائها ، ويصبح إزاحة العدوان على الأبناء تفريغ لكل مشاكل وهموم الأم ، وتصبح صرخات الأم ، واسكتي يا بنت ، واسكت يا ولد ، هي الوسيلة التي تستخدمها الأم للتواصل مع أبنائها ، وهنا يطل برأسه السؤال الذي تم طرحه في البداية : كيف أربي طفلي ؟ كيف أتعامل مع أولادي ؟ ما أفضل طرق التربية التي استخدمها للتعامل مع أبنائي ؟ والأجابة هي : التربية بالحب ، فلا بد من التعبير عن حبي لأولادي ، لا بد أن أذكر صراحة محبتي لأبنائي ، وأول طرق التربية بالحب : الكلمات . فبعض الدراسات تشير إلى أن الفرد ، حينما يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ، ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات من الكلمات الحسنة !! لذلك يسقط الأبناء صرعى للمرض النفسي : إنطواء ، عدوانية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس ، في حين أن بضع كلمات نعبر بها عن حبنا لأبنائنا ، تقي الأبناء من كل هذا ، فحينما يعود الابن من المدرسة ، لا بد أن تذكر الأم ( صراحة ) وتردد كل الجمل التي تتخلها كلمة الحب وتقولها لأبنائها، مثل : حمدا لله ع السلامة يا حبيبي ، انا عملت لك الأكل اللي بتحبه علشان ماما بتحبك ، وإياكم والحب المشروط ، فمن الخطأ أن أحب ابني لأنه شاطر ومؤدب وبيسمع الكلام ، وإذا فعل غير هذا لا أحبه ، وإنما أنا أحب ابني لأنه ابني ، ويجب أن يعرف الأباء هذا ، وحينما يطلب الابن نقودا مثلا ، ترد الأم : انت ما بتشبعش فلوس ، بل يجب أن تقول الأم : إنت عارف يا حبيب قلبي ، إن ماما بتحبك ، بس انت عايز الفلوس في إيه ، مش انت أخذت مصروفك ،ثم تعطيه ولو أقل القليل وتقول له : أنا اديتك علشان بحبك ، ويجب أن أنصت وأسمع لأولادي جيدا ، وأتحدث معهم في كل الأشياء التي حدثت معهم أثناء يومهم ، في المدرسة ، مع زملائهم ، ويجب أن تكون الرسالة التي تصل للأبناء واضحة بالكلمات هي : محبة الأبناء ، وإذا كانت الزوجة تأخذ على زوجها أنه لا يقول لها كلمة حلوة ، أو يطيب خاطرها بكلمتين فلنعلم جميعا أن الأبناء هم أولى بالكلمات الحلوة ، فهم يحتاجون للحب قبل الطعام ، يحتاجون لتربية الوجدان قبل تربية الأبدان ، وليعرف الأباء أن الإهمال يقتل الحب ، ولا يمكن أن أعبر بالصمت عن محبتي لأولادي ، فيا أيها الأباء تكلموا ، وقولا لأبنائكم : كلمات الحب ، فأجمل إحساس أن يشعر الابناء بمحبة آبائهم ،أن يمتلك الأباء قلبا ينبض بحب الأبناء . وللحديث بقية ،،،