الكعبة محاطة بأبراج فندقية وسكنية تعلوها مهابط طائرات تقرير مصور مهم نشرته مجلة VSD الفرنسية وتحدثت فيه عن النهضة العمرانية التى تشهدها مكةالمكرمة، وقارنت تطورها بما حدث فى مدينة «لاس فيجاس» الأمريكية التى تطورت بشكل سريع، وتعتبر أشهر مدينة أُسست فى القرن العشرين بالولاياتالمتحدة.. وقالت المجلة: مثل تلك المدينة التى تستقطب الملايين كل عام فى صحراء نيفادا، فإن مكة تستقطب كل عام 13 مليون زائر، ولكن هدف الزوار مختلف تمامًا، فمكة هى أقدس المدن على الأرض بالنسبة للمسلمين، غير أن المدينتين تواجهان التحديات نفسها تقريبًا. * أكبر مدينة حج يقول دليل بوبكر عميد المسجد الكبير بباريس: «بعد 15 عامًا من حجى الأول عدت اليوم إلى مكة، ومن خلال غرفتى فى الفندق الذى أقمت فيه شاهدت الكعبة المقدسة، ووجدتها صغيرة جدًا فى الحجم بجانب المبانى الشاهقة التى صعدت حولها من الزجاج والخرسانة وشاشات التليفزيون العملاقة التى تنادى إلى الصلاة فى جو شديد الروحانية، وشاهدت الأسواق الكبيرة الجديدة المفتوحة على السماء، وتذوقت أشهى أنواع الفواكه التى أتت من الأركان الأربعة فى العالم، والتى حقيقة كنت أجهل وجود مثلها، كما يوجد هناك اليوم ماكدونالدز وكنتاكى والكثير من مطاعم الوجبات السريعة». وتقول المجلة الفرنسية إنه فى الماضى كان المسلمون والبدو يتعرضون للكثير من المتاعب الشاقة للوصول إلى مكة لأداء فريضة الحج سيرًا على الأقدام، أو على ظهور الحمير، ولكن اليوم مدينة مكة حيث ولد الرسول «صلى الله عليه وسلم» هى أكبر مدينة للحج فى العالم بعد التطور العمرانى والتكنولوجى الذى تشهده المدينة اليوم. ومكة الممنوعة على غير المسلمين استقبلت هذا العام 3 ملايين حاج من جميع أنحاء العالم، أتوا إليها للقيام بمناسك الحج والتى يجب على كل مسلم قادر أن يقوم بها مرة فى حياته، والحج هو الركن الخامس للإسلام بعد الشهادة والصلاة والزكاة وصيام رمضان؛ وكل عام يزداد زوار الكعبة فى الأيام الخمسة القمرية المحددة للحج ليتطهروا من ذنوبهم، وفى كل عام تزداد أعداد الشباب والنساء وأثرياء العالم من أوروبا وأمريكا وإندونيسيا لأداء المناسك وهذا العام شاهد الجميع التطور الهائل الذى حدث. * عائلة بن لادن وتضيف المجلة الفرنسية أن جزءا كبيرا من هذا التطور المعمارى يرجع إلى عائلة بن لادن، وأن هذا المكان المقدس يلفه اليوم الأبراج الفندقية الخمسة نجوم والمبانى السكنية، والتى يعلوها أماكن مخصصة كمطارات لنزول الطائرات الهليكوبتر ومراكز للمؤتمرات ومراكز تجارية غاية فى الفخامة، بالإضافة إلى المترو الذى عمل لأول مرة هذا العام والذى يربط بين منى والمزدلفة وجبل عرفات، وكذلك الأنفاق الكثيرة التى نفذت من أجل راحة الحجاج والكوبرى الجديد لمرور الحجاج. وذلك بالإضافة إلى فندق مكة رويال تاور والذى يصل طوله إلى 600 متر، والذى يعتبر ثانى أطول برج فى العالم بعد برج خليفة فى دبى؛ وفى قمته توجد أكبر وأفخم ساعة على وجه الأرض، حيث إن الجوانب الأربعة من مينا الساعة عرض كل واحدة منها 46 متراً، وكل جانب مضاء ب21 ألف لمبة بيضاء وخضراء والتى تنبه منذ 12 أغسطس الماضى إلى مواعيد الصلوات الخمس فى مكة؛ وتلك الساعة تفوقت على ساعة بيج بن الشهيرة فى لندن والتى يصل ارتفاعها إلى 96 متراً حيث إن ساعة مكة أكبر منها بست مرات. ووصفت المجلة حجم المشاريع الضخمة بمكة قائلة: إن مجمع أبراج البيت يُعتبر أكبر من أكبر مبنيين فى الولاياتالمتحدة، وهما مجمع وزارة الدفاع «البنتاجون» فى واشنطن ومجمع «فندق بلازو» فى لاس فيجاس؛ وبذلك ستكون مكةالمكرمة أذكى من المدن الذكية من خلال استخدام أحدث وأرقى التقنيات الموجودة فى العالم. * حجاج مرفهون وفى معرض تعليقها على الصور تقول المجلة الفرنسية: إن الحجاج المرفهين ينامون فى خيام خاصة فى منى وذلك لكى يكونوا قريبين من المواقع المقدسة؛ وأن هذا العام شهدت فرنسا فقط ذهاب من 25 ألفاً إلى 30 ألف حاج مسلم فرنسى إلى مكة وكانت رحلاتهم إلى الحج تبدأ من ألفى يورو؛ والمترو الجديد قد بدأ العمل منذ حج عام 2010 أى منذ شهر ونصف الشهر تقريبًا، ويستقبل 3 آلاف حاج وراكب معا؛ وهذا العام قد تم حجزه كاملاً من قبل حجاج دول الخليج؛ وحتى رمى الجمرات على إبليس فقد تم تطويره كاملاً من خلال كوبرى له ثلاثة مستويات لمنع التدافع الذى كان يحدث. وعلى الرغم من كل تلك التطورات التى لا مثيل لها فإن سكان مكة نفسها يقولون إن المملكة السعودية أنفقت المليارات لخدمة الحجاج، ولكن ذلك كان سببًا فى ارتفاع أسعار المبانى والشقق فى المناطق السكنية.