حالة من التخبط التى تعيشها الدراما المصرية كما وكيفا أجبرت المسئولين فى ماسبيرو على وضع ضوابط لها حتى لا ينفرط العقد الدرامى من بين أيديهم لا فنيا ولا ماديا أكثر من ذلك. العلاج الذى توصل إليه المسئولون فى محاولة لتصحيح الوضع الدرامى، وضع المسئولية فى سلة من يجيد حملها من أصحاب الخبرة فكان اسم «ممدوح الليثى» هو المطروح لهذه المهمة، والذى غفل عنه المسئولون وتحديدا «أسامة الشيخ»، حينما أراد تشكيل لجنة عليا موحدة للدراما منذ ما يقرب من عام، وبالفعل تم تشكيلها وضمت أسماء عديدة لكبار المخرجين والمؤلفين، لكنها فشلت بعد عقد عدة جلسات لا تزيد على أصابع اليد الواحدة. هذه المرة والتى يتولى فيها «الليثى» بقرار مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى صدر الأسبوع الماضى رئاسة «لجنة الدراما العليا الموحدة» نتمنى أن ينجح هو ومن معه فى إعادة مكانة الدراما المصرية إليها مرة أخرى، خاصة أن «الليثى» له تجربة ناجحة فى بداية التسعينيات مع قطاع الإنتاج الذى كان يتولى مسئوليته. سألناه: وما الذى تريده من المسئولين أن يراعوه تجاه اللجنة ؟ - فأجاب: هذه اللجنة من الممكن الاستفادة من خبرات أعضائها وحواراتهم ومناقشاتهم واختلاف الآراء فيما بينهم، ومن هنا لابد أن تؤخذ قرارات اللجنة موضع التنفيذ وأن تصبح لجنة محترمة يعتد برأيها، أما أن نعتبر قرارات اللجنة مجرد توصيات، فلن تكون النتيجة سوى مضيعة للوقت والجهد والمال، فنحن فى غنى عن البدلات المالية التى ستمنحها لنا اللجنة نظير الجلسات والاجتماعات إن لم يكن للجنة أى تفعيل، وفى النهاية يظل أمر التفعيل معلقا فى يد المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وهل قمت بتشكيل اللجنة ؟ - مازلت أبحث عن العناصر التى ستفيدنى وتفيد الدراما المصرية، خاصة أن قرار تشكيل اللجنة لم يمض عليه إلا بضعة أيام ، ولكن اللجنة ستضم نخبة من أجود العناصر الفنية سواء فى الإخراج أو التأليف أو النقد إلى جانب القيادات الإنتاجية باتحاد الإذاعة والتليفزيون . ولكن من فى ذهنك من المخرجين والمؤلفين لضمه إلى اللجنة ؟ - الأسماء التى تمر فى ذهنى وأمام عينى كثيرة، فالكل بالنسبة لى كتاب مفتوح، ولكن يتبقى الاختيار، خاصة أن رئيس الاتحاد سيقوم باختيار أربعة أسماء وأنا سأختار خمسة أسماء ليكون عدد أعضاء اللجنة فى النهاية بمن فيهم أنا ود. أشرف زكى - نائب رئيس اللجنة - 11 عضوا ومن يعلم من الممكن أن يزداد العدد فيما بعد. وما وظيفة هذه اللجنة ؟ - مراجعة الخطط الإنتاجية التى تضعها قطاعات الإنتاج المختلفة باتحاد الإذاعة والتليفزيون.. «مدينة الإنتاج الإعامى» و«شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات» و«قطاع الإنتاج».... وتقييم هذه الخطط من الناحيتين الفنية والتسويقية مع مراعاة تنوع جميع الأشكال الدرامية فى هذه الخطط، كذلك تصفية وتنقية الموضوعات المتشابهة حتى لا يحدث تكرار فى موضوعات الأعمال الدرامية، فلابد أن يكون هناك تنسيق فيما بين هذه القطاعات الإنتاجية . وما موقف اللجنة من تكرار النجوم والمؤلفين والمخرجين ؟ - اللجنة ستضع ضوابط للعمل بحيث لن يقبل من المؤلف أكثر من عملين فى العام الواحد، وهو ما ينسحب أيضا على المخرجين والنجوم بما فيها الأعمال الرمضانية حتى نتيح فرصة العمل للجميع. وكيف كنت تنظر إلى الدراما المصرية قبل توليك رئاسة «لجنة الدراما العليا الموحدة» ؟ - الدراما كانت تعانى من الضعف، وهناك فرق بين الضعف والهزال، فهى لم تصل إلى هذه المرحلة ونتمنى ألا تصل إليها، فالأمر يحتاج فقط إلى تخطيط جيد ودراسة متأنية وتنفيذ سليم، خاصة ونحن «ألفة» الدراما فى المنطقة العربية، فليس من المعقول أن تظهر درامانا بهذا المستوى، والذى يقل بكثير عن الدراما التى كنا نقدمها فى منتصف الثمانينيات، وحتى منتصف التسعينيات، وهى المرحلة التى أتمنى أن تعود مرة أخرى لنعيد إلى الدراما المصرية عصرها الذهبى كما وكيفا، فعلى أيامى كنا ننتج 20 مسلسلا فقط، لكن الشارع العربى كان يخلو من المارة عند إذاعة أى مسلسل منها، صحيح لم يكن وقتها موجوداً هذا الكم من القنوات الفضائية، لكن ماذا فعل تنوع وتعدد القنوات الفضائية، فى هذا الكم ؟! هى هى نفس المسلسلات التى تذاع فى كل القنوات واحدة، إذا التعددية هنا لم تفد الدراما، بل أخرتها لأن الكم أصبح أكبر بلا كيف، والنتيجة أتت بأضرارها وسلبياتها على جودة الدراما، ومادام نفس المسلسلات هى التى تعرض فى كل القنوات، فلماذا لا نقلل عددها ونحسن من مستواها ؟! هذا هو همى فى المرحلة القادمة !!