بعيدا عن آيات الله فى شوارع إيران، وبعيدا عن التعسف والإعدام السرى والتطبيقات الخاطئة للشريعة الإسلامية، وعلى بعد 270 كم من طهران العاصمة وجد الإيرانيون أخيرا ملاذا آمنا للمصيف وللاستمتاع بالمياه، خاصة بعد تحريم رجال الدين الإيرانيين بقاء الأطفال الذين تعدت أعمارهم 4 سنوات مع أمهاتهم فى شواطئ النساء وانتقالهم إلى شواطىء الرجال. إلى شاطئ «جفرود» هرب الإيرانيون من حر الصيف، حيث أصبحت شواطئ بحر قزوين هى الملجأ الصيفى للإيرانيين من مجتمع آيات الله فى العاصمة الإيرانية.. الإيرانيون ينزلون إلى المياه سويا سواء مرتدين «المايوهات» أو متخففين من ملابسهم العادية فقط، وبدون وجود الستائر الفاصلة بين الرجال والنساء على الشواطئ مثلما هو الحال على الشواطئ القريبة من طهران والتى عليها رقابة من آيات الله. الشواطئ الخاصة المطلة على بحر قزوين تجمع الرجال والنساء والأطفال الذين تعدت أعمارهم أربع سنوات، والذين صنفهم آيات الله بأنهم أصبحوا رجالاً ويجب أن ينفصلوا عن أمهاتهم وينضموا إلى شواطئ الرجال. تقول مجلة «فى إس دى» الفرنسية إنه منذ الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979 ونظام الملالى يمنع الرجال والنساء من النزول إلى المياه سويا أو حتى ارتداء مايوه، والمصطافون فى طهران مخصص لهم شاطئ واحد فقط، تم تقسيمه جزءاً للرجال وآخر للنساء، يفصل بينهما سور معدنى يبدأ من على الشاطئ وينتهى بعد مسافة طويلة داخل المياه تكسوه الستائر الثقيلة والتى لاتبين ماخلفها. على بعد عدة ساعات من طهران، يوجد شاطئ آخر وهو «سيسنجان» على بحر قزوين يقضى الإيرانيون عليه إجازتهم الأسبوعية، الجميع هناك يضحكون ويسبحون رجالا ونساء سويا بعيدا عن ملالى إيران، ومع ذلك عندما ينزل الرجال والنساء معا إلى المياه يلتزم الرجال فى الجانب الأيمن والنساء فى الجانب الأيسر، وفى المنتصف جزء تم تخصيصه للنساء والرجال معا، وهم المجموعة التى تنزل المياه متخففة من ملابسها فقط. «نستران» شابة إيرانية رفضت نزول المياه فى المنطقة المخصصة للنساء.. قالت للمجلة الفرنسية: «أشعر أننى مسجونة إذا لبست «مايوه» واستحممت فى المكان المخصص للنساء، لذلك أنا أفضل أن أتخفف من ملابسى وأستحم فى المنطقة الوسطى مع زوجى وأولادى، أما «سارة» فعلى مرأى و مسمع رجال شرطة العقيدة فى المنطقة المخصصة للنساء، لاتتردد فى ارتداء البكينى ودهان جسمها بزبدة الكاكاو لكى تأخذ لونا برونزيا، لأنها كما تقول للمجلة «لا شىء يغرى زوجى سوى لونى البرونزى». ويعد شواء اللحوم و «البكينى» على الشاطئ أحد مظاهر سعادة الإيرانيين، فبعد الخروج من الماء يبدأون فى شواء اللحوم وتحضير الطعام فى الجزء المشترك من الشاطئ حيث يرتدى الجميع بعض الملابس. إن الشواطئ التى يذهب إليها الإيرانيون على بحر قزوين ماهى إلا وسيلة للهروب من الحقائق التى يعيشونها، هؤلاء الرجال والنساء يعارضون نظام الملالى ويستخدمون سلاحا جديدا فى اعتراضهم ،وهو سعادتهم فى الحياة.