أكثر من سبب يجعل القمة 105 هى الأخيرة بين القطبين وللأهلى تحديداً.. فالقراءة فى المواسم السابقة، والانتصار الساحق والدائم للقعلة الحمراء وانفرادها دون منافس بالحصول على بطولة الدورى 7 مواسم متوالية.. جعل ميزان الأرقام والإحصاءات تميل بكفة الفريق الأحمر.. وعندها يصبح إطلاق كلمة «قمة» على لقاءات الفريقين تنحصر فقط على مستوى وحجم الشعبية والجماهيرية، وليس على مستوى الأرقام والبطولات. الأحمر استطاع عاما بعد عام أن يوسع الفارق الرقمى بينه وبين غريمه الأبيض، واحتكر لنفسه حصرياً بطولة الدورى العام المصرى فى نسختها المعدلة باشتراك 16 فريقا.. والأكثر أن «حسام البدرى» - المدير الفنى - دخل التاريخ الكروى بعد أن أصبح أول مدرب مصرى فى التاريخ يحصل على الدرع وفق النسخة المعدلة! أما القراءة فى الموسم الحالى فتؤكد أن مؤشر الأداء الفنى للأهلى يشير إلى أسفل، تقابله فورة صحيان للقلعة البيضاء بقيادة «حسام حسن».. واللافت أيضاً أن هذا الموسم يشير إلى اقتراب نهاية جيل من أعمدة الشياطين الحمر الذين ساهموا فى تكوين أسطورته الكروية فى السنوات الأخيرة بارتفاع معدلاتهم العمرية، وبعدهم عن مستواهم المعهود، ولولا سابق تاريخهم وإنجازاتهم ما كان أن يشفع لهم الجمهور الأهلاوى! الأقاويل زادت عن اقتراب اعتزال بعضهم، كما أشيع أن «أبوتريكة» سيعلن اعتزاله بنهاية الموسم، بل ووصلت إلى حد ترشيحه ليخلف «عدلى القيعى» فى منصبه استغلالاً لشعبيته ونجوميته! الأهلى هذا الموسم، مع تحقيقه البطولة، لم يقدم ما يرضى جمهوره، ولولا تعثر منافسيه، لفقد الدرع بسهولة، ويبدو أنه مع «البدرى» قد بدأ مرحلة إحلال وتجديد قد تستغرق أكثر من موسم حتى ينضج أداء الوجوه الجديدة التى دفع بها هذا العام من أمثال «شكرى»، و«عفروتو»، «شهاب»، «شبيطة»، «أيمن أشرف»، «عبدالله فاروق»، «أحمد عادل عبدالمنعم» فالاعتماد عليهم وحدهم مخاطرة دون وجود عناصر الخبرة.. وعلى هؤلاء إثبات أحقيتهم بارتداء الفانلة الحمراء خصوصاً مع تراجع مستوى «أحمد حسن»، و«بركات».. و«وائل جمعة»، وانشغال «عماد متعب» بالاحتراف الخارجى! ليس أمام الأهلى إلا الاعتماد على أبنائه، فعملية شراء اللاعب ولا تربيته التى اعتمد عليها لسنوات فى تدعيم صفوف الفريق لن تتكرر مع رفض الأندية الأخرى الاستغناء عن لاعبيها إلا بأسعار فلكية لا تستطيع خزينة النادى الأهلى تحملها خصوصاً أنها بدأت تشكو العوز، واضطرت إلى الخروج من عادتها بالاعتماد على مدرب أجنبى وتستعين بالبدرى المصرى لفارق السعر!! فإذا استمرت نوبة صحيان الزمالك، وارتفاع مستواه الفنى حتى الموسم المقبل مع تدنى مستوى الأهلى ولاعبيه.. فعلى الجماهير الأهلوية أن تستعد لمخاصمة البطولات والانتصارات مستقبلاً، وهذا للحق لن يضيرها، فرصيد فريقها الرقمى والفنى عند جماهيره وفى السجلات الموثقة يجعله يبتعد بفارق مريح، وخارج المنافسة مقابل أى فريق حتى لو كان الزمالك! وحتى على مستوى لقاءات الفريقين فإن الكفة الحمراء هى الأثقل، بل اللافت فى السنوات الأخيرة أن فرقاً أخرى غير الزمالك حديثة العهد بالدورى تتوازن كفتها مع الأهلى فى لقاءات الفريقين مثل إنبى وحرس الحدود وبتروجيت! ليس من اللائق أن يطلق على لقاءات الأهلى والزمالك «مباراة قمة» فى الوقت الذى كان كل طموح الفريق الأبيض هو الفوز على الأحمر واعتبار ذلك بطولة تغنيه عن فقد اللقب السابع على التوالى، وتسكين لجماهيره التى ما لبثت أن تتنفس الصعداء مع الجهاز الفنى بقيادة حسام.. فهذا الأمر قد يكون مقبولاً من فريق مهدد بالهبوط مثل المحلة لم يقدم شيئا طوال الموسم سوى فوزه المفاجئ على الأهلى فى بداية الدور الثانى، ومن وقتها تدهورت نتائجه وأصبح أقرب للهبوط! القلعة الحمراء أصبحت على المحك، فلا ثقة فى الإدارة الفنية للفريق، جعلته غير قادر على ممارسة مهامه.. ولا قراءة الملعب، خصوصاً أنه جاء بعد سنوات من الإنجازات على يد البرتغالى «جوزيه».. وإذا لم تضطلع لجنة الكرة بمهامها وتقدم عوناً معنوياً ومادياً للفريق فإن أسطورة الأهلى مهددة.. فالمستوى الذى قدمه الزمالك جعل إدارة الأهلى ولاعبيه فى موقف محرج! فالفارق بين الكبار الذين أوشكوا على انتهاء مهمتهم، والصغار الذين هم على الطريق قد يخلق فجوة تستمر لسنتين على الأقل إذا ما استمر «البدرى» فى موقعه الذى يبدو أن هذا الموسم الأول والأخير له على دكة الإدارة الفنية بعد أن توترت علاقته بالإدارة، أما إذا عادت لجنة الكرة لسابق عهدها واستعانت بالأجنبى فربما نرى سيناريوهات مغايرة قد يقوض فيها المدرب المستورد عمليات الإحلال والتبديل وفيها قد لا يعود الأهلى! أما نظيره الأبيض المهدد دوماً بقضاياه الإدارية التى تهدد استقراره أو عصبيته وتهور «إبراهيم حسن» هى الأخرى تهدد مسيرته وتدخله نفقا مظلما ما لبث أن خرج منه.. وإذا استمر القطبان على هذا المنوال، فسوف يفقدان كثيراً من بريقهما، وتصبح القمة بينهما مجرد لفظ كلاسيكى اعتادت الصحف إطلاقه على لقاءات الفريقين استناداً إلى الماضى البعيد ؟