يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد حالة غير مسبوقة من التوتر الجماهيري في الملاعب المصرية علي خلفية الأحداث المؤسفة التي لعب بطولتها إبراهيم حسن الموصوف بأنه المنسق العام للزمالك في مباراة فريقه أمام الشرطة في المرحلة ال25 من الدوري المصري لكرة القدم: التي تحولت إلي «حلبة مصارعة» وساحة لخناقات الشوارع بالبوكس والشلوت ومقالب الحرامية!. بعد أن احتج الزمالك رسميا علي عقوبات اتحاد كرة القدم ضده، انتظارا لقراره الأخير في اجتماع مجلس إدارته اليوم السبت، خاصة بعد تعالي نبرة الاعتراض حتي إن حسام حسن المدير الفني للفريق هدد بالهجرة من مصر لغياب العدالة الرياضية فيها.. وألمح إلي موالسة الاتحاد للأهلي وظلم الزمالك بعد أن تغاضي عن معاقبة محمد فضل بعد تجاوزه مع لاعب إنبي عمرو فهيم في مباراتهما الأخيرة، بل معاقبة عمرو رغم بصق فضل عليه.. ولذلك يتوقع العديد من المراقبين أن يزيد الأمر اشتعالا بين جماهير الأهلي والزمالك خاصة أن العقوبات التي اتخذها اتحاد الكرة ضد الزمالك وإبراهيم حسن وعلاء علي وحازم إمام وصفها البعض بأنها مخففة وآخرون اعتبروها مبالغاً فيها، وإجمالاً لن تكون حاسمة لشيء، بالعكس مهيجة والكل يترقب القمة التي أصبحت لا تحدد متصدر الدوري فقط كرويا بل في الروح الرياضية أيضا! وكانت قد تعرضت لجنة المسابقات لموقف صعب لعدم تمكنها من معاقبة إبراهيم حسن علي تجاوزاته لأنه ليس ذا صفة. واكتفت بمخاطبة الجهات المعنية بمنعه من دخول المباريات التي يكون نادي الزمالك طرفا فيها حتي نهاية الموسم. وفي هذا السياق أكد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم أنه لا يجوز اتخاذ عقوبات ضد إبراهيم حسن لأنه بلا صفة رسمية لدي الاتحاد. وأوضح في تصريحات خاصة لروزاليوسف أن إبراهيم لا يزال موقوفا بأمر الاتحاد الدولي، ومن الصعب إنزال أي عقوبة عليه لأن ذلك يعني اعترافا منا بشرعية عمله في الزمالك. وأضاف زاهر: بالتعاون مع رجال الأمن سنمنعه من النزول إلي الملعب، إلا إن كان يحمل بطاقة التعارف الخاصة باتحاد الكرة. واعتبر زاهر أن ما حدث في هذا اللقاء إساءة كبيرة للكرة المصرية مشيرا إلي أنه تلقي رسائل عبر هاتفه المحمول من أشخاص ليسوا مصريين ينتقدون ما حدث في هذه المباراة. - من الجاني؟ بالنظر إلي أحداث تلك المباراة نجد أن لاعبي الزمالك وجماهيره ومسئوليه ارتكبوا العديد من الأخطاء الفادحة التي تسببت في الوصول إلي هذا المشهد المرير.. فقد أصاب لاعبو الزمالك جماهيرهم المتعطشة للفوز وتقليص الفارق علي القمة بالتوتر تدريجيا بادعاء التعرض لإعاقات وهمية في فترات مختلفة من اللقاء، أو حتي الاعتراض المبالغ فيه علي الحكم بدعوي الأخطاء التي لم تحتسب، مما تسبب في إشعال ثورة عارمة مع النهاية، كادت أن تكون وقودا لكارثة لولا إحراز شيكابالا هدف التعادل. جمهور الزمالك أضر ناديه بالسلوكيات المؤسفة التي صدرت عنه أثناء وبعد المباراة من إلقاء الزجاجات والمقاعد البلاستيكية علي أرض الملعب ومحاولة الاعتداء علي الحكم والمساعدين، الذين يتم التحقيق معهم سراً. أكدنا جميعا أن حسام حسن أحدث طفرة كبيرة في شكل الزمالك أداء وروحا، كما أكدنا أن أخطاء الحكام تؤثر علي الجميع خاصة عند احتدام المنافسة ولكن مهما حدث من أخطاء حكام أو استفزاز من منافسين لن نقبل أن يكون الرد بالبوكس والشلاليت لأنها كرة قدم وليست خناقة شوارع!! - قمة مشتعلة بعد أن انتقلنا لنوع جديد من الترهيب هو ضرب المنافسين بالأيدي إذا تطلب الأمر.. لن نتعجب إذا تحول لقاء المحلة والجونة أو المصري والمقاولون في الأسبوع المقبل إلي معركة خاصة أنهم يتنافسون علي الهروب من الهبوط. في هذا السياق المشتعل جاءت حرب التصريحات التي التهبت مؤخرا بين أحمد حسن وإبراهيم حسن بسبب أزمة المنشطات الشهيرة لتجسد حلقة جديدة في مسلسل «تهييج الجماهير» قبل المواجهة المرتقبة بين ناديي القمة خاصة بعد تقلص فارق النقاط بين الفريقين، ونجاح نادي الزمالك في العودة من جديد لحلبة المنافسة، وكذلك حالة التعطش التي تراود جماهير ميت عقبة للفوز بأي بطولة، بعد عودة الأمل لهم من جديد في فريق قوي يتمتع بالشباب والحيوية، يمكنه تمثيل ناديهم العريق في جميع المنافسات.