خطةالسبكى فى غزوة مؤتةالسينمائية! خبر طريف كان ومازال يتردد بقوة داخل الوسط السينمائى عن مشروع ضخم يحضر له المنتج محمد السبكى.. المشروع باختصار هو فيلم دينى جديد عن «غزوة مؤتة».. أما الهدف من المشروع فهو تحسين صورة الإسلام والدفاع عنه فى مواجهة الافتراءات الغربية عليه بعد الأحداث الكثيرة التى شهدتها السنوات الأخيرة. أيضا تردد أن وائل إحسان هو الذى سيقوم بإخراج هذه التجربة لتحمسه الشديد لها وإيمانه القوى بها. وحينما نعلم أن محمد السبكى هو المنتج الذى قدم للسينما المصرية أفلاما على شاكلة «اللمبى» .. وما تلاه من مشاريع مثل «كلم ماما» الذى قدم فيه «عبلة كامل» كنسخة نسائية من «اللمبى» .. وصولا إلى «عمر وسلمى» بجزئيه الأول والثانى .. . وحينما نعلم أيضا أن وائل إحسان هو الذى قدم سلسلة من الأفلام الكوميدية الخفيفة بدءا من «اللمبى» .. ومرورا ب«زكى شان» و«الباشا تلميذ» وصولا إلى الميلودراما فى «حلم العمر».. يصبح من المنطقى أن نتساءل بمنتهى الحيادية ودون التقليل من قيمة المشروع: ما العلاقة التى قد تربط «السبكى» و«إحسان» فى ضوء الخلفيات السابقة بمشروع فيلم دينى عن غزوة مؤتة .. .؟ ولماذا تلك الصحوة الدينية السينمائية المفاجئة الآن؟! تفاصيل الغزوة تقديم فيلم دينى ليس أمرا سهلا .. وليس أمرا هينا، بالإضافة إلى أن تلك النوعية من الأفلام ليست مجالا لتجارب الهواة .. وبالتالى تصبح الأزمة الحقيقية فى حال ألا يكون لدى «السبكى» و«إحسان» مشروع ملموس وقوى قد يضيف شيئا جديدا إلى ساحة الأفلام الدينية فى مصر. بالإضافة إلى أن «غزوة مؤتة» من الأحداث التى تحتاج إلى دراسة متعمقة بسبب ظروفها التاريخية المثيرة. «غزوة مؤتة» جرت فى العام الثامن للهجرة (أغسطس 629 م) بسبب قتل الحارث بن عمير الأزدى رسول سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى ملك بصرى على يد شرحبيل بن عمرو بن جبلة الغسانى والى البلقاء الواقع تحت الحماية الرومانية. واستمر القتال لأكثر من 6 أيام حقق فيها المسلمون انتصارا غير متوقع. أى أن الغزوة بالفعل تملك المقومات الدرامية التى تصلح لتحويلها إلى عمل سينمائى، ولكن هل يملك السبكى المقومات؟ كول تون عندما تحاول الاتصال بالمنتج محمد السبكى لا تفاجأ إذا أجابك صوت عبد الحليم حافظ فى أحد أدعيته الدينية الشهيرة .. فالسبكى قد اختار هذا الدعاء ليصبح «الكول تون» الخاص بهاتفه المحمول. واجهنا السبكى بما سبق فقال إن المشروع حقيقى، ولكنه يحتاج إلى الكثير من الوقت خاصة أن ميزانيته ستتراوح بين 30 و50 مليون جنيه . محمد السبكى قال لنا بالنص: «أريد أن أصنع فيلما أشبه ب « brave heart »، أى أن يكون فيلما مليئا بالحالات الإنسانية . مشكلة محمد السبكى مع الأفلام الدينية التى يحفل بها تاريخنا أنها كانت باللغة العربية الفصحى، الأمر الذى كان يجعل هناك صعوبة فى وصولها للناس. وبالتالى يعد «brave heart » بالنسبة للسبكى المثل الذى يريد أن يسير على ضوئه وفى إطار روحه وتكويناته. الهدف من الفيلم بالنسبة للسبكى - على حد قوله - أن يرى كيف كانت الناس تضحى فى ذلك الوقت من أجل بعضها البعض خاصة أن كل إنسان اليوم يقول «ياللا نفسى». السبكى يرى أن نسبة التدين عالية فى الشارع المصرى، الأمر الذى يجعله سعيدا ومتفائلا. حياة أو موت أساس المشروع وفقا لما علمناه عند المخرج وائل إحسان الذى روى لنا التفاصيل ورأيه. وائل إحسان قال لنا: «منذ 30 عاما وفكرة صنع فيلم دينى تراودنى ودهشت لأننا لم نعد نصنع مثل هذه الأفلام كما لو أننا أصبحنا فى الطراوة». وائل إحسان يعيش فى نفس العمارة التى بها مكتب محمد السبكى، وفى إحدى المرات التقى به فى الأسانسير وقال له بصراحة: أنا نفسى أعمل فيلم دينى عن «غزوة مؤتة» فقال لى: «اعمله لأن أنا برضه نفسى أعمل فيلم كده». وائل أكد على أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن تجربة «غزوة مؤتة» التى تبدو حتى الآن كما لو أنها معلقة فى الفراغ بلا جذور فى أرض الواقع. فكل ما يملكه وائل إحسان حتى الآن فكرة تحتاج إلى ما يقرب من سنة حتى تتم ترجمتها إلى سيناريو، ثم إن الفيلم سيحتاج إلى معاينات كثيرة لأن تصويره سيتم فى مناطق معينة لأسباب تاريخية. اليوم والبارحة بالنسبة لوائل إحسان الذى بدأ منذ أيام تصوير أحدث أفلام تامر حسنى أمام منة شلبى والذى يحمل اسم «نور عينى»، فإن «غزوة مؤتة» شديدة الشبه بالواقع الذى نعيشه الآن، حيث يتم النظر إلى المسلمين على أنهم قلة رغم أنهم يملكون بداخلهم القوة التى تجعلهم قادرين على تحقيق أى انتصار، وهذا هو الإحساس الذى أريد أن أعبر عنه منذ أن جئت من مدينتى إلى القاهرة، وعندما قدمت فيلم «حلم العمر» كنت أحاول أن أقول تجربتى، ولكن بشكل مختلف .. حيث الرجل القادم من الأرياف إلى القاهرة لتحقيق ذاته وللنجاح». هذا المعنى مهم جدا أن يصل لكل الناس، خاصة أن وائل يرفض تلك الصورة التى نصدرها طوال الوقت للآخر عن المسلمين .. «أنا إنسان مسلم وبسيط .. ولست محبطا كما يحاولون أن يقولوا عنا، أيضا «غزوة مؤتة» تشبهنا لسبب آخر، وهو أنها اعتمدت فى الأساس على 3000 محارب فى مواجهة 30 ألفا، الأمر الذى كان يعنى أن الهزيمة وشيكة ولكنهم ورغم قلة عددهم انتصروا». بالنسبة لوائل لا تعد الأزمة المالية عقبة قد تقف فى طريق الفيلم لأن تلك الأزمة ستستمر على أقصى تقدير لشهور وليس لسنوات.. بل الغريب أن وائل إحسان يعتبر أن نجاح الفيلم مضمون. مجرد مشروع «غزوة مؤتة» تعيش فى مخيلة إحسان منذ أن كان طفلا صغيرا يستمع لشيخ الجامع يتحدث عنها «رأيتها.. رأيت كل تفصيلة فيها .. رأيت مشاهد القتال ورأيت الشوارع». عبلة كامل .. غادة عبد الرازق.. خالد صالح.. وخالد الصاوى .. فتحى عبدالوهاب.. هذه هى الأسماء التى يتخيلها وائل إحسان فى الأدوار الرئيسية داخل الفيلم. السيناريو سيكون لكاتب يقدمه إحسان تقريبا للمرة الأولى وهو حسام شلش، أما تحضيرات الفيلم فقد تستمر لعامين على أقل تقدير وفقا لما علمناه من وائل الذى نفى كل ما قيل حول أنه قام بالتعاقد مع السبكى بالفعل.. وائل قال: «كلمتى مثل العقد ولكننى لم أوقع بعد». ما يهم وائل فى الفيلم ليس المعارك بقدر ما هو البشر أنفسهم.. تفاصيلهم.. صراعاتهم .. طبائعهم المختلفة.. «أريد أن أعرف أكثر عن الأشخاص الذين صنعوا هذا النصر». سألت وائل قائلا: وائل إحسان صاحب تجربة «اللمبى».. وائل إحسان صاحب مشروع «غزوة مؤتة» ألا ترى نوعا من التضارب ؟ فاحتد قائلا: «اللمبى» هوجم كثيرا ولكن أين هو الآن؟.. مازال يعرض ومازال يحقق نسبة عالية من المشاهدة». فقاطعته متسائلا: «منذ أيام بدأت تصوير «نور عينى» لتامر حسنى ومنة شلبى.. وبعدها ستحضر لمشروعك الضخم ألا تخشى أن يوجه لك انتقادات عن مدى التناقض الذى تحمله الصورة .. فاعترض مرة أخرى قائلا: «هو حرام»؟ ثم واصل قائلا: «أنا أصنع أفلاما لأننى أريد أن أقدم سينما، لست أضع النقاد أو الصحافة فى ذهنى .. ثم إنه ما العيب فى تقديم أفلام رومانسية»؟!