أشرف عبدالباقى بتطبيق النظريات الفنية «كارت محروق» فهو نجم سينمائى.. وبطل تليفزيونى ومذيع..وشعبيا ينطبق عليه المثل القائل «سبع صنايع والبخت ضايع». لكن أشرف شطب على كل ما سبق وبحجر واحد وهو الموهبة أثبت فى عام 2009 أنه نجم استثنائى وفوق العادة فى كل المسارات وفى وقت واحد. حالة التوهج والانفجار التى قدمها أشرف أهميتها أيضا أنها فريدة من نوعها وغير مسبوقة ولا يجرؤ أحد أبناء جيله الذين سبقوه على الورق وفى الأفيشات وشباك التذاكر أن يقترب منها أو حتى يخطط لها. أشرف بالحسابات البسيطة بنفس واحد سبق الجميع بينما سقط من سقط وتراجع من تراجع ولكنه بقى واستمر واستحق أن يكون النجم الشامل فى كل الجبهات. حصيلة أشرف عبدالباقى فى عام 2009 تستحق فعلا التأمل والدراسة والتحليل.. فهو بالمعنى المتعارف عليه ليس نجم شباك ولكنه أكد أنه نجم شبابيك، ففى التليفزيون حقق الثلاثية المستحيلة فهو نجم لمسلسل «راجل وست ستات» كلاكيت خامس مرة، ولم يكتف فيه بإعادة اكتشاف نفسه فقط كصاحب بصمة لن تتكرر فى نوعية كوميديا السيت كوم بل قدم للوسط الفنى نجما آخر «سامح حسين»، وهو أيضا بطل لمسلسل أبو ضحكة جنان عن قصة حياة إسماعيل ياسين باقتدار.. كما قدم نفسه مذيعا متمكنا فى برنامج «دارك»..روعة ثلاثية أشرف هى توحد الجماهير معه فى إبداعاته الثلاثة. فى المقابل لم يرفع أشرف الراية البيضاء للسينما ومعادلاتها الصعبة - فهو وراها والزمن طويل - فقدم نفسه بطلا فى «صياد اليمام» وبصرف النظر عن النجاح الجماهيرى للفيلم قدم أشرف أداء متمكنا رغم افتقاد الفيلم لعناصر سواء إنتاجية أو فنية لكن أشرف بيعمل اللى عليه كممثل قدير.. وبتواضع النجوم ارتضى بدور ثان فى فيلم أستاذه نجم النجوم عادل إمام «بوبوس»، ورغم انخفاض إيراداته إذا ما قورن بأفلامه السابقة لم ينخفض ترمومتر الإجادة عند أشرف عبدالباقى مقدما دورا استثنائيا لا يخجل منه.. قبول أشرف للدور درس جديد ليس لأبناء جيله الذين يترفعون بدون مبرر عن هذه الأدوار بل للأجيال الجديدة فالنجومية لا تقاس أبدا بحجم ومساحة الدور بل بالقدرة على إثبات الذات ولو بمشهد واحد. يستحق أشرف عبدالباقى بين أبناء جيله من المضحكين الجدد لقب «الجوكر» الذى ينجح فى كل الأدوار والمهام المكلف بها وبكفاءة يحسد عليها لأنه باختصار إمكانياته الفنية وخلفياته الثقافية «تساعده». إن النظرة السطحية لأعمال أشرف الفنية المتنوعة تقول إن هذه الباقة التى قدمها خلال 2009 مجرد «شغل»، لكن أشرف كما يعرفه الجميع لا يجرى وراء مسمى «سبوبة» لأنه ليس بحاجة إلى أموال وهو من النوع الذى ينفق على فنه ولا ينظر لأرقام أجور نجوم الشباك بل إنه يجتهد ويجاهد مع كل شخصية يقوم بها على الشاشة، وهنا أذكر مسلسله «أبوضحكة جنان» فقه ظل على مدار عام كامل متقمصا دور تلميذ يبحث عن مفاتيح شخصية إسماعيل ياسين ولم يكتف بالسيناريو المقدم له بل طاف وجال وراء كل معلومة عنه وأذكر أن أشرف قبل بداية التصوير كان يحتفظ بصور خاصة أعدها بنفسه لشخصية إسماعيل ياسين على موبايله الشخصى يعرضها للمقربين منه ليلتقط وبذكاء شديد انطباع الجميع عنه.. «أشرف» استحضر روح إسماعيل ياسين ونجح فى تقديم شخصية هذا النجم العملاق بدون تزييف أو مبالغة فنال تقدير الجميع ،إن روعة هذا العمل أن تأثيره لن يتوقف عند عرضه فى العام الماضى بل يحتفظ بجماليات أخرى تستحق المشاهدة والمتابعة. أشرف عبدالباقى ابن حدائق القبة المولود فى يناير عام 63 لمن لا يعرف هو القائد الأول لثورة «المضحكين الجدد» المبشر الأول بهم، ففى الوقت الذى عانى فيه جيله من البطالة كان أشرف ملء السمع والبصر على المسرح عندما قدمه النجم الكبير محمود عبدالعزيز فى مسرحية «خشب الورد» بينما اكتفوا بشرف المشاهدة والتمنى، وعندما لاحت فى الأفق تباشير مولد جيل جديد كان معهم فى فوازير أبيض وأسود وخرج منه زملاؤه محمد هنيدى وعلاء ولى الدين وأحمد آدم نجوم شباك بينما توقف أشرف رغم أنه الألفة ولم ييأس أو يستسلم. الضربات الموجعة التى طالت أشرف وسط المد الكوميدى والجماهيرى لزملائه وتعثر أعماله «أشيك واد فى روكسى» «ورشة جريئة» و«على جنب يا أسطى» ثم «صياد اليمام» لم تنل من طموحاته - رغم أنها كانت كفيلة بالقضاء عليه - بل صنعت منه نجما استثنائيا خلال عام 2009. ليس فقط فى روعة التقمص بل انفراده بكتابة عمود أسبوعى رشيق من الصعب أن ينافسه فيه أحد من أبناء جيله. أشرف عبدالباقى فى عام 2009 نجم أعاد اكتشاف نفسه ونموذج استثنائى وخاص فى النجاح والتنوع إنه صاحب «سبع صنايع» لكن البخت ليس ضائعا.؟