غمرتنى فرحة كبيرة منذ يومين، وأنا أنظر إلى الشارع الذى أسكن به.. وقد بدت عليه سمات النظافة.. ليس هذا فقط بل كان هناك "كناس يقف "ديدبان" على محطة المترو فى مصر الجديدة يقوم بالتقاط أية قمامة ويسارع بوضعها فى الصندوق القريب.. وللأمانة كان الرجل يؤدى عمله بهمة على طول الرصيف من ميدان تريومف إلى ميدان سفير.. تنفست الصعداء وقلت الحمد لله.. مصر بخير.. وأبناؤها قادرون على القيام بعملهم على أكمل وجه.. وبلاها دوشة شركات النظافة الأجنبية التى تسببت فى تكدس القمامة فى أرجاء القاهرة المعمورة.. والتى بلغت ذروتها فى شهر رمضان الماضى وحرمت سكان الشارع من الدخول إلى البلكونات أو الإطلالة من الشرفات فى حر أغسطس، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من صناديق القمامة المنتشرة بجوار الأرصفة تعوق حركة السيارات والمترو أيضاً بعدما تفيض القمامة، ويدخل حرم المترو.. وتحولت الأرصفة بفعل القذارة إلى لون أسود قبيح.. وضج الناس بالشكوى ولا حياة لمن تنادى! لكن عندما شاهدت المنظر المبهج للنظافة منذ يومين فكرت أن أشير أو أشيد بهذا الأداء الراقى لهيئة نظافة حى النزهة.. ودفعتنى الحماسة إلى الدخول للبلكونة مرة أخرى صباح اليوم لأمتع نظرى بالنظافة. لكنى للأسف أصبت بصدمة شديدة فقد عاد الحال لما كان عليه.. وتناثرت أكياس زبالة المواطنين على الأرصفة وبجوارها، واختفى عامل النظافة الهمام وتحيرت ولم تسعفنى القريحة فى بداية الأمر.. فقلت لعله مريض.. هل أسأل عليه فى الحى؟.. أم أصابه مكروه لا قدر الله!.. لكنى سرعان ما تنبهت.. فهذا السلوك نحن معتادون عليه فى مصر.. فربما كان مسئول النظافة سيمر على المنطقة.. فلزم العامل موقعه وأجاد فى الأداء.. أو ربما كان هناك سبب آخر لا أعرفه! ولم يخفف من حزنى قليلاً إلا تلك المرأة التى نراها كل صباح تجمع الأوراق من على شريط المترو ليصبح أنظف مكان فى الشارع الواسع.. وسؤال لمسئولى النظافة بالحى: إذا كان صندوق القمامة الذى تم تفريغه فى الفجر قد امتلأ بالقمامة فى الساعة التاسعة صباحاً.. فما بالك بباقى اليوم، والليلة حتى الفجر؟! ولا عزاء للأحياء الشعبية.