منذ أن التقط أول وفد أجنبى أول صورة لوالى مصر محمد على فى العام الذى اخترعت فيه الكاميرا 9381 بالحرملك برأس التين فى الصورة التى وصفها بأنها رجس من عمل الشيطان.. وعشق الأجانب لا يتوقف لتخليد الحياة المصرية بكاميراتهم.. الآن فى مدينة الأقصر معرض للفنان "أنطونيو بياتو" أحد الآباء المؤسسين لفن التصوير الفوتوغرافى والذى عاش فى الأقصر نصف قرن نجح خلاله فى أن يلتقط الكثير من الصور النادرة للمدينة وآثارها بخلاف جولات للفنان فى النوبة وأسيوط والقاهرة والجيزة. الأثرى "فرانسيس أمين محارب" استطاع بالتعاون مع "د. سمير فرج" رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر أن يستعير أكثر من 100 صورة من الأرشيف الخاص بهذا المصور العبقرى فى محاولة جديدة لإحياء ما قام به بياتو، بعد أن كاد هذا الكنز يضيع بعد أن عرضت زوجة بياتو مكتبته للبيع عبر إعلان فى صحيفة "المونيتور الفوتوغرافى".. ووقتها أدرك مدير مصلحة الآثار "ماسبيرو" قيمة هذا الكنز فقام بشراء 1500 نيجاتيف وعدد من الصور الأصلية بمبلغ 30 ألف فرنك، وهو مبلغ خيالى- يوازى 30مليون جنيه فى وقتنا الحالى- وقام ماسبيرو بإيداع هذا الكنز فى المتحف المصرى. فكرة المعرض كما يقول الأثرى فرانسيس أمين- وهو واحد من القلائل المهتمين بالصور الأثرية القديمة وسبق أن أصدر كتاباً مع عدد من الأثريين الإيطاليين عن الصور فى مصر القديمة- إن مؤسسة "بولونيا العالم" الثقافية تمتلك أرشيفاً نادراً لهذا المصور العبقرى، فاقترح أن يعيد فكرة عمل معرض عن أنطونيو بياتو فى مدينة الأقصر التى عاش فيها فى الفترة من 1862 إلى 1905 فى ظل النجاح الذى لاقاه المعرض الذى أقيم فى بولونيا بإيطاليا العام الماضى بالتعاون مع الصحفى الإيطالى الشهير "أنطونيو فيرى" وتكفل القنصل الإيطالى بالأقصر بكل المصاريف. أقام بياتو فى القاهرة، ثم قرر الانتقال إلى مدينة الأقصر منذ عام 1862 حتى وفاته فى عام ,1905 وأنشأ أول استوديو فوتوغرافى أمام معبد الأقصر فى مواجهة النيل ثم انتقل بعدها بسنوات إلى فندق الأقصر. يضم المعرض 100 صورة فوتوغرافية لآثار الأقصر وقرى النوبة، وبعض الآثار فى القاهرة والجيزة، ووافق د. زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على المشاركة بجزء من الآثار الموجودة بالمتحف المصرى فى هذا المعرض الذى يضم عددا من الصور االأصلية الموقعة بخط يد بياتو وأجهزة طباعة الصور وكاميرا تعود لنفس العصر، كما يعرض "داجير وتيب" وتعتبر أول ما أنتجته الفوتوغرافيا عام .1840 يصر فرانسيس أمين على أن الصورة الفوتوغرافية لا تقل أهمية عن الكشف الأثرى، بل قد تؤدى فى أحيان كثيرة لاكتشاف حقائق تتعلق بالآثار مثل الصورة التى التقطها بياتو عام 1870 لتمثالى ممنون بالبر الغربى، والتى تظهر خلفيتها الجبال بدون إقامة منازل قرية القرنة التى بنيت فى تاريخ لاحق على هذه الصورة. ومن أندر الصور المعروضة بالمعرض صورة لمعبد دندرة تعود لعام 1860 تظهر صالة الأعمدة الأمامية بمعبد حتحور من جهة الشرق، وقد اختفى باقى المعبد بالكامل أسفل التلال الترابية، وهو المعبد الذى اكتشفه فى وقت لاحق مارييت فى الحفائر التى قام بها عام 1862.