نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا من العاصمة الإيرانيةطهران يكشف انتشار مقاه سرية فى شوارع صغيرة وضيقة، حيث لا يمكن الوصول إليها عن طريق من يعتادون التردد عليها، وقالت إن الزائر لها لا يشعر أنه فى الجمهورية الإسلامية التى يدعو فيها رجال الشيعة إلى الفصل بين الجنسين ويحرمون سماع الموسيقى، وارتياد مثل تلك النوادى والمقاهى. لكن على العكس مما يسعى إليه رجال الدين وبشكل يناقض مبادئ الثورة الإسلامية فى إيران، يوضح التقرير أن هذه المقاهى تقوم بتشغيل موسيقى البوب لمغنين مشهورين مثل ريكى مارتن، وتوفر خدمة الإنترنت اللاسلكى وتمتلئ بالفتيات ذوات الشعر الطويل الذى يظهر من تحت الحجاب، وتنقل الصحيفة عن جوبين جارئى، صاحب مقهى سرى يسمى «لايم» قوله: «يجب أن يشعر الناس بالراحة هنا، نريد أن نخلق جوا خاصا». وقالت الصحيفة إنه رغم وجود العديد ممن ينتقدون زعماء إيران، فإن هناك خوفا دائما لديهم من أن يؤدى سماع صوتهم الناقد إلى تعرضهم للخطر، لذا فإن معظم الناس يحرصون على خلق عالم خاص سواء فى منازلهم الخاصة أو فى منازل أصدقائهم، وأشارت إلى أن هذه المقاهى فى طهران كانت منذ عشر سنوات تعد على أصابع اليد، أما الآن فهى تنتشر بشكل كبير بحيث يظهر مقهى جديد كل عشرة أيام، حتى أماكن مثل غسيل السيارات ودور السينما لم تخل من هذه المقاهى. ويبدو أن الرقابة لا تزال تمثل قلقا لأصحاب ورواد تلك المقاهى، ففى إحدى ليالى عام 2009 قام ضباط الشرطة المتخصصون فى متابعة سلوك المارة والسيطرة على الشوارع لتعزيز الفضيلة ومنع انتشار الرذيلة، باستيقاف سيارات مليئة بالفتيان والفتيات، ثم ألقوا القبض عليهم بشكل تعسفي، بسبب ارتداء النساء لملابس ضيقة ومرافقتهن أشخاصا غير أزواجهن. الصحيفة أعربت عن أن كثيرا من الشباب هم من يمولون هذه المقاهى، حيث إن هناك أكثر من 70% من الإيرانيين تقل أعمارهم عن 35 عاما، ورغم ارتفاع معدلات البطالة فإن البلاد تتمتع بالثروة النفطية، ناقلة عن إحدى الفتيات قولها: «لأننا نساء لا يمكن لأحد أن يتوقع أننا ندخن، لذلك نأتى إلى هنا لتدخين السجائر ثم نعود إلى العمل»، ويقول هادى، أحد أصحاب المقاهى: «لا يمكن أن نرجع إلى الوراء، يجب أن تتسامح السلطات معنا. الشباب بحاجة إلى مكان للاسترخاء بعيدا عن ضغوط الحياة اليومية، وهذا الاسترخاء لا يوجد إلا بداخل المقاهى».