اختنقت العاصمة وأصيبت بالشلل شبه التام وفى حى المقطم على سبيل المثال الذى كان ملجأ وملاذا للمفكرين والمبدعين أمثال يوسف السباعى والسياسيين أمثال الدكتور رفعت السعيد وكبار الأطباء المشهورين أمثال الدكتور يحيى الرخاوى والعشرات بل المئات والآلاف ممن على شاكلتهم ولم يعد أحد يمكنه أن يراهن على قضاء مصلحة واحدة فى اليوم، ولا لسيارة إسعاف أن تصل بمريض إلى مستشفى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بها ولا لسيارة مطافئ أن تصل لحريق قبل أن ينتهى ويتفحم ولا لسيارة مدارس أو جامعة أن تصل قبل موعد بدء الحصص أو المحاضرة، حيث الشوارع التى تعانى من أكوام القمامة وحفر توصيل مواسير الغاز الطبيعى والصرف الصحى والمياه ومن قبلها كابلات التليفونات والكهرباء وكالعادة تترك الشوارع دون إعادة رصف نتيجة الخلافات والصراعات بين شركة النصر والحى ناهيك عن الاختناقات المرورية التقليدية التى أصبحت فى كل وقت وكل مكان لا فرق بين صباح ومساء ولا بين ليل ولا نهار لكن زاد عليها سلوك البلطجة وقلة الأدب من سائقى الميكروباصات الذين يطيرون بلا أنوار ولا فرامل ويقفون فى أى وقت وأى مكان دون احترام لقانون ولا لقائم عليه وافتراش الأرصفة ونهر الطريق من بائعى الفاكهة والخضروات واللحوم والأسماك الجائلين وغيرها من جميع أشكال البضائع والمنتجات أمام أبواب قسم الشرطة وديوان عام الحى حيث لا يستطيع إنسان أن يجد مكانا يمشى فيه ناهيك عن المقاهى والغرز والكافتريات غير المرخصة التى انتشرت فى كل مكان وتضاعفت زبائنها من أجناس العاطلين ولا من مغيث أو مجيب.