الانتخابات تداهم الثورة.. أصبحت واقعاً علينا أن نعيشه بكل سلبياته قبل إيجابياته، الدعاية الانتخابية بدأت، اللافتات تعود من جديد للشارع المصري بعد غياب قصير المدة.. لكن قبل أي شيء فمن الضروري أن نبحث عن أصحاب هذه اللافتات ونسأل.. من هم؟ ما انتماءاتهم؟ هل هم أصدقاء للتغيير أم مناهضون له؟ والسؤال الأهم هل كانوا من كوادر الحزب الوطني الذي قامت الثورة من أجل إنهائه، أم لم تكن لهم صلة به؟ في الأيام الأخيرة انتشرت بعض القوائم السوداء لبعض الأحزاب التي جذبت بقايا الوطني ويستعدون للعودة للبرلمان من خلال تلك الأحزاب التي جنت ثمار الثورة لحسابها سريعاً.. عدد هذه الأحزاب وصل إلي ثمانية أحزاب. وهذه القوائم خرجت من تحت يد حركة 6 أبريل وشباب من أجل الحرية والعدالة، وضمت حوالي 9 أحزاب كان أهمها حزب «المواطن المصري» الذي يضم كلاً من صلاح حسب الله - وكيل مؤسسي الحزب - ومحمد رجب ومحمد محمود عبد الرحمن، وهم من أهم كوادر الوطني.. وحزب «مصر النهضة» الذي أسسه د.حسام بدراوي الأمين العام للحزب الوطني السابق، وحزب «الحرية» لمؤسسه مُعتز محمد محمود من كوادر الوطني بقنا. وفي السطور التالية نستعرض بعض المعلومات عن بعض شخصيات بقايا الوطني، هؤلاء الذين انضموا للأحزاب التي تضمنتها القوائم الأخيرة، وذلك في محاولة لكشف حقيقتهم وتاريخهم، لعله يكون مساهمة منا في السعي وراء برلمان جديد يُعبر عن مصر الجديدة وليس عن نظام انتهي. حزب «المواطن المصري» هو أبرز حزب يمكن أن نعتبره «ملتقي أصدقاء الوطني»، حيث نجد صلاح حسب الله - وكيل الحزب- يؤكد علي أحقية عودة بقايا فلول الوطني ويصرح بأن حزبه الجديد يختار كوادر الوطني «المحترمين»!.. كذلك هناك أقاويل تتردد بأن حسب الله - الذي لم يكن عضواً في الوطني قبل ذلك - هو فقط يدير الحزب ظاهرياً، لكن مديره الفعلي هو «محمد رجب» زعيم الأغلبية بالشوري وأمين عام الحزب الوطني سابقاً. نجد أيضاً أن من أخطر أعضاء هذا الحزب هو اللواء «حازم حمادي» أشهر الضباط المعروف عنهم العنف أثناء عملهم بأمن الدولة.. خاصة في فترة الثمانينيات والتسعينيات، حيث كان حمادي وقتها رئيسا للمكتب المُختص بمتابعة اليسار الناصري، وكذلك تولي مسئولية قطاع النشاط السياسي ومتابعة أنشطة الجامعات، وكان له دور رئيسي في محاربة وتصفية المعارضة مثل تصفية حزب العمل وتجنيد بعض رموز المعارضة لصالح النظام.. وكان اسمه المستعار الذي عمل به «طارق ممتاز». استقال حمادي من الشرطة لينضم للحزب الوطني ويفوز بالانتخابات البرلمانية عام 2000 ورغم انتشار الأقاويل حول تورطه في قضايا تعذيب، إلا أنه تم تعيينه وكيلاً للجنة حقوق الإنسان في مجلس الشعب! سقط حمادي في انتخابات 2010 وذلك أمام منافسه مختار البيه الإخواني، وترتب علي ذلك أن حمادي أقام دعوي قضائية ببطلان الانتخابات بدائرته وأكد أنها مزورة، وبعلاقاته بأمن الدولة استطاع إثبات تزوير الانتخابات بدائرته وخرج حكم المحكمة لصالحه، والغريب أن حكمه كان الوحيد الذي تم تنفيذه في عهد فتحي سرور، ليعود للبرلمان من جديد، لكن لم يكن له نصيب وقامت الثورة. بعد دخوله البرلمان قال حمادي إن رجل الشرطة يحفظ القانون والتشريع لذلك هو الأقدر بمنصب نائب الشعب، وأن رجال الشرطة هم الأقدر علي الالتحام بالشعب وتلبية مطالب الجماهير! اللواء كان صديقاً مقرباً لجمال مبارك وصفوت الشريف، لذلك قصد الاختفاء فور اندلاع الثورة، وظهر بعد ذلك في بعض المناسبات الاجتماعية، وقاد إحدي المظاهرات المؤيدة للمخلوع، وكان أكبر المدافعين عن صفوت الشريف، ويُقال إنه استضاف الشريف في قصره بعد اختفائه. من أبرز «وطنيي» هذا الحزب نجد أيضاً «أحمد أبوحجي» نائب الوطني ووكيل لجنة القوي العاملة بالمجلس المُنحل.. وأطلقت عليه بعض الصحف لقب «النائب البلطجي» وذلك بعد واقعة إطلاقه للرصاص في داخل قسم شرطة احتجاجاً علي قيام الشرطة بغلق مقهي أخيه وسحب التليفزيون والريسيفر! يتردد أنه يسيطر علي بحيرة ناصر ويحتكر مراكب الصيد هناك.. ونري أنه استغل نفوذه كنائب بالمجلس واستطاع الإطاحة بسمير يوسف محافظ أسوان بسبب بعض الخلافات بخصوص البحيرة. كمال عبدالمنعم الوحيلي.. كادر مهم بالوطني وهو الآن علي قائمة حزب «المواطن المصري».. صاحب شركات استيراد وتصدير، استفاد بشكل كبير من نفوذ الحزب الوطني ويتردد أنه تورط في قضايا مشبوهة. عمل بالكويت لفترة طويلة وبعد عودته لمصر في التسعينيات نصح أخاه بالترشح في انتخابات البرلمان لكن لم يحالفه الحظ.. وبعد دخول كمال البرلمان بدأت تظهر استثماراته العقارية والتي كان أغلبها بالإسكندرية، وبعد الانتخابات الأخيرة رُفعت ضده عدة قضايا بعد تزوير الانتخابات. في نفس الحزب نجد أيضاُ محمد محمود عبدالرحمن أمين الحزب الوطني بالدقهلية، وعضو نقابة التجاريين، وفاز في 2008 برئاسة مجلس محلي المحافظة.. وأيضاً م.أحمد مهني نائب الوطني بمجلس الشوري وأحد أبرز كوادر الحزب بالإسكندرية، ويتردد أنه استغل نفوذه من خلال موقعه النقابي ومساندة الوطني له، لدرجة أن الحزب حاول دفع مبالغ مالية للمرشحين أمام مهني حتي ينسحبوا ويفوز بالتزكية، لكن الحزب توصل في النهاية للحل الأسهل من خلال تزوير الانتخابات.. وينضم للحزب أيضاً د.حمدي السيد القيادي بالوطني ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب المنحل ونقيب الأطباء، وكذلك د.نبيل لوقا، ود.مصطفي السيد وزير الاقتصاد الأسبق، وحمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب. أما حزب «مصر النهضة» لمؤسسه د.حسام بدراوي، فهو أيضاُ من أبرز الأحزاب التي لاقت رواجاً في سوق فلول الوطني.. ويتردد أن أحمد عبدالسلام قورة واسمه الحقيقي «متولي قورة» يستعد للترشح للبرلمان عن هذا الحزب، وهو أحد كوادر الوطني ونائبه بسوهاج.. ويتردد الآن أنه يحاول عقد صفقة مع حزب الوفد للانضمام إليه مقابل مبلغ كبير، لكن الحزب لم يوافق حتي الآن. يقال إن قورة مستحوذ علي 28 ألف فدان بالعياط باسم الشركة المصرية الكويتية، ورغم أن الدولة باعت هذه الأرض - المتر ب10 قروش- لغرض استغلال مُعظم مساحتها في الزراعة، إلا أن قورة أقام مشروعات زراعية علي مساحة ضئيلة قد لا تتعدي ال 500 فدان!، وباقي المساحة خططها لتكون نواة لمنتجع كبير وقصور وفيلات.. وهناك حوادث عديدة نشبت بين بدو هذه المنطقة الصحراوية وبين الشركة المسيطرة علي الأرض بسبب أعمال وضع اليد، وراح ضحيتها الكثير من القتلي. اشتهر في البرلمان بلقب «النائب الكويتي» نظراً لندرة حضوره جلسات المجلس وانشغاله معظم الوقت باستثماراته بالكويت التي عاش بها فترة طويلة وتزوجه من كويتية. تم الحكم علي أخيه «الصياد» ب3 سنين سجن مع وقف التنفيذ، ذلك بعد أن قتل أحد الأشخاص في وضح النهار بسبب تصادم بسيط بين سيارته وسيارة المجني عليه.. وبسبب خلافات مالية بينه وبين أحمد شقيقه، قام بوضع لافتة يؤيد فيها المرشح المنافس عبدالرحيم رضوان ابن وزير الثقافة الأسبق. كذلك هناك حزب «الحرية» لمؤسسه معتز محمد علي محمود ذي العائلة ممتدة الجذور بالحزب الوطني، حيث كان والده زعيم الأغلبية بمجلس الشعب، وكذلك رئيساً لاتحاد التشييد والبناء. بنفس الحزب يوجد أيضاُ اللواء خالد خلف الله رئيس قطاع أمن الدولة بسوهاح، وكان نائبا عن الوطني بمجلس الشعب بمحافظة قنا. يذكر أنه بعد تقاعده علي المعاش ب 3 أيام فقط قرر خوض الانتخابات البرلمانية الأخيرة للمرة الأولي في تاريخه حيث لم يكن له أي نشاط سياسي من قبل، ولكي يستطيع المنافسة قام بتغيير صفته من فئات إلي فلاح! وفاز بالانتخابات المزورة. بنفس الحزب نجد عمر هريدي أمين صندوق نقابة المحامين والذي كان يبدو كأنه ممثل عن الحزب الوطني بالنقابة، بالإضافة أنه كان صديقا لأحمد عز المسجون، وتردد أن عز وقت تشكيل مجلس النقابة كان يجتمع به في «الفور سيزون» وكأنه كان يُعده ليكون النقيب القادم.. وتردد أيضاً أن جهاز الكسب غير المشروع يتحري عن ممتلكاته. ويتفاوض الحزب الآن مع عبدالرحيم الغول، أحد قيادات الوطني ويمتلك من النفوذ ما يعينه علي أي انتخابات في محافظة قنا.. ويذكر أنه كان رئيس لجنتي الشباب والزراعة بمجلس الشعب رغم أنه تعدي من العمر الثمانين عاماً! الغول بدأ حياته موظفاُ بسيطاً في مصنع الألمنيوم وفي غضون سنوات أصبح من أهم المستحوذين علي أراضي في معظم محافظات مصر، ويعد من أبرز الذين اعتمد عليهم الحزب الوطني، وزاره أحمد عز أكثر من مرة في منزله.. ويتردد أنه تورط أكثر من مرة في قضايا فتنة طائفية بسبب امتناع الأقباط عن التصويت له في الانتخابات. أما عن الحزب نفسه، فقد اعترضت لجنة شئون الأحزاب علي اللائحة المالية للحزب، نظراً لأن الحزب يمنح المناصب لأعضائه بطريقة «اللي يدفع أكثر»! ليس هؤلاء فقط.. فهناك الكثير يستعدون للعودة ب «نيو لوك» جديد يوفره لهم الأحزاب الجديدة.. مثل حزب «مصر الحديثة» لمؤسسه نبيل دعبس مالك جامعة مصر الحديثة، وهو والد د.وليد دعبس مالك مجموعة قنوات مودرن الفضائية ويُذكر أنه كان من أكبر المساهمين بجريدة الحزب الوطني. حزب «مصر التنمية» لمؤسسته د.يمن الحماقي عضو هيئة مكتب الحزب الوطني ونائبته في مجلس الشوري سابقاً.. بالإضافة إلي ذلك، حزب «نهضة مصر الديمقراطي» لمؤسسه أحمد أبوالنظر من أبرز كوادر المنحل بالإسكندرية، وحزب «مصر القومي» ومؤسسه طلعت السادات الذي ترأس الحزب الوطني في آخر أيامه، ويدعمه في الحزب الجديد توفيق عكاشة مالك قناة «الفراعين» الفضائية.. وحزب «البداية» لمؤسسه محمود حسام ضابط سابق بأمن الدولة.