الإعلان عن العثور علي جثة طبيب التخدير المصري كريم أسعد في أول أيام عيد الفطر بداخل إحدي دورات المياه بمستشفي «برنس أوف ويلز» فرض نفسه علي اهتمامات الرأي العام في مصر وبدا ذلك واضحا من خلال تفاعلات إعلامية ونقابية ذهبت في معظمها بتصوير الحادث علي أنه عنصري وأنه حلقة من حلقات العداء الغربي للعرب والمسلمين وأننا أمام قضية مشابهة لحادثة مروة الشربيني وأشياء من هذا القبيل، وهذا التفاعل لم يكن بعيدا عن مخزون شعبي تراكم علي مدار عقود انفجر مع ثورة يناير، يطالب بالكرامة ويرفض أي مساس أو إهانة لأي مصري بالخارج مما جعل قضية الطبيب الشاب - الذي أنشأت صفحة له علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعنوان كلنا «كريم أسعد» أسوة بصفحة «كلنا خالد سعيد» - تتحول إلي قضية رأي عام بامتياز. وخلال الأسبوع الماضي تجمعت ل «روزاليوسف» من مصادر مختلفة معلومات دقيقة عن ملف حادث الطبيب كريم أسعد والذي يتولي فك طلاسم لغزه المحقق البريطاني «بول هيرلي» مسئول التحقيقات الجنائية بشرطة جنوب ويلز، ومن جنبات هذاالملف تناثرت معلومات تستدعي التوقف أمامها لأنها تأتي عكس التيار المعلن إعلاميا وخاصة من قبل أسرة الطبيب أسعد، فوفقا لمعلومات «روزاليوسف».. تقدمت أسرة كريم أسعد يوم الاثنين الماضي بطلب إلي المحكمة العليا البريطانية لمنع تشريح الجثمان والإفراج عنه دون تشريح أو أخذ عينات من الدم! وفي ظهيرة نفس اليوم كان أن حدثت اتصالات ما بين شقيقة الدكتور كريم أسعد ومع المسئولين في الخارجية المصرية في القاهرة وتحديدا مع السفير أحمد راغب مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج وخلاله طلبت أسرة الطبيب المصري التدخل من قبل الخارجية لكي يتم الإفراج عن الجثة دون تشريح. وفي اليوم التالي كان أن جاء رفض المحكمة العليا علي طلب الأسرة بالإفراج عن الجثمان دون تشريح وأعطوا الأسرة حق الطعن علي هذا القرار ومنحهم فرصة التقدم بطلب آخر خلال 14 يوما، وهذا الرفض هو الثاني من نوعه إذ سبقه رفض آخر علي طلب مماثل تقدمت به الأسرة إلي المحكمة نفسها عشية معاينة الأسرة للجثمان وكانت هذه المعاينة يوم السبت الماضي ولم تذكر الأسرة أي شيء عن ما شاهدوه في المعاينة!! في يوم المعاينة قامت الأسرة بتعيين محام لتولي الأمر وتقدم بالطلب للمحكمة العليا للإفراج عن الجثة دون تشريح ونصحهم بعدم الحديث عما شاهدوه في معاينتهم لجثمان الطبيب كريم أسعد. رسميا ينفي المسئولون في الخارجية المصرية أي تباطؤ في التعامل مع الحادث منذ لحظة علمهم به ويؤكدون أن الاتصالات لم تنقطع بين ديوان عام الوزارة في القاهرة والقنصلية المصرية في لندن وأسرة الطبيب لمحاولة الكشف عن ملابسات الحادث فمن جانبه قال السفير عمرو الحناوي قنصل مصر العام لدي لندن أن القنصلية تبذل أقصي جهودها مع السلطات البريطانية للإسراع في التوصل إلي كشف ملابسات حادث وفاة الطبيب المصري الدكتور كريم محمد أسعد عبدالملك، وسرعة شحن الجثمان ودفن الفقيد في مصر. لافتا إلي أن القنصلية سبق ونقلت إلي السلطات البريطانية مطلبا تقدمت به أسرة الطبيب المتوفي، بأن يتم الإسراع بنقل جثمانه إلي مصر دون إخضاعه للتشريح بمعرف هيئة الطب الشرعي في بريطانيا. القنصلية المصرية في لندن وحسب ما أكد المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية استقبلت أسرة الطبيب المصري لدي وصولها إلي مطار لندن حيث كان بانتظارها مندوب عن القنصلية. وأوضح أنه تم ترتيب مبيت لها بأحد الفنادق بالعاصمة البريطانية لندن نظرا لتأخر وصول الطائرة التي كانت تقلها، ومن ثم عدم لحاقها بالقطار المتجه إلي ويلز، وأشار إلي أن المستشار ماهر راشد رئيس قسم رعاية المواطنين يرافق الأسرة في كل تحركاتها، وسوف يحضر جلسات التحقيق في هذه الحادثة. ولكن.. ووفقا لمصادر «روزاليوسف» فإن الطب الشرعي البريطاني لن يفرج عن الجثمان أياً كانت المساعي التي تبذل إلي حين التوصل إلي أقرب الأسباب احتمالية لحدوث الوفاة وخاصة أن سلطات التحقيق البريطانية لديها شكوك في شبه جنائية في الحادث وأن مسئولي شرطة ويلز أكدوا تفهمهم لحساسية هذا الإجراء بالنسبة لأسرة الطبيب المتوفي، إلا أنهم وعدوا بتوفير أقصي درجات الاحترام خلال تعاملهم مع الجثمان، وأشاروا إلي سابق خبراتهم في التعامل مع حالات جنائية سابقة لضحايا من المسلمين. هذا الرفض البريطاني الصارم للإفراج عن الجثمان دون تشريح معناه أن استمرار أمد الجثمان دون دفن سيطول.. وهو الأمر الذي يعتبر إهدارا جديدا لكرامة الطبيب المصري في مماته.. أياً كانت أسباب الوفاة.. هذا الإهدار لكرامة «الميت» كان محور غضب نقابة أطباء الإسكندرية والتي أدانت ما وصفته بالتباطؤ الشديد للسفارة المصرية بإنجلترا وعدم سرعة التدخل لكشف ملابسات حادث مصرع الدكتور كريم محمد أسعد عبد الملك، مما قد يؤدي إلي ضياع حقوق الطبيب المجني عليه. حالة الضبابية المسيطرة علي مجريات حادثة طبيب التخدير المصري كانت سببا في فتح الباب أمام الكثير من الاجتهادات الصحفية بعضها استبق نتائج التحقيقات ووضع أسبابا للوفاة، وهذه الحالة ربما أسهم فيها وبشكل كبير الإجراءت التي تباشرها أسرته فعلي غير العادة.. تقف أسرة في مواجهة الإجراءات التي قد تفك لغز وفاة ابنها!!؟