تظل الأغلبية الصامتة من أبناء هذا الشعب.. هى الهدف والغاية من كل جهد مخلص يبذل فى جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وهى بالطبع فى ذهن وعقل كل من يتصدر المشهد السياسى العام فى مصر ما بعد ثورة 25 يناير بكل تداعياتها على أثر النجاح المذهل فى إسقاط رأس النظام.. وبعده سقط العديد من رءوس الفساد فى هذا النظام من كبار المسئولين ورجال الأعمال ممن نهبوا مال الشعب ومقدرات الدولة لمصالحهم وأسرهم وتابعيهم . ويبقى الاهتمام بالأغلبية الصامتة هو المهمة المقدسة لمن حملوا شعلة الثورة من شباب هذا الوطن وتحملوا على عاتقهم الانتفاضة ضد الظلم والطغيان والتى التف حولها جموع الشعب واحتضنتها فى ملحمة رائعة القوات المسلحة المصرية، وضربت أروع الأمثلة للعالم أجمع ودفع من أجلها حوالى 800 شهيد أرواحهم فداء للحرية والعدالة والمساواة. ولكننا جميعا لدينا مسئولية كبرى تجاه هذه الأغلبية الصامتة.. وفى المقدمة منا «النخبة» من أبناء هذا الوطن فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية فى دفع وتحريك هذه الأغلبية الصامتة للمشاركة بإيجابية وفاعلية فى إعادة بناء مصر وتعويض مرحلة مخاض الثورة وما نجم عنها من قلاقل وهروب السياحة والاستثمارات وتعطل دوران عجلة الإنتاج بفعل الإضرابات والاعتصامات والمطالب الفئوية فى مرحلة ما بعد نجاح انتفاضة الثورة.. صحيح أن أغلب هذه المطالب لها مشروعيتها ووجاهتها بعد طول سنوات من حرمان الحقوق وانعدام المساواة وضعف الأجور لدى فئات عديدة من الشعب، ولكن علينا أن ننهض بمصر واقتصادها أولا .. ثم نطالب بثمرة النجاح والعوائد .. لأن كل المؤشرات الاقتصادية والخبراء يصرخون من تردى الأوضاع الاقتصادية وتأثر كل موارد مصر الاقتصادية سلبيا على مدى حوالى 4 شهور ماضية. وتظل مسئولية النخبة من أبناء هذا الوطن متضاعفة تجاه الأغلبية الصامتة فى وقف محاولات إثارة الفتنة الطائفية بين هذا الشعب الذى لم يعرف يوما التعصب الأسود أو التفرقة الممجوجة بين مسلم أو مسيحى وانخرط الجميع فى نسيج واحد عبر التاريخ فى مختلف المحن والأزمات والانكسارات والانتصارات. هذه المحاولات الرخيصة لإثارة الفتن الطائفية وآخرها ما حدث فى إمبابة.. سواء كانت بمخططات خارجية أو بفعل تعصب وتطرف داخلى من بعض الفئات الدينية فى هذا الجانب أو ذاك أو بفعل فلول رجالات الحزب الوطنى وبعض أصحاب المصالح فى النظام المخلوع والتى استخدموا فيها بلطجية مأجورين لابد أن نتصدى لها جميعا بوعى وإدراك كامل لحقيقة الوجود والمصير على أرض هذا الوطن.. وفى المقدمة منا هذه الأغلبية الصامتة بعد أن تتخلى عن صمتها وسلبياتها.