دخل منتخبنا الوطنى فترة حاسمة فى مشواره الكروى مع بداية شهر سبتمبر بخوض مباراتين فى غاية الأهمية أمام إثيوبيا ثم بوركينا فاسو ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 وهى مباريات لا تمثل مجرد خطوة فى سباق طويل بل تأتى فى توقيت حساس يسبق انطلاق كأس الأمم الإفريقية فى المغرب المقررة فى ديسمبر المقبل ما يجعل هذه المرحلة بمثابة اختبار مزدوج يجمع بين حلم التأهل للمونديال والاستعداد للبطولة القارية الكبرى. ويتصدر المنتخب المصرى مجموعته فى التصفيات متفوقا على بوركينا فاسو صاحبة المركز الثانى، وهو ما يمنح الفراعنة أفضلية كبيرة بعد مواجهة إثيوبيا فى القاهرة، أمس الجمعة، قبل السفر لملاقاة بوركينا فاسو بعدها بأيام قليلة وهى المواجهة التى قد تحسم بشكل كبير بطاقة التأهل المباشر لكأس العالم إذ إن متصدر كل مجموعة يضمن الصعود دون الدخول فى حسابات الملحق. ومن داخل معسكر المنتخب بدا واضحا أن الجهاز الفنى بقيادة حسام حسن يتعامل مع الفترة الحالية بأعلى درجات الجدية فقد ركز فى محاضراته مع اللاعبين على أهمية الحفاظ على الصدارة وعدم منح المنافسين أى فرصة للعودة، مشددا على أن المباريات المقبلة يجب أن تدار بعقلية حاسمة توازن بين الصلابة الدفاعية والقدرة على إنهاء الفرص الهجومية كما منح المدير الفنى تعليمات خاصة بضرورة الانضباط التكتيكى طوال التسعين دقيقة وعدم السماح بتكرار الأخطاء التى قد تكلف المنتخب الكثير فى مواجهات مصيرية. وحرص حسام حسن على المزج بين عناصر الخبرة التى اعتادت على مثل هذه المواقف وبين بعض الوجوه الجديدة التى يراها قادرة على تقديم الإضافة، مؤكدا أن هذه المرحلة لا تحتمل الاعتماد على الأسماء فقط بل على الأداء داخل الملعب وظهر ذلك خلال التدريبات التى اتسمت بالجدية حيث تم التركيز على سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم والضغط المبكر على المنافسين إلى جانب تحسين استغلال الكرات الثابتة التى قد تكون سلاحا حاسما فى مثل هذه اللقاءات. ودخل لاعبو المنتخب مباراة إثيوبيا وهم على يقين من أنها تمثل فرصة مثالية لتعزيز الصدارة وإرسال رسالة طمأنة للجماهير قبل السفر إلى بوركينا فاسو، حيث ستكون المباراة أصعب بالنظر إلى قوة المنافس وطبيعة الأجواء الجماهيرية هناك ومع ذلك فإن فارق النقاط الحالى يمنح المنتخب فرصة للتعامل مع المباراة هناك بثقة أكبر لكن مع إدراك كامل أن التفريط فى أى نقطة قد يفتح الباب أمام حسابات غير مرغوبة. ولا يخفى على أحد أن هذه المرحلة تحمل طابعا مزدوجا فهى من ناحية فرصة ذهبية لحسم التأهل إلى المونديال ومن ناحية أخرى بروفة قوية قبل كأس الأمم الإفريقية حيث يسعى الجهاز الفنى إلى الوصول إلى أفضل تشكيلة وأكثرها انسجاما قبل خوض البطولة القارية، ولذلك فإن أداء المنتخب لن يقتصر تأثيره على جدول التصفيات فقط بل سيمتد ليشكل صورة مبدئية عن قدرة الفريق على المنافسة فى المغرب بعد أشهر قليلة. ويمكن القول إن المنتخب الوطنى يقف على أعتاب مرحلة فاصلة إذ يملك أفضلية فى سباق التصفيات ويستعد فى الوقت ذاته لبطولة قارية لا تقل أهمية وبين هذا وذاك تبقى مسؤولية الجهاز الفنى واللاعبين أن يترجموا التفوق النظرى إلى نتائج ملموسة تضمن استمرار التفوق ورفع سقف الطموحات نحو المستقبل. 1