غادر الرئيس عبدالفتاح السيسى، أول أمس الخميس، العاصمة اليونانية أثينا فى ختام الزيارة الرسمية التى قام بها إلى جمهورية اليونان، متوجهًا إلى العاصمة الروسية موسكو - وقت مثول المجلة للطبع - وذلك للمشاركة فى احتفالات عيد النصر، تلبيةً لدعوة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. الرئيس اليونانى وخلال زيارته للعاصمة اليونانية التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمقر رئاسة الجمهورية فى أثينا، بالرئيس اليونانى كونستانتينوس تاسولاس، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس، وذلك فى مستهل الزيارة الرسمية التى يقوم بها إلى اليونان. وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد التأكيد على الزخم الذى تشهده العلاقات بين البلدين، والذى يتجسد فى الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين مصر واليونان خلال الزيارة، إلى جانب التوقيع على الإعلان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وعدد من الاتفاقيات التى تعزز التعاون فى مجالات مختلفة، مما يعكس الإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أكثر عمقًا واتساعًا. وأضاف السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، أن الرئيس أكد خلال اللقاء على اهتمام مصر بالشراكة المتميزة التى تجمعها باليونان، والتى تمثل ركيزة قوية للتعاون الثنائى والإقليمى، وحرص مصر على تعزيز التعاون المشترك مع اليونان فى المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية، إلى جانب مجالات الطاقة والنقل والربط الكهربائى، خاصة مع تنفيذ مشروع الربط الكهربائى بين مصر واليونان، الذى يُعد نقلة نوعية فى مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ويفتح آفاقًا جديدة لنقل الطاقة الكهربائية النظيفة من مصر إلى أوروبا للمرة الأولى. وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس اليونانى أعرب من جانبه عن تقدير بلاده الكبير لمصر، مشيرًا إلى حرص اليونان على تعزيز العلاقات مع مصر بما يتناسب مع حجم الشراكة القائمة بين البلدين، خاصة مع الدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى إرساء دعائم الأمن والاستقرار الإقليميين ومعالجة أزمات المنطقة، وهو ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لمصر كشريك رئيسى للاتحاد الأوروبى. وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول كذلك القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة، وسوريا، وليبيا، واليمن، وأمن الملاحة فى البحر الأحمر، إلى جانب سبل تجنب التصعيد الإقليمى وتعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث تم التأكيد فى هذا الصدد على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين مصر واليونان لضمان تحقيق التهدئة واستعادة الاستقرار فى المنطقة.
رئيس الوزراء اليونانى كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمقر رئاسة الوزراء فى أثينا، برئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس، وذلك فى إطار الزيارة الرسمية التى قام بها الرئيس إلى اليونان. وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شمل جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين، ثم المشاركة فى مأدبة غداء أقامها رئيس الوزراء اليونانى على شرف الرئيس. وأوضح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى، أن المباحثات تناولت مجمل العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بما فى ذلك تكثيف التعاون فى إطار منتدى غاز شرق المتوسط، وآلية التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص، وتطرقت إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها الوضع فى قطاع غزة، حيث شدد الجانبان على أهمية استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وضمان وصول المساعدات الإغاثية إلى القطاع بالكميات الكافية لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة. كما أكدا أهمية تنفيذ حل الدولتين باعتباره الضمان الوحيد لتحقيق سلام دائم واستقرار مستدام فى المنطقة، مشددين على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية للحيلولة دون تصعيد أو توسع دائرة الصراع فى المنطقة. وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى تطورات الأوضاع فى منطقة شرق المتوسط، حيث رحب الرئيس بجهود التهدئة الحالية فى المنطقة، معربًا عن تطلعه إلى استثمار هذه الأجواء الإيجابية لحل أى خلافات قائمة، بما يتيح تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية لصالح شعوب المنطقة، كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع فى سوريا، لبنان، ليبيا، السودان وأمن الملاحة فى البحر الأحمر، بالإضافة إلى الأزمة الروسية - الأوكرانية. وفى أعقاب المباحثات، وقّع السيد الرئيس ورئيس الوزراء اليونانى الإعلان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، كما شهدا توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات عدة، تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. وذكر المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس ورئيس الوزراء اليونانى ترأسا الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين مصر واليونان، حيث تم استعراض مسار التعاون الثنائى والموقف التنفيذى للمشاريع المشتركة فى مختلف المجالات الجارى تنفيذها، وفى مقدمتها مشروع الربط الكهربائى بين البلدين الذى يعد بمثابة خطوة استراتيجية مهمة نحو تعزيز أمن الطاقة فى المنطقة والاتحاد الأوروبى، باعتباره أول ربط مباشر للطاقة النظيفة القادمة من مصر إلى أوروبا عبر اليونان، كما تم بحث التعاون فى مجالات التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، والهجرة النظامية واستقدام العمالة الموسمية. وقد أكد الرئيس خلال أعمال الاجتماع على أهمية مجلس التعاون كونه يمثل نقلة نوعية فى العلاقات الثنائية، ويعزز من التواصل والتنسيق الوثيق بين البلدين فى القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما يدعم المجلس التعاون الاقتصادى والتنموى الثنائى، وتبادل الخبرات، والتكامل فى مجالات حيوية مثل النقل، البيئة، الأمن البحرى، التعليم، الصناعات التحويلية والطاقة، وفى مجالى مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، استنادا إلى التجربة المصرية الناجحة فى هذين المجالين. هذا، وقد عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا تناول مجريات المباحثات بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء اليونانى، واستعراضا لأهم القضايا التى تمت مناقشتها. كما التقى الرئيس السيسى خلال زيارته عددا من رؤساء الشركات اليونانية لبحث سبل التعاون المشترك.