تعيش المملكة منذ يوم الأربعاء الماضى وحتى اليوم السبت، أجواء احتفالية مختلفة بكل المناطق، حيث تم تنظيم برامج تتضمن المسيرات والأهازيج وتنظيم مناطق للمشجعين، ونقلت القنوات السعودية وبشكل مباشر كافة الاحتفالات الشعبية بالفوز التاريخى بتنظيم كأس العالم، فى حين تحتضن الرياض المعرض الرئيسى لكأس العالم وهو مقر اللقاءات والزيارات الرسمية بهذه المناسبة. وعقب إعلان الفيفا فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم كأس العالم 2034، قال ولى العهد، الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء «نحن لا نحلم.. نحن نفكر فى واقع يتحقق». وشدد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء على عزم السعودية الكبير على المساهمة الفعّالة فى تطوير لعبة كرة القدم حول العالم، ونشر رسائل المحبة والسلام والتسامح، متسلحة بقدراتها وإمكاناتها الكبيرة، علاوة على طاقات شعب السعودية وهممهم العالية لتحقيق الصعاب، التى كان أحد ثمارها الفوز بملف استضافة كأس العالم 2034 بشكل رسمى.
وكان ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، قد أوضح فى وقت سابق بأن السعودية تعد أعظم قصة نجاح فى القرن ال21»، فيما تُحقق اليوم نجاحًا لافتًا باستضافتها كأس العالم فى 2034 وهو الأمر الذى يعد لحظة تاريخية ومحطة ستنطلق منها الرياضة السعودية نحو آفاق جديدة من النجاح والتميز.
وأعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولى العهد رئيس مجلس الوزراء، الأربعاء تأسيس «الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034»، وذلك عقب إعلان الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» فوز السعودية باستضافة بطولة كأس العالم 2034، ويرأس ولى العهد مجلس إدارة الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034، الذى يضم كلًّا من: الأمير عبدالعزيز بن تركى بن فيصل وزير الرياضة، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، ومحمد آل الشيخ وزير الدولة عضو مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية، وماجد الحقيل وزير البلديات والإسكان، ومحمد الجدعان وزير المالية، والمهندس عبدالله بن عامر السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، والمهندس أحمد الراجحى وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والمهندس صالح الجاسر وزير النقل والخدمات اللوجستية، وأحمد الخطيب وزير السياحة، والمهندس فهد الجلاجل وزير الصحة، والمهندس إبراهيم السلطان وزير الدولة رئيس مجلس إدارة مركز دعم هيئات التطوير، وتركى آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، وياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة، والدكتور فهد تونسى المستشار بالديوان الملكى، وعبدالعزيز طرابزونى المستشار بالديوان الملكى، وياسر المسحل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودى لكرة القدم.
ويأتى إعلان تأسيس الهيئة تأكيدًا على عزم السعودية على تقديم نسخة استثنائية من المحفل الأكثر أهمية فى عالم كرة القدم كأول دولة عبر التاريخ تستضيف هذا الحدث بمشاركة «48» منتخبًا من كافة قارات العالم، فى تجسيد للدعم والاهتمام غير المسبوق الذى يجده القطاع الرياضى من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولى العهد رئيس مجلس الوزراء. وتُشكِّل استضافة السعودية لبطولة كأس العالم 2034، خطوة استراتيجية نوعية، ستُسهم مباشرةً فى تعزيز مسيرة تحول الرياضة السعودية، ورفع مستوى «جودة الحياة»، الذى يُعد أحد أبرز برامج رؤية السعودية 2030 التنفيذية، والساعية إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين بممارسة الرياضة فضلًا عن صقل قدرات الرياضيين وتحسين الأداء الرياضى للألعاب الرياضية كافة، ما يجعل السعودية وجهة عالمية تنافسية فى استضافة أكبر الأحداث الرياضية الدولية. وينتظر أن تُبرز السعودية نفسها من خلال استضافة كأس العالم 2034 كوجهة اقتصادية واستثمارية ورياضية وسياحية، علاوة على الثقافية والترفيهية، حيث سيتعرف الملايين من زوار السعودية على إرثها وموروثها الحضارى والتاريخى، والمخزون الثقافى العميق الذى تتميز به. وأعلن الاتحاد الدولى «فيفا»، من خلال اجتماع كونجرس FIFA الاستثنائى لعام 2024 فى مقر «فيفا» فى زيورخ، يوم الأربعاء الماضى الموافق ل 11 ديسمبر2024، برئاسة رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «جيانى إنفانتينو»، عن إقامة كأس العالم 2034 فى السعودية. وحظى ملف التقديم السعودى برقم تاريخى، حيث حصل على أعلى تقييم بتاريخ تنظيم بطولات كأس العالم بعد أن أعلن فيفا أن الملف السعودى حصل على تقييم 419.8 من 500 نقطة فى إنجاز تاريخى غير مسبوق، والذى يرفع شعار «معًا ننمو» بدعم كبير من القيادة وإشراف مباشر من سمو ولى العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان. وجاء فى التقرير الفنى لفيفا أن ملف ترشح السعودية يتضمن مجموعة من الملاعب الرائعة، التى يمكن لها توفير بنية تحتية حديثة لاستضافة المباريات، مع طموح عال فى الابتكار عبر إدراج بعض مشاريع البناء التى تتميز بتصميمات وتكوينات جديدة، مقدمًا مقترحات مدعومة بمفهوم إرث شامل مرتبط بالرؤية والاستراتيجية الأوسع للبلد. ووصف التقرير الملاعب بالمشاريع الفريدة من نوعها، وبإمكانات هائلة، ستغير الطريقة التى يتم التعامل بها مع تصميمات وهياكل الملاعب المستقبلية، كما سلط الضوء على مبادرات استدامة مثيرة للإعجاب ضمن عروض الملاعب المقدمة، بدءًا من الطاقة المتجددة، إلى إعادة استخدام مواد البناء. وذكر التقرير أن الملف السعودى يتضمن بعض المشاريع الطموحة للملاعب فى مواقع فريدة، مثل ملعب (الأمير محمد بن سلمان) فى مشروع القدية، وملعب (نيوم) الواقع ضمن مشروع (ذا لاين)، كما تحدث عن ملاعب تمتد هياكلها الأعلى وأجزاء منها إلى الأحياء المحيطة، مثل ملعب (المربع الجديد) وملعب (روشن).
وأوضح أن جميع الملاعب تلبى متطلبات القدرة الاستيعابية الإجمالية، وعلى رأسها ملعب (الملك سلمان الدولي)، الذى سيكون مسرحًا للمواجهتين الافتتاحية والنهائية، إذ تصل سعته إلى نحو 93 ألف متفرج، علمًا بأن الحد الأدنى المطلوب من الاتحاد الدولى لملعب الافتتاح والختام هو 80 ألف متفرج. وحدد ملف ترشح السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 عدد الملاعب التى ستحتضن المباريات ب15 ملعبًا موزعة بين خمس مدن، حسبما كشف الاتحاد الدولى لكرة القدم فى وقت سابق. والمدن الخمس هى الرياض، التى تضم وحدها 8 ملاعب، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم. ومن بين ملاعب العاصمة الرياض ملعب الملك سلمان الجديد، الذى يتسع لأكثر من 92 ألف متفرج ويستضيف، بحسب الملف، المباراتين الافتتاحية والنهائية، على أن يصبح الملعب الرئيس للمنتخب السعودى. ويشير الملف، الذى يحمل شعار «معًا ننمو»، إلى ملعب الأمير محمد بن سلمان فى القدية، الواقع على إحدى قمم جبل طويق، الذى سيتميز بتصميم مستقبلى مبتكر غير مسبوق، وملعب مدينة الملك فهد الرياضية، الذى يجرى تطويره ورفع طاقته الاستيعابية لأكثر من 70 ألف متفرج. ويبرز فى جدة ملعب وسط جدة، الذى سيبنى بتصميم معمارى مستوحى من التراث المحلى والعمارة الخشبية التقليدية لمنطقة جدة البلد، وملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية (الجوهرة المشعة). وسيتربع ملعب (أرامكو)، فى الخبر، على شاطئ الخليج العربى، وسوف يحاكى تصميمه، الذى يشمل عددًا من الأشرعة، شكل الدوامات التى تظهر قبالة الساحل خلال الصيف. وإلى الجنوب، يشهد ملعب (جامعة الملك خالد) فى مدينة أبها، المستخدم من جانب الجامعة حاليًا، أعمال توسعة مؤقتة لزيادة سعته إلى أكثر من 45 ألف متفرج، بهدف استخدامه لاستضافة مباريات كأس العالم. ومن المقرر، بحسب الملف السعودى، أن يكون ملعب نيوم، الذى سيقع على ارتفاع يزيد على 350 مترًا ضمن هيكل مشروع ذا لاين، ملعب كرة القدم الأكثر تميزًا على مستوى العالم، وتشمل المصادر الأساسية لإمداد الملعب بالطاقة كلا من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ما يشكل نقلة نوعية على مستوى ملاعب الساحرة المستديرة. واستثمارًا لمساحة المملكة وتنوع مناطقها، تمتد خطة الاستضافة إلى عشر مدن داعمة للمدن الخمس المضيفة، تحتضن بعض معسكرات المنتخبات المشاركة قبل وخلال البطولة، وتضم مناطق سياحية تمكن المنتخبات والجماهير من استكشاف الموروث الحضارى للسعودية وخوض تجارب سياحية مميزة. ويستعرض الملف ما يزيد على 230 ألف غرفة فندقية، موزعة على المدن المضيفة والأخرى الداعمة، لكبار الشخصيات، ووفود الاتحاد الدولى، والمنتخبات المشاركة، والإعلاميين، والجماهير، فضلًا عن 132 مقر تدريب فى المدن ال15، تشمل 72 ملعبًا مخصصًا للمعسكرات التدريبية، إضافة إلى مقرى تدريب للحكام. ويعد تنظيم السعودية هذا الحدث العالمى، ليس فقط كفرصة رياضية، بل كمنصة لاستعراض ثقافتها وتاريخها الغنى؛ ما يفتح آفاقًا جديدة أمامها لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.