حوار كروى

فى الاستوديو التحليلى لأحد البرامج الرياضية والتى استضاف فيه المقدم – كالمعتاد – اثنين من النقاد الكرويين الجهابذة لتحليل تفاصيل مباراة فى كرة القدم.. واستهل البرنامج بتقرير يقدمه مراسل قائلًا: «(يمكن) أنا أتحدث إليكم من داخل ملعب المباراة و(يمكن) درجة الحرارة تتجاوز الأربعين.. و(يمكن) تشكيل المباراة للفريق «الأخضر» ينقصه اللاعب «الأسطورة – خيشة الدواسة» للإصابة.. ويمكن الحكم أطلق صفارته الآن لبداية المباراة.
ولفظ (يمكن) المتكرر هذا أصبح لازمة لغوية عبثية شاعت شيوعًا بغيضًا بين جميع المعلقين والمحللين.. وهى تتناقض تمامًا مع المدلول المقصود للجملة المطروحة.. ورغم ذلك فإن مقدم البرنامج قدم الشكر والتحية للمراسل وأشاد به إشادة غامرة وأسبغ عليه صفة التألق الرائع والتميز الباهر فى السرد والصياغة.
يبدأ الحوار باعتراض أحد المحللين الذى يؤكد أن «خيشة» ليس أسطورة ولا يحزنون بل إنه عالة على الفريق.. وينبغى سرعة الاستغناء عنه ثم يبدأ فى سرد طريقة اللعب فيشيد بالمدرب العبقرى الذى سيلعب بخطة دفاعية هى (1-9-1) الشهيرة التى كان يلعب بها فريق «طنطا» عندما صعد منذ سنوات طويلة إلى الدورى الممتاز.. وفلسفة الخطة الجهنمية تتمثل فى شعار تكتيكى رائع هو «اللى يفوت يموت» أما خط الوسط والهجوم.
يصيح المحلل الآخر مقاطعًا ساخرًا: هى فى خط وسط وهجوم فى هذه الخطة العقيمة؟!
- نعم فى الهجمات المرتدة... بشرط أن يأكل اللاعبون النجيلة.. و
- - (فى غضب) أرفض هذا التعبير السخيف والمفهوم السوقى.. اللاعب لا يأكل النجيلة.. هذا شأن الدواب وليس الآدميين.
- ما علينا.. المهم أن خط الوسط على أفراده التركيز وأن يكونوا «فايقين» و«رجالة».
- «فايقين» إزاى يعنى؟! هل المعتاد أنهم يلعبون فاقدى الوعى؟! – أما المطالبة بأن يكونوا رجالة فهى تدعونا إلى التساؤل هل هم فى مباريات أخرى كانوا «جنسًا آخر»؟!
- - (متجاهلًا مكملًا) أما المهاجمون فعليهم تعمد الوقوع فى منطقة جزاء الخصم بتعمد العرقلة والمهاجمين وشطارتهم فى ضربات الحظ!
- مسمى ضربات الحظ خطأ فادح.. فهو يعنى الترويج أن النجاح والإخفاق مسئولية القدر والنصيب وإرادة السماء و«بختك يا أبو بخيت».. أن اسمها الصحيح هو «ضربات الترجيح» وليس الحظ لأنها تعتمد على المهارة فى التصويب.
- على العموم حتى لو طلعت ضربات الجزاء برة الشبكة.. الحكم والفار حبايبنا وحايعدوها.. إنت فاهم طبعًا.. وكله منه والرزق يحب الخفية.. و«عك وربك يفك».. و«انسى وخد البنسة».