سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رمضانك مصرى "4".. «نفيسة العلم» عشقها المصريون واعتبروا منزلها مزارًا لطلب العلم والرضا.. «السيدة نفيسة» حالة روحانية نادرة يقصدها الزوار فى وداع رمضان الكريم
«تم البدر بدرى والأيام بتجرى والله لسة بدرى والله ياشهر الصيام».. ليست مجرد أغنية مميزة للقديرة الراحلة شريفة فاضل من تأليف الراحل المبدع عبدالفتاح مصطفى، لكنها كلمات صادقة نابعة من القلب تصف مشاعر الملايين من المصريين فى وداع شهر رمضان المبارك. فمع دخول العشر الأواخر للشهر الفضيل، تنزل الرحمات والنفحات ويصطف جموع المسلمين لأداء صلاة التراويح وقراءة القرآن الكريم فى مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها الملقبة ب«نفيسة العلم»، حيث الراحة وهدوء النفس وسكينة الروح ليغتنموا روحانيات جميلة لها سحر خاص.
قصة مسجد عشقه المصريون حالة روحانية نادرة تشعر وتسعد بها عند زيارتك لمسجد السيدة نفيسة خلال شهر رمضان الكريم فى منطقة مصر القديمة الذى يحظى بمكانة كبيرة لدى المصريين، حيث سمى بهذا الاسم نسبة إلى السيدة نفيسة رضى الله عنها، وهى بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن على بن أبى طالب، ولدت فى مكة فى 11 ربيع الأول عام 145ه، وانتقل بها والدها إلى المدينةالمنورة، وهى فى الخامسة من عمرها، فكانت تذهب إلى المسجد النبوى وتسمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب «نفيسة العلم» قبل أن تصل لسن الزواج. هى من سيدات أهل البيت التى اشتهرت بأنها من أولياء الله الصالحين لورعها وزهدها، وكانت ذا مال وجاه؛ فكانت تُساعد المحتاجين والفقراء، وتشملهم ببرها وخيرها. تزوجت السيدة نفيسة من حفيد الإمام الحسين إسحاق المؤتمن واختارت مصر لتكون مقصدًا لها، فرحب بها المصريون، واعتبروا منزلها مزارًا يتردد عليه المئات يوميًا، لطلب العلم والرضا. قيل إنها حجت ثلاثين حجة، مشياً على الأقدام.. وكانت خاتمة للقرآن الكريم وكثيرة للصيام، حيث كانت تصوم السنة بأكملها. عُرفت السيدة نفيسة، بدعائها المستجاب، وقيل أن المصريين لجأوا لها عند جفاف النيل فدعت لهم، وأخذوا حجابها وألقوه فى النيل ففاض. حفرت «نفيسة العلم» قبرها بيدها، وكانت تُصلى فيه وتقرأ القرآن، حتى توفيت فى رمضان عام 208 هجريًا، وعندما جاء زوجها أراد نقل الجثمان الشريف للمدينة للدفن مع عائلتها، وهو ما رفضه بشدة المصريون الذين تعلقوا بها، ما جعل زوجها يترك الجثمان فى مصر، حيث ضريحها ومسجدها الآن. يروى التاريخ أن المسجد قد تأسس بالشكل الذى هو عليه الآن فى عام 1314 هجريًا، 1897 ميلاديًا، بناء على طلب الخديوى عباس حلمى الثانى، وله مدخل بارز ومرتفع تغطيه طاقية بنيت على الطراز المملوكى، من الداخل يوجد حيز مربع مسقوف بسقف خشبى منقوش بزخارف عربية جميلة، هذا السقف محمول على ثلاثة صفوف من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية. موائد الخير نفحات الإيمان تعم المكان، حيث تنتشر موائد الرحمن فى ساحة السيدة النفيسة طوال شهر رمضان الكريم ويتسابق العديد من التجار والشخصيات العامة على أعمال الخير لمساعدة الأهالى والبسطاء من السيدة والمناطق المجاورة، واشتهرت المنطقة بفكرة مطبخ الخير وإطعام الطعام لأكثر من 3000 شخص مع تواجد أشهر الطباخين المحترفين لموائد الرحمن. موائد الرحمن فى منطقة السيدة نفيسة لها طابع مميز قد يمتد العمل بها على مدار ال24 ساعة خصوصًا فى العشر الأواخر من رمضان لتجهيز ما لذ وطاب من الأطعمة والحلويات بكميات وفيرة، كما يحرص الأهالى هناك من الكبار والأطفال على الاشتراك فى رص الموائد الخشبية بطول ساحة السيدة نفيسة مع إعداد الأطباق وأكواب التمر والعصائر الطازجة للصائمين. فرحة العيد يقضى الأهالى فى حى السيدة نفيسة والأحياء المجاورة آخر أيام الشهر المبارك فى أجواء من الترابط والتراحم تنمى مشاعر المودة والمحبة بينهم، وكما استقبلوه بفرحة غامرة.. يودع المصريون شهر رمضان الكريم بقلوب عامرة بالإيمان تاركًين ذكرى عطرة وأعمالًا صالحة مع الرغبة فى الاستمرار على تأدية العبادات للتقرب إلى الله عز وجل.. حتى يغتنم المسلمون جائزة الصيام بفرحة عيد الفطر المبارك حيث السعادة والبهجة التى تعم كل البيوت المصرية. يبهرك مشهد صوانى الكعك والبسكويت التى تملأ جميع المناطق والأحياء الشعبية، هذا الفلكلور الشعبى الجميل الذى لا غنى عنه كل عيد، حيث تبدأ سيدات المنطقة فى إعداد وتجهيز الكعك فى المنازل وبعدها يخرج الأطفال حاملين صوانى الكعك إلى أقرب فرن لتسويته، لتتباهى كل أسرة بمهارتها فى صنع كعك العيد باعتباره موروثًا ثقافيًا عن أجدادنا الفراعنة. ثم تأتى ليلة العيد ومعها أمنيات جميلة تدعو بها القلوب لكى تتحقق.. فيستعد لها الأطفال بشراء الثياب الجديدة من المحال المجاورة والذهاب للمراجيح المنتشرة فى أرجاء المكان باعتبارها من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك. فيما تشهد ساحة السيدة نفيسة كثافة عالية، حيث يتوافد المصلون على المسجد لإحياء شعائر صلاة عيد الفطر المبارك وسط ترديد تكبيرات العيد.. ويتبادلون الأحاديث والتهانى بقدوم أيام مبهجة وكل عام وأنتم بخير..عيد فطر مبارك. 1 2