حذّر مجموعة من العلماء، من التطور السريع لفيروس كورونا المستجد، حيث طوّر متحورًا جديدًا، أُطلق عليه يوم القيامة، نتيجة لسرعة انتشاره، وانتقال عدواه فى الصين، معقل انتشار الفيروس، وفقًا لما نشرته صحيفة ديلى ميل البريطانية. وأوضحت الصحفية خلال تقريرها، أن الخبراء يحذرون من أن تؤدى الأزمة المستمرة، لانتشار فيروس كورونا، إلى خطر ظهور متغير متحور قاتل يتفادى جدار المناعة وذلك تزامنا مع أعياد الميلاد فى جميع أنحاء العالم. جاء ذلك، بعد عودة تفشى فيروس كورونا فى الصين معقل انتشاره، حيث ظهر فى أواخر 2019 بووهان الصينية، ومن ثم عودة إغلاق العديد من المدن، لكبح انتشاره. ويتوقع الخبراء، أن انتشار المتحور الجديد، أى السلالة الفرعية لمتغير أوميكرون، قد ينتج عنه إصابة نحو 250 مليون شخص بالصين، ما يعيد العالم إلى أولى معاركه فى مكافحة الوباء ب 2020. البقاء فى المنزل حثت سلطات شنغهاى السكان على البقاء فى منازلهم فى مطلع هذا الأسبوع، لتقليل المظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد فى المدينةالصينية الأكثر اكتظاظًا بالسكان مع زيادة الإصابات بكوفيد- 19 على مستوى البلاد بعد رفع القيود الصارمة. ودعا فرع من لجنة الصحة ببلدية شنغهاى الشباب على وجه الخصوص إلى تجنب التجمعات الحاشدة التى يسهل خلالها انتقال العدوى فى ظل انخفاض درجات الحرارة. وعادة لا يجرى الاحتفال بعيد الميلاد فى الصين، لكن من الشائع أن يقضى الشبان وبعض الأسر العطلة معًا. ويزيد انتشار المتحور أوميكرون بعد أسابيع من إنهاء السلطات فجأة سياسة صفر كوفيد الصارمة ووقف اختبارات كوفيد الإلزامية ورفع قيود السفر، إذ أصبحت الصين آخر دولة كبرى تتجه نحو التعايش مع الفيروس. فى حين رحب كثيرون بتخفيف الإجراءات، لم تكن الأسر والنظام الصحى على استعداد لمواجهة ارتفاع عدد حالات الإصابة، وتكافح المستشفيات لتوفير الأسرة وأكياس الدم، والصيدليات لتوفير الأدوية فيما تسارع السلطات لتجهيز عيادات. وتستضيف شنغهاى عادة سوقًا كبيرة لعيد الميلاد فى منطقة تسوق فاخرة، لكن انتشار أوميكرون أثر على الاحتفالات. وقالت جاكلين موكاتا، التى تعمل فى قطاع الضيافة، إن العديد من مطاعم شنغهاى ألغت حفلات عيد الميلاد التى تقيمها عادة فى حين حدت الفنادق من الحجوزات بسبب نقص الموظفين. وأعلنت هيئة الصحة الوطنية يوم السبت الماضى تسجيل 4128 إصابة يومية بكوفيد- 19، ولم تسجل وفيات لليوم الرابع على التوالى. فى حين ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» وموقع «بلومبرج» نقلا عن أرقام من وثيقة مسربة أن حوالى 248 مليون شخص فى الصين أو 18 بالمائة، من سكان البلاد، يرجح أنهم أصيبوا بمرض كوفيد19-، فى الأسابيع الثلاثة الأولى من ديسمبر. وتتحدث إحصائيات رسمية فقط عن 62 ألف حالة إصابة بمختلف أنحاء البلاد، فى الأسابيع الثلاثة من ديسمبر، المذكورة فى المذكرة. وطبقًا لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، فإن الإحصائيات تأتى من نائب رئيس مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، سون يانغ، والذى أشار إلى أن إصابات كوفيد19-، مازالت ترتفع، وأضاف إن أكثر من نصف سكان إقليم «سيتشوان» جنوب غرب الصين، البالغ عددهم 81 مليون نسمة، ونفس النسبة من 21 مليونًا فى بكين، مصابون. من ناحية أخرى قال وزير الصحة الهندى مانسوخ ماندافيا إن بلاده جعلت تقديم ما يثبت سلبية اختبار كوفيد- 19 إلزاميا بالنسبة للقادمين من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ وتايلاند. وصرح الوزير أن القادمين من تلك الدول سيخضعون للحجر الصحى إذا ظهرت عليهم أعراض كوفيد أو كانت اختباراتهم إيجابية. سلالة جديدة؟ وقال مسئولون فى مجموعة عالمية تعمل على تتبع انتشار فيروس كورونا، إن تفشى هذا الفيروس فى «الصين» يأتى بسبب سّلالات الفيروس التى انتشرت فى أنحاء العالم بالفعل، مع عدم وجود علامات حتى الآن على ظهور متحورات جديدة خطيرة. وأفادت وكالة بلومبيرج بأن السلطات الصينية كانت قد قدمت: 25 عينة جينية جديدة من «بكين ومنغوليا الداخلية وقوانغتشو» فى الشهر الماضى، إلى: «المبادرة العالمية لتبادل البيانات بشأن أنفلونزا الطيور»، وهى قاعدة بيانات يُشارك فيها العلماء من جميع أنحاء العالم تسلسلات فيروس كورونا، كوسيلة لرصد التحورات الجديدة. وقد سمحت التغييرات الصغيرة، التى تحدث بشكل طبيعى بينما ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر، للعلماء بتتبع كيفية تحرك مسببات المرض فى «الصين»، وتقديم الطمأنينة بشأن اتجاهه حتى الآن. ومن جانبه؛ قال «بيتر بوغنر»، الرئيس التنفيذى ل«المبادرة العالمية لتبادل البيانات بشأن أنفلونزا الطيور»، فى مقابلة هاتفية: «لا يوجد دليل فى هذه المرحلة يُشير إلى وجود أى سّلالات جديدة ذات أى أهمية». بريطانيا كشفت بيانات رسمية عن توقعات بإصابة أكثر من مليون بريطانى، بفيروس كورونا خلال عطلة عيد الميلاد هذا العام، حيث ارتفعت أعداد الحالات بنسبة 9 % فى أقل من أسبوع، وذلك وفقًا لديلى ميل. أظهرت أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية البريطانية، إصابة 1.2 مليون شخص بفيروس كورونا خلال الفترة الماضية، ومن المتوقع أن تستمر الإصابات فى الارتفاع فى الأسابيع المقبلة، بسبب اختلاط الناس فى حفلات عيد الميلاد. وقال البروفيسور بول هانتر، خبير الصحة العامة فى جامعة إيست أنجليا: معدل إصابات فيروس كورونا لا تزال فى ارتفاع ولكن ليس بالسرعة التى كانت عليها خلال الموجات السابقة، لذلك أظن أننا سنشهد ارتفاعًا فى أعداد العدوى إلى ما بعد عيد الميلاد، ولكن من المحتمل أن تبلغ ذروتها بعد فترة وجيزة. كما أظهرت بيانات حديثة، أن أعدد الأشخاص فى المستشفيات المصابين بفيروس كورونا فى إنجلترا واسكتلندا وويلز أخذت فى الارتفاع، حيث ارتفع المرضى فى انجلترا بنسبة 29 % خلال الأسبوع الماضى، وهذا أعلى مستوى منذ ما يقرب من شهرين. وكانت عدوى فيروس كورونا أكثر شيوعًا فى لندن، حيث أصيب 2.5 % من السكان بالفيروس، تليها منطقة الجنوب الغربى بنسبة 2.4 % وغرب ميدلاندز 2.3 %، حيث زادت العدوى بين معظم البالغين دون سن 70، بينما كان معدل الإصابة بين أطفال المدارس منخفضًا. وأعلنت السلطات الصحية البريطانية توسيع حملات التطعيم، بلقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، حتى نهاية العام. ووفقًا لوسائل إعلام بريطانية، توسع هيئة الصحة الوطنية البريطانية، حملات التطعيم، ضد فيروس كورونا المستجد، وتناشد المواطنين بشكل عاجل بتلقيح الأشخاص، مع ارتفاع حالات دخول المستشفيات. وتوفر العشرات من المواقع فى جميع أنحاء إنجلترا لقاحات الأنفلونزا وفيروس كورونا فى يوم عيد الميلاد، وفتحت مئات المواقع الأخرى عشية عيد الميلاد، ويوم الملاكمة، وعطلة البنوك. كما تم توفير أكثر من 100000 جرعة للتطعيم، حيث ناشدت هيئة الصحة البريطانية، الناس على وجه السرعة للتقدم للتلقيح. فرنسا وبعد فترة هدوء قصيرة وبعد موجة فى فرنسا مطلع الخريف، عاد وباء فيروس كورونا من جديد مع ارتفاع عدد الإصابات والاستشفاء مدفوعًا بانخفاض درجات الحرارة وظهور متحور جديد، مما أثار مخاوف على صحة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. هذا وتواجه المستشفيات الفرنسية وباء التهاب القصيبات على نطاق غير مسبوق، فى حين أن الأنفلونزا الموسمية تثير مخاوف من تأثير «مضاعف ثلاث مرات». وأوضحت هيئة الصحة العامة أن الارتفاع الحالى ينعكس على «ازدياد عدد حالات الاستشفاء الجديدة ودخول قسم الرعاية المركزة» بعد «أربعة أسابيع من التراجع»، حيث تم استقبال أكثر من 4500 حالة استشفاء خلال الأيام السبعة الماضية. وقال عالم الأوبئة باسكال كريبى لوكالة الأنباء الفرنسية «إن معدل تكاثر كوفيد- 19 ارتفع كثيرًا 1 منذ عدة أيام، مما يعنى ارتفاعًا فى معدل الإصابات: نحن فى بداية منحنى يتجه نحو الأعلى إلى حد ما». ويراهن بعض الخبراء على أن «موجة تاسعة ستتشكل فى فرنسا خاصة وفى أوروبا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية بشكل عام»، مثلما صرح أنطوان فلاولت، مدير معهد الصحة العالمية بجامعة جنيف، لوكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف، «إذا استندنا إلى السنوات السابقة، فيمكننا أن نتوقع تواصل ارتفاع المنحنى وأن توفر عطلة عيد الميلاد أول فترة هدوء» بفضل العطلات المدرسية فى فرنسا. 3