هى إحدى علامات الفن المصرى فى العصر الحديث، فنانة من نوع خاص نجحت على مدار مشوارها الفنى فى كسب ثقة الجمهور، وقدمت له العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية.. تنقلت بين أدوارها وخاضت فى الكثير من القضايا الشائكة، وتعاونت مع كبار النجوم والمخرجين واقتحمت عالم الإنتاج بدافع عشقها للسينما وإيمانها بتقديم أدوار وقضايا تستحق المغامرة والتفكير.. الفنانة الكبيرة «إلهام شاهين»، التى تشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى بالفيلم رقم 101 فى مسيرتها، (حظر تجول) الذى انطلق منه هذا الحوار. ما الذى يمثله لك مشاركة أحدث أفلامك (حظر تجول) فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟ هذا هو الفيلم رقم (101) فى مشوارى الفنى، فمنذ كنت صغيرة كنت دائمًا أقول: «نفسى أعمل 100 فيلم»، ولم أكن أتخيل أن أصل إلى الفيلم (101)، لأننى عندما قدمت الفيلم رقم 100 وهو (يوم للستات) تخيلت أننى لن أجد جديدًا لأقدمه، لأننى أحاول دائمًا التنوع فى أدوارى، فقد عشت كل المواقف الدرامية من أستاذة الجامعة وحتى الراقصة الشعبية، ولكن عندما قرأت سيناريو (حظر تجول) شعرت من أول مشهد أن هناك مشاعر ومواقف لم أقدمها، لأننى وجدت نفسى أمام امرأة تخرج من السجن بعد 20عامًا وفى يوم حظر تجول، والقضية التى يعالجها الفيلم من أخطر القضايا المسكوت عنها فى المجتمع، وأعتقد أنه بعد الفيلم ستكون هناك وقفة مع أشياء كثيرة خطأ تحدث فى المجتمع.. وسعيدة جدًا بمشاركة الفيلم فى مهرجان القاهرة الذى أكنّ له تقديرًا خاصًا لدرجة أننى منذ عدة سنوات كان فيلمى (يوم للستات) مرشحًا للمشاركة فى مهرجانى دبى ومونبلييه، إلا أننى علمت أن مهرجان القاهرة يحتاج للفيلم لأنه لا يوجد فيلم مصرى فى المسابقة، قدمت الفيلم فورًا، واعتذرت للمهرجانين عن عدم المشاركة وقلت لهم لا أستطيع أن أتأخر عن أى شىء لمصر أو اسم مصر والسينما المصرية، وأنا أقدم ذلك بكل الحب والاحترام لأننا الأساس، و«بخاف وبغير على السينما المصرية جدًا» وأتمنى أن تتواجد فى كل المهرجانات، ودائمًا أحاول أن تكون أفلامى مشرفة وترفع اسم السينما المصرية، وهذا أكثر شىء يسعدنى فى الحياة. تعاونت مع كبار النجوم والمخرجين، ولكنك من وقت لآخر تغامرين بالمشاركة مع جيل الشباب، ما السبب فى ذلك؟ كل التجارب التى تعاونت فيها مع الشباب فى تجاربهم الأولى كانت من أنجح تجاربى، فمثلاً عندما تعاونت مع المخرج «منير راضى» فى فيلم (أيام الغضب) حصلت على ثلاث جوائز دولية عن دور كان عبارة عن 7 مشاهد، وفيلم (يا دنيا يا غرامى) كان أول أعمال المخرج «مجدى أحمد على» وحصل على عدد كبير من الجوائز، وفيلم (هارمونيكا) كان أول إخراج ل«فخر الدين نجيدة» وأول ظهورل«أحمد السقا» فى السينما، وصولاً إلى تعاونى مع شباب هذه الأيام، فعادة ما يضعون كل طاقتهم فى تجاربهم الأولى ولا أخشى من التعامل معهم، لأن المخرج تظهر شخصيته من اختياره للسيناريو الذى يظهر فكره وتوجهه، وبالنسبة ل«أمير رمسيس» فهو مخرج قدم أكثر من عمل ولا يعد من الجدد، وأعتبر (حظر تجول) من أفضل أفلامه ليس لأننى بطلته، ولكن لأنه أيضًا هو الذى قام بكتابة السيناريو والموضوع هنا هو البطل. هل ستقدمين جزءًا ثانيًا من فيلم (يا دنيا يا غرامى)؟ هناك جهات إنتاجية طلبت منا تقديم الجزء الثانى فى شكل مسلسل، وبالفعل قام المؤلف «محمد حلمى هلال» بكتابة ثلاث حلقات، وما زالت الجهات الإنتاجية لم تؤكد بعد إن كان سيعرض فى رمضان القادم أم لا، لذلك لا أستطيع أن أجزم بتوقيت عرضه، وسواء تم تنفيذه كمسلسل أو فيلم فأنا متحمسة جدًا للفكرة وكذلك «ليلى علوى» و«هالة صدقى» لأنه يطرح موضوعًا مهمًا ويحمل قضايا كثيرة. ما سبب ابتعادك عن الشاشة الصغيرة فى الفترة الماضية؟ لا أستطيع المجازفة باسمى لمجرد التواجد، فقد حققت نجاحات فى التليفزيون وتركت بصمات واضحة من خلال مسلسلات مثل (نصف ربيع الآخر، ليالى الحلمية، قصة الأمس، أحلام لا تنام، البرارى والحامول) وغيرها، وللأسف ما يعرض علىّ حاليًا ليس على مستوى هذه الأعمال. فى الفترة الأخيرة كان لك نشاط واضح فى حضورالمهرجانات السينمائية المصرية، لماذا تحرصين على ذلك؟ أحب المشاركة فى مثل هذه الاحتفاليات، وأعيب على النجوم الذين يهتمون بالمهرجانات خارج مصر، ويقصرون فى حضور مهرجانات بلدهم، لأن وجودهم فيها مهم، فنجاح المهرجان بتواجد النجوم وأنا داعمة لأى عمل أو جهد يرفع اسم مصر واسم السينما المصرية، وتواجدنا فى المهرجانات مهم، وفى نفس الوقت فرصة للتعلم وتبادل الثقافات والخبرات ومشاهدة الأفلام، فهناك الكثير من الأفلام المتنوعة والتى لا نستطيع مشاهدتها إلا من خلال المهرجانات. هذا العام سيتم تكريمك من مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة عن مجمل أعمالك ومسيرتك الفنية، ما الذى يمثله هذا التكريم بالنسبة لك؟ سعيدة جدًا به، لأن التكريم يعنى التقدير للفنان وتاريخه وعطائه، وأشكر كل القائمين على المهرجان لاختيارى، فقد كنت داعمة لمهرجان أسوان منذ دورته الأولى وأعتبره «ولد على يدى»، ونجح واستمر فى نجاحه حتى الدورة الخامسة، حيث كنت رئيسة شرفية له فى الدورة الأولى، وكنت مهتمه بنجاحة ولفت الأنظار له، لأن أول دورة لأى مهرجان تكون مهمة ومؤثرة فى انطلاقته، ووجود مهرجان لسينما المرأة أمر مهم، ورائع أن يكون لكل مهرجان تنوع وخصوصية، طالما أن لدينا مهرجانًا شاملاً ودوليًا، وهو مهرجان القاهرة السينمائى. كان لديك مشروع للعودة لخشبة المسرح، ما آخر تطوراته؟ كان المشروع مع المخرج «منير مراد» وللأسف لظروف صحية خاصة به توقف المشروع، كما أن فيروس كورونا فرض شروطه على الفن كباقى المجالات، وأعتقد أنه من الصعب تقديم عروض مسرحية فى ظل هذه الظروف، حتى دور العرض السينمائى أصبحت تعمل بنصف طاقتها واضطر الكثيرون للجوء للمنصات، ولا بد أن نخاف ونحافظ على أنفسنا بقدر المستطاع. بعد الفيلم ال 101 بماذا تحلمين؟ ما زلت أحلم بالكثير، وما زال هناك ما أقدمه من أفلام ومسلسلات، فنحن نحضر حاليًا لدخول فيلم (أهل العيب) إخراج «كاملة أبوذكرى»، وإنتاج «أحمد السبكى»، وسيناريو «تامر حبيب»، وتشاركنى البطولة «منة شلبى» وأقدم دور «صاحبة كباريه»، فما زال هناك موضوعات جديدة وجريئة ومختلفة يمكن طرحها على الشاشة. على المستوى الشخصى، أنت شديدة الاهتمام بأبناء أشقائك وخاصة «إلهام» الصغيرة ابنة شقيقتك «إيناس»؟ نعم، فهذا جيل آخر واهتمام مستمر، و«إلهام» الصغيرة قصة كبيرة، فهى صورة منى، ولكن على أفضل، وهى النسخة المعدلة منى للجيل الجديد، بموهبة أكبر وثقافة ودراسة أكثر، فهى تدرس السينما فى جامعة إنجليزية ومطلوبة فى أكثر من عمل، وأرى أنها موهوبة أكثر منى، وستكون مفاجأة أن «إلهام صفى الدين» موهوبة أكثر من «إلهام شاهين».