كتب له الحظ أن يبدأ حياته الفنية برفقة العمالقة، فوقف أمام «نور الشريف» فى مسلسل (الرجل الآخر) وفتحت له الشهرة أبوابها، فحصد من خلال تلك التجربة نجاحًا كبيرًا أهَّله لأن يصبح أحد أبطال مسلسل (العصيان) أمام «محمود ياسين» ومن بعدها، أصبح اسم «أحمد زاهر» علامة مضيئة فى سماء الفن، ورُغم اختفائه لمدة أربع سنوات بسبب مرضه، وزيادة وزنه إلى ما يقرب من 180 كيلو، ودخوله فى حاله اكتئاب شديدة؛ فإنه استطاع أن يتغلب على تلك الظروف، ليعود بثوبه الجديد، ويحصد بعدها نجاحات أقوى وأكبر من التى حصدها من قبل، وفى الموسم الرمضانى الماضى، كان نجاح شخصية «فتحى» فى مسلسل (البرنس) فائقًا لكل التوقعات، وفى حوارنا معه تَحدّثنا معه عن هذا النجاح، واستعدنا بعض ذكريات الماضى، وتَعرّفنا على مشروعاته الجديدة.. وإلى نص الحوار. فى البداية؛ كيف تلقيتَ نجاح شخصية «فتحى» فى مسلسل (البرنس)؟
- بسعادة بالغة، ورُغم أننى حققتُ على مدار مشوارى الفنى نجاحات كثيرة بداية من مسلسل (الرجل الآخر) مع المبدع الراحل «نور الشريف» وبَعدها توالت النجاحات فى مسلسلات (حكاية حياة) و(كلام على ورق) و(آدم) وغيرها؛ فإن مسلسل (البرنس) حالة خاصة من النجاح فاقت كل التوقعات، فمنذ عرض الحلقات الأولى من المسلسل أصبح اسم «أحمد زاهر» (تريند) على مواقع السوشيال ميديا بكل أنحاء الوطن العربى، وقد وصل الأمْرُ إلى كراهية الناس للشخصية، ومتابعتهم للأحداث حلقة بحلقة لمعرفة مصيرها، وبشكل عام حقق المسلسل نجاحًا مبهرًا، فكان (تريند) طوال رمضان، ولايزال يحصد مشاهدات مرتفعة على المنصات الإلكترونية.
هل كنتَ تتوقع أن تحصد الشخصية كل هذه الكراهية التى دفعت البعض لتهديدك بالقتل والخلط بين شخصية «فتحى» فى المسلسل وشخصيتك الحقيقية؟
- لا أنكر أننى تخوفت فى البداية من تجسيد الشخصية لما تحمله من شر، وكنت أتوقع كراهية الناس لها بشكل كبير، ولكن ما حدث كان أصعب من الكراهية بكثير؛ خصوصًا مع التهديد بالقتل، سواء عبر منشورات على (الفيسبوك) أو عبر مكالمات هاتفية تلقيتها من الجمهور، ولا أدرى كيف حصلوا على رقم هاتفى، وبعد عرض المسلسل بدأتُ أظهر فى برامج تليفزيونية وأفهم الناس أن «فتحى» شىءٌ وأنا شىءٌ آخر، وأنها مجرد شخصية فى مسلسل، وأنا كممثل جسّدتها بشكل صادق فحدث هذا الخلط ليس أكثر.
بالتأكيد هذه الشخصية أرهقتك بشدة.. فكيف تخلصتَ منها؟
- أرهقتنى كلمة صغيرة جدّا، فمنذ قراءتى للسيناريو وأنا أشعر بحالة من الكراهية الشديدة له، وكنت دومًا أقول كيف لشخص من لحم ودم أن يملك كل هذه الصفات الشريرة والقبيحة، وكان المخرج «محمد سامى« قبل كل مَشهد يقوم بشحنى بطريقته الخاصة، سواء عن طريق تذكيرى بمدى حقارة «فتحى» أو عن طريق حكايات يرويها لى لشخصيات مماثلة له، أمّا عن تمكنى من التخلص من الشخصية بعد انتهاء التصوير فيرجع الفضل فيه إلى زوجتى التى أعتبرها الداعم والسند دومًا فى كل مشوارى الفنى وأيضًا فى حياتنا الأسرية.
ما أصعب مَشهد لك فى المسلسل؟
- المسلسل ككل، فكل مشهد مكتوب باحترافية شديدة، لكن أكثر مشهد هو أحد مَشاهد الحلقة الثامنة، الذى أخبر فيه «فدوَى» لماذا أكره «رضوان»، وهو مشهد مكون من سبع صفحات ونصف، أؤديه بمفردى، وتكمن صعوبة هذا المشهد فى الأداء، والإحساس ونظرات العين التى تتحول بين لحظة وأخرى، ونبرات الصوت التى تعلو وتنخفض، والحمد لله تم تصويره من أول مَرّة.
حَدّثنا عن الدويتو الذى جمع بينك وبين «روجينا»؟
- من أحلى المَشاهد بالنسبة لى مَشاهدى مع «روجينا»؛ خصوصًا أنها كان يغلب عليها الطابع الكوميدى بعض الشىء كمحاولة منّا لتحفيف حدة مَشاهد الشر، وقد أبدعتْ «روجينا» فى دورها، وكانت كعادتها متألقه ومختلفة.
رُغم أن المسلسل باسم «محمد رمضان»؛ فإن البعض يرى أنك تفوقت عليه وأخذت الأضواء منه..ما تعليقك؟
- هذا الأمر عارٍ تمامًا من الصحة، العمل هنا قام بشكل احترافى، فبطل العمل «رضوان» والند الذى أمامه هو «فتحى» وكلاهما على القوة نفسها، والحقيقة أن كل شخص شارك فى العمل هو نجم وساعد بشكل كبير فى نجاحه، فلم نرَ دورًا صغيرًا لأحد على الإطلاق، وما يقال بعيد كل البعد عن الحقيقة، ودعينى أقول لك إن «رمضان» من أكثر الشخصيات المحترمة والراقية والجَدعة التى قابلتها فى حياتى، وأنه يعمل بكل جهد وتعب وكان متعاونًا بشكل كبير معى ودومًا كنا نتناقش فى المشهد دون أى حساسية منه.
دائمًا ما نراك متألقًا مع المخرج «محمد سامى».. فما السر وراء ذلك؟
- هذا صحيح، ففى البداية نحن أصدقاء جدّا، وهناك كمياء بيننا، فكلانا يفهم الآخر من نظرة عين، وبالتالى؛ فإن أنجح أعمالى كانت مع المخرج «محمد سامى» بداية من مسلسل (آدم) الذى جسّدتُ فيه دور ضابط أمن الدولة المتزن، ومن ثم حدثت النقلة الثانية، التى ساهم «محمد سامى» فيها بشكل كبير بعدما تغلبتُ على ظروف مرَضى، فظهرتُ بثوب جديد فى مسلسل (حكاية حياة) بشخصية «يوسف»، ثم يأتى بعدها (كلام على ورق) وشخصية «فرج»، بالإضافة إلى مشاركتى التى أعتز بها فى مسلسل (ولد الغلابة) بمَشهد واحد فقط ولكنه كان مؤثرًا جدّا، إلى أن أتى (البرنس) الذى حصدتُ من ورائه كل هذا النجاح.. كما أن ما يميز «سامى» عن غيره أنه مخرج مُلم بكل التفاصيل التى تخص العمل بداية من الممثل الذى يراهن عليه دومًا، ثم بعد ذلك الديكور والموسيقى التصويرية، والإضاءة، فهو منذ بداية التصوير يكون هناك تصوُّر داخل رأسه يقوم بتنفيذه ولا يقبل بأى تغيير فيه مَهما كلفه الأمر من وقت ومجهود.
هل تسعى للبطولة المطلقة؟
- لا تشغلنى على الإطلاق، فأنا أبحث عن الدور الجيد والمميز والمختلف الذى يضيف لرصيدى الفنى، فمن الممكن بمَشهد واحد أن أقلب الأحداث رأسًا على عقب، ومن الممكن أن أجسّد عملًا من الألف إلى الياء ويمر مرور الكرام، كما أن قناعتى أن العمل ينجح بكل أبطاله، فليس هناك بطل قادر على نجاح العمل بمفرده دون غيره.
أنت من الشخصيات المحظوظة بالعمل مع الكبار مثل «محمود ياسين» و«نور الشريف» و«ميرفت أمين».. حَدّثنا عن ذكرياتك معهم؟
- بالتأكيد محظوظ أن أقف أمام العملاق «محمود ياسين» والمفكر والمبدع «نور الشريف» والجميلة «ميرفت أمين»، وقد تعلمتُ منهم الانضباط واحترام المواعيد، ومذاكرة المشهد، وتصفية الذهن والتركيز، أشياء كثيرة تعلمتها من جيل مخضرم عاصر كُتّابًا ومخرجين مميزين كان علىّ أن أنتهز تلك الفرصة وأحصد منها الكثير، وهذا ما فعلته وقتها ولاأزال أسير على تلك الضوابط التى اكتسبتها منهم.