قرار المملكة العربية السعودية بتعليق رحلات العمرة مؤقتًا، الأسبوع الماضى، لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد بين المعتمرين، جاء مفاجئًا بالنسبة لأصحاب شركات السياحة فى مصر، خاصة أنه صدر بعد حصول 5100 مواطن على التأشيرة بالفعل. ويتخوف أصحاب شركات السياحة من استمرار تعليق رحلات العمرة حتى شهر رمضان ما يساهم فى زيادة خسائرهم، إذ يقول عبدالحميد سلطان، صاحب شركة للسياحة الدينية، إن قرار تعليق العمرة سبَّب خسائر فادحة لشركات السياحة تجاوزت ال200 مليون جنيه، لافتًا إلى أن الشركات التى احتكرت تأشيرات العمرة تكبدت خسائر كبيرة بعد شراء عدد كبير من التأشيرات بمبالغ هائلة لتغطية احتياجاتها خلال الموسم الذى يستمر ل3 شهور. وأضاف «سلطان» أن عدد الشركات السياحية الدينية بمصر المتعاقدة مع المملكة العربية السعودية يبلغ 1733 شركة، لكن الشركات الفعالة 166 شركة فقط، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يحرم من أداء العمرة رجب وشعبان ورمضان نحو 300 ألف معتمرة. وتابع أن الخطوط الجوية السعودية والفنادق أعادت جميع رسوم الطيران، لكن خطوط مصر الطيران والطيران الخاص لم تعلن موقفها بعد. وفى الوقت الذى صرحت فيه غرفة السياحة الدينية فى بيان لها بإعادة 800 جنيه التى حصلت عليها الغرفة لوضعها فى صندوق الكوارث التى تصيب الشركات، يوضح «سلطان» أن الغرفة لم تفكر فى تعويض شركات السياحة ولم يتم تفعيل «صندوق الكوارث» لسداد خسائر الشركات قطاع السياحة الدينية. واستطرد أن هناك قلقًا لدى أصحاب شركات السياحة الدينية، أن تقرر الحكومة المصرية منع كبار السن من العمرة، بعد انتهاء فترة التعليق، وهو ما يقلل بدوره عدد المعتمرين لأن أغلبهم يكون من كبار السن، مشيرًا إلى أنه سبق وأصدرت الحكومة قرار منع المعتمرين والحجاج فوق سن الخمسين من أداء العمرة والحج أثناء انتشار مرض أنفلونزا الخنازير. وفى السياق نفسه تساءلت شويكار إبراهيم، صاحبة شركة سياحة دينية؛ عن سبب قرار تعليق رحلات العمرة فى حين أنه لم يتم تسجيل أى إصابات فى الحرم الملكى وبالمملكة العربية السعودية. لافتة إلى أن قرار تعليق الرحلات ليس حلًا، خاصة وأنه يمكننا اتخاذ الاحتياطات الطبية والوقاية للمعتمرين والحجاج، بهدف تفادى تفشى الفيروس داخل المملكة والحرم. وأكدت أن قطاع السياحة الدينية هو الخاسر الأكبر من ذلك القرار وبالأخص الشركات الكبرى التى تضم عددًا كبيرًا من العمالة فى فروعها، مشيرة إلى أن عدم وجود معلومات دقيقة وواضحة عن انتهاء فترة تعليق السفر جعل شركات كثيرة تتجه للاستغناء عن عدد كبير من موظفيها وتقليل رواتب الآخرين بهدف السيطرة على الخسائر. من جانبه، كشف هشام حسين، مدير بشركة السياحة الدينية؛ عن سحب بعض المعتمرين حجوزات السفر من عمرة رجب وشعبان قبل إعلان تعليق رحلات العمرة، لافتًا إلى أن ذلك جاء نتيجة إعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا انتشر خارج الصين.. لتصل خسائر الشركات ل20ألف جنيه فى الجواز الواحد. وأشار «حسين» إلى أنه بعد تعليق رحلات العمرة زاد الإقبال على حجز عمرة رمضان التى لم يحدد موقفها بعد. محمد فاروق، رئيس لجنة السياحة الإلكترونية بغرفة السياحة؛ قال إن غرفة السياحة اتفقت مع وزارة السياحة على آلية إلغاء الشركات لرحلاتها المؤكدة على بوابة العمرة المصرية، حتى تستطيع الشركات إلغاء الرحلة من على البوابة والمحدد لها تاريخ سفر اعتبارا من تاريخ إصدار قرار التعليق المؤقت للرحلات حتى نهاية شهر مارس الجارى، مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك الاتفاق هو تقليل خسائر الشركات، إذ تتوجه كل شركة إلى الإدارة العامة للسياحة الدينية بوزارة السياحة وتطلب إلغاء رحلاتها من دون رسوم. وأكد أنه وفقا للوكلاء السعوديين فإن فترة إيقاف إصدار تأشيرات العمرة من المملكة العربية السعودية لجميع دول العالم قد تتراوح ما بين 15 إلى 30 يومًا، لحين الانتهاء من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، ومن المتوقع إلغاء التعلق فى أى وقت بمجرد الانتهاء من إجراءات الاحترازية. وأوضح أن السعودية تجهز عددًا من المنافذ الصحية بالمطارات والموانئ، للتأكد من عدم انتشار أى أمراض أو فيروسات أثناء دخول المعتمرين للمملكة. لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تمتنع بعض الدول عن إرسال مواطنيها إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة والحج. وعن خسائر شركات السياحة قال «فاروق» إنها تنحصر فى عدد التأشيرات المتبقية من عمرة رجب وشعبان والتى يصل عددها ل100 ألف معتمر، إضافة ل 100 ألف آخرين من عمرة رمضان؛ إذ انتهت من حجوزات عمرة رجب وشعبان.. ويتوقع انخفاض أسعار العمرة حال استمرار القلق العالمى من انتشار الفيروس. وعن المطالبات بتفعيل صندوق الكوارث لتعويض خسائر الشركات، أوضح «فاروق» أن صندوق الكوارث مخصص لدعم الشركات فى حالات الكوارث الداخلية، مثل الأزمات الاقتصادية وقرارات الحكومة التى قد تؤثر على قطاع السياحة، لكن هذه المرة قرار تعليق الرحلات من جانب السلطات السعودية وهو ما لا يقتضى تفعيل الصندوق. ويذكر أن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى حول تعليق رحلات العمرة إذا كانت تهدد المعتمرين، بالإصابة بالفيروس كورونا، وأوضحت الفتوى أنه إذا كان الطريق لأداء مناسك الحج أو العمرة غير آمن أو به ما يهدد النفس أو الحياة أو المال تلغى أو تؤجل الرحلة حتى تنقضى الأزمة. وعلقت دار الإفتاء، أنها تلقت العديد من الرسائل ومكالمات على الخط الساخن الخاص بها من داخل وخارج مصر حول جواز عدم أداء العمرة خلال انتشار البلاء أما لا ، إذ تلقت أكثر من 1000 رسالة يوميا بجانب مكالمات تليفونية من جميع أنحاء العالم. وأكد مصدر من داخل مرصد دار الإفتاء، أن الفتوى جاءت بعد التأكد من انتشار الفيروس كورونا خارج الصين، حرصًا على حياة المعتمرين والحج، موضحا أن الفتوى استندت بالأساس للرأى الطبى.